صفحة الكاتب : مهدي المولى

الفساد في العراق وكيفية القضاء عليه
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا اعتقد هناك من يعترض على قولي اذا قلت ان العراقيين جميعا بل الناس جميعا متفقون على وجود كثرة الفساد والفاسدين في العراق وان هذا الفساد يزداد ويتسع ويتفاقم حتى شمل جميع  المجالات و على كل المستويات وافسد كل العراقيين حتى اصبح ميزة من مميزات العراق ومضرب المثل في الفساد

كما اصبح العراقيون جميعا مشمولين بهذه الصفة اي صفة الفساد بل اصبحت صفة الفساد من شيم النفوس ومفخرة يفتخر بها العراقي واذا وجدت  عراقيا غير فاسد فهذه لعلتما وليس لانه شريف

 اثبت بما لا يقبل ادنى شك ان سبب الفساد ورحم الفساد هو الحاكم هو المسئول ثم انتشر واتسع فشمل الجميع

وهذه الحقيقة كشفها الامام علي لهذا كفروه وذبحوه حيث قال

اذا فسد الحاكم فسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون

يعني ان المسئول الحاكم ليس فاسدا ليس لصا فقط بل انه يفسد الصالحين  ويهتك  شرف الشرفاء

واذا صلح الحاكم المسئول صلح المجتمع حتى لو كلن افراده فاسدون

يعني ان الحاكم المسئول المخلص الصالح ليس صالحا وامينا وانما يصلح الفاسدين ويحمي شرف الشرفاء

ومن هنا تاتي خطورة الحاكم المسئول الفاسد

ومن السهولة جدا يمكننا ان نقول هذا الحاكم هذا المسئول فاسدا ولصا  وقام بكل الجرائم والموبقات لا تحتاج الى لجان تحقيق ولا ادلة ووثائق

 وهذه الوسيلة السهلة البسيطة والواضحة حددها الامام علي بقوله

اذا زادت ثروة الحاكم المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص

كما انه قال على الحاكم المسئول ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يلبسه يسكنه ابسط الناس

هذا هو اسلام الامام علي طريق الامام علي والمعروف ان  اغلبية المسئولين ان لم اقل كلهم يتنافسون في حب الامام كل واحد منهم يقول انا الاكثر حبا للاسف قولا لكنهم عملا يعملون وفق نهج من كفره وقاتله وذبحه

للاسف الجماعة يتجاهلون كل ذلك ويشغلون العراقيين بامور لا قيمة لها ولا اهمية ولا علاقة لها بالاسلام بل تسئ للاسلام والمسلمين 

السؤال ما هو سبب الفساد وسبب تفاقمه الى هذه الدرجة

لا شك ان هناك اسباب عديدة

اولا الاختيار الغير واعي الغير مسئول من قبل الشعب لمن يمثله في كرسي المسئولية فاختار اللصوص والحرامية الا ما ندر وحتى ان وجد هذا النادر فانه ضاع وغرق في بحر الفساد

ثانيا حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة  كانت السبب الرئيسي والاساسي في نشر الفساد والفاسدين وكل ما حدث ويحدث في العراق من جرائم وعنف وارهاب 

فعندما يسرق احد المسئولين  مبلغا من المال او يقوم بعمل مخالف للقانون فالمسئول الاخر  لا يكشفه  ويدعوا الى القاء القبض ويحيله الى العدالة لينال جزائه بل يقوم بتوثيق ذلك  ووضعه في ملف خاص ويقوم بسرقة ضعف ذلك المبلغ وبعمل اكبر مخالف للقانون ويقول له انت اسكت وانا اسكت وهذه حقيقة كل المسئولين لهذا ازداد عدد الفاسدين وتفاقم الفساد

واصبح الانسان الشريف الصالح عملة نادرة لا نجدها

فالرشوة في دوائر الدولة  ليس مجرد موظف واحد او اثنان يتعاطوها بل شبكة تضم المدير ثم الموظف ولكل واحد حصة احدى الموظفات رفضت استلام مبلغ خمسة آلاف دينار من احدى المراجعات مقابل عمل شرعي وقانوني وواجبها بحجة  ان الجماعة اي العصابة تحاسبها  على المبالغ التي تحصل عليها من الرشوة وان لهم اي لكل عنصر في الشبكة الشبكة حصةمعينة وحسب درجته الوظيفية ومن لم يأت بها يغير بل يطرد وربما يقتل  لانه فضائي غير كفؤ معاديا للشعب اما الذي لا يتعاطى الرشوة فهذا كافر ملحد يستوجب قتله لهذا استشرى الفساد وتفاقم وكثر عدد الفاسدين وكبر نفوذهم واصبحوا قوة نافذة لها اليد الطولى في البلاد

نعم ان القضاء على الفساد والفاسدين  بعد ان وصل الى مراحل واسعة من التفاقم والتجذر والرسوخ في النفوس امر صعب لكنه ليس مستحيل  بل من الممكن اذا توحدت ارادة الشرفاء والمخلصين والصادقين ولو انهم قلة قليلة الا ان وحدتهم وتضحيتهم من الممكن ان تحقق  المستحيل وتنقذ العراق والعراقيين من الفساد والمفسدين

على المواطن  العراقي ان يتجرد من الانانية ويختار المسئول الشريف المخلص عليه ان يتعرف عليه ويعرف  قيمه ومبادئه اولا وحتى يمتحنه اي عليه ان يلبي قناعته الذاتية بصدق واخلاص هذا المرجح لا خوفا ولا مجاملة

على هيئة الانتخابات ان تقسم العراق الى دوائر بعدد اعضاء البرلمان فاعضاء البرلمان الان 328 يجب ان تكون هناك 328 دائرة انتخابية وكل دائرة تنتخب نائب يمثلها  وان يكون المرشح من نفس الدائرة اي ساكن فيها ويستمر فيها لا يجوز له الانتقال الى اي مكان اخر طالما انه يمثل هذه الدائرة وبهذا يمكن لابناء الدائرة اللقاء به ويمكنه اللقاء بهم

تشكيل حكومة الاغلبية اي الاغلبية هي التي تحكم والاقلية تعارض  وقيل ان الحكومة الناجحة لوجود معارضة ناجحة والحكومة بدون معارضة يعني حكومة لصوص وحرامية وهذه حقيقة معروفة وواضحة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/29



كتابة تعليق لموضوع : الفساد في العراق وكيفية القضاء عليه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net