صفحة الكاتب : نزار حيدر

مٓنْ يَستهدِف الحشدَ الشّعبي؟
نزار حيدر

 قبلَ ان أُسمّي عدداً من الشمّاعات لأعلّق بها قصورنا وتقصيرنا، وقبل ان أوزّع التّهم يميناً وشمالاً، وهي شَغلتنا المفضّلة نحن الشرقيّين، وخاصة العراقيّين، وددتُ ان اطرح الأسئلة التالية؛
   اولاً؛ كم لَجنة شعبيّة من أسر ضحايا سبايكر، مثلا، جابت عواصم العالم ودارت على المؤسسات الدّولية لتعرض الأدلة والإثباتات للراي العام لتقنعه بأنّ مثل هذه الجرائم التي يرتكبها الارهابيون ترقى، بلا شك، الى مستوى الجرائم ضد الانسانية وانها ينطبق عليها تسمية حرب إبادة جماعية؟.
   ثانياً؛ كم وثيقة قدّمتها ممثّليّة العراق في هيئة الامم المتحدة الى المجتمع الدولي فيما يخصّ الجرائم البشعة التي يرتكبها الارهابيون في كل مدينة ومنطقة احتلّوها؟.
   ثالثاً؛ كم فيلم وثائقي، باللغات الحية،  انتجت شبكة الاعلام العراقي عن بطولات الحشد الشعبي ومواقفه الانسانيّة النّبيلة في كلّ شبرٍ حرّره من يد العصابات الإرهابية؟.
   رابعاً؛ كم محطّة اعلام دولية مثل (سي ان ان) واخواتها صحِبت مراسلها معها قواتنا المسلّحة الباسلة وهي تدخل مدينة محررة من يد الارهابيين لتوثّق جرائمهم التي يخلّفونها لحظة هزيمتهم و (انسحابهم التكتيكي) وتسجّل تعاملها الإنساني مع الاهالي؟.
   خامساً؛ كم تقرير دولي وباللغات الحية نشر اعلامنا الوطني بشأن جرائم الارهابيين في المناطق المغتصبة؟.
   سادساً؛ كم جريمة بشعة مثل سبايكر نجحت حكومتنا الموقّرة بتسجيلها بالمؤسسات الدولية كجرائم إبادة جماعية؟.
   وكم...وكم.. وكم...وكم؟.
 الجواب؛ صفر، لا شيء.
   لقد قلتُ واقولُ وسأظلُّ اقول بانّ حربنا مع الارهاب هي حربٌ إعلامية اولاً وقبل ايّ شيء اخر، وهي حربٌ نفسيّة قبل ان تكون ميدانيّة، وحربُ ارادات سياسية قبل ان تكون حرب عصابات وحرباً نظامية، الا اننا وللاسف لازلنا لم نع بعد حقيقة هذه الحرب وعمق فلسفتها، ولذلك ترانا للان نتعامل معها بالبيانات العسكرية فقط، لا نعير للإعلام والدبلوماسية والجانب القانوني ايّ اهتمام.
   قد تحقّق نجاحاً عظيماً في ساحة المعركة الا انّك ستفقد أثره ويضيع توظيفه اذا فشلتَ في تسويقه بطريقة سليمة، والعكس هو الصحيح، فعلى الرغم من عِظم الجرائم التي يرتكبها الارهابيون في المناطق المحررة قبل هزيمتهم منها، الا ان النتيجة تبدو وكأنّ قواتنا الباسلة والحشد الشعبي هو الذي ارتكبها لحظة دخوله المناطق المحررة، لماذا؟ لانّ كذبهم (مصفّط) وصدقنا (مخربط)!.
   ولذلك لم يبالغ من قال ان عاشوراء فعلٌ حسيني وديمومة زينبية، فعلى الرغم من عَظمة الفعل الذي سجله الامام الحسين (ع) وأهل بيته واصحابه من الشهداء الابرار في يوم عاشوراء في كربلاء، الا انّهُ كان معرضاً للمحو والاندثار لولا رسالة الاعلام العظيمة التي حملتها العقيلة زينب عليها السلام.
   مما سبق نستنتج انّ اوّل من يستهدف الحشد الشعبي وبطولاته وتعامله الإنساني، ويقلّل من إنجازاته ويساهم في الطّعن بمصداقيّته، وتوجيه الاتهامات له، هو تقصيرنا وجهلنا وغفلتنا.
   اما بقيّة العناوين فأنتم تعرفونها جيداً لستُ هنا بحاجةٍ الى ان أُصدّع رؤوسكم بذكرها واحداً واحداً، فكما اسلفتُ فانّ جهدنا المفضّل عادة هو التبرير ورمي كاهل المسؤولية على الاخرين للتهرب منها، وكلّنا نتذكر جوابنا للوالدين عندما كنّا أطفالاً صغاراً في المدرسة عن سبب رسوبنا مثلاً في درسٍ او اكثر؛ [المعلّم عداوة وياي]!!!.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/30



كتابة تعليق لموضوع : مٓنْ يَستهدِف الحشدَ الشّعبي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net