صفحة الكاتب : مهدي المولى

أطلاق العيارات النارية في المناسبات ماذا تدل
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 المعروف جيدا ان ظاهرة اتساع وتفاقم اطلاق العيارات النارية في المناسبات المختلفة  الافراح الاحزان  وحتى المناسبات العادية بدأت تشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين المساكين الذين لا حول لهم  ولا قوة وتشكل تحديا كبيرا للدولة والقانون بل انها ترفع شعار بكل صراحة وبكل وقاحة وتحدي لا نريد دولة ولا قانون
وهذا دليل على تحكم القيم والاعراف العشائرية وسيطرتها والتخلي عن القانون والنظام كان المفروض خاصة بعد التغيير الذي حدث في 2003 ان تزول الاعراف والقيم العشائرية وشيوخها واعتبار ذلك من سلبيات ومفاسد النظم السابقة النظم الاستبدادية المتخلفة بل يجب اصدار قانون باجتثاثها واجتثاث كل من يدعوا اليها لأنها اكثر خطر من حزب البعث العنصري وعناصر اجهزته الامنية بل انها هي التي خلقت هؤلاء ومن امثالهم في كل التاريخ منذ معاوية وحتى عصرنا
 الا ان المؤسف والمؤلم خابت ظنون وآمال الشعب  فهذه السلبيات والمفاسد اي القيم والاعراف العشائرية ازدات واتسعت  واصبحت الاعراف والقيم والعادات العشائرية هي التي تحكمنا فلا قيمة للقانون ولا للقضاء ولا للسلطة القضائية كنا نعتقد ان الذين اطلقوا على انفسهم بالمعارضة و الذين عاشوا في اوربا وعرفوا اهمية القانون والنظام في رقي الشعوب وتقدمها سيكونوا اكثر رفضا للعشائرية واعرافها وقيمها الا انهم خيبوا آمال الشعب فعندما عادوا الى البلاد اصبحوا اكثر تمسكا بالقيم والاعراف العشائرية بل اصبح كل واحد مسئول عن عشيرة واصبح لكل عشيرة حكومة وحاكم وجيش وعلم
فشيوخ العشائر هم الذين يحكمون لهذا ازداد عدد شيوخ العشائر فلكل عشيرة مجموعة من الشيوخ المتنافرة المتضادة وكل واحد يجمع حوله مجموعة من المؤيدين والمناصرين مستغل جهلهم وحاجتهم وبواسطتهم يصبح شيخ ويسجل نفسه شيخ ويمنحوه هوية على انه شيخ
فاصبح لقب شيخ مفتاح يفتح باب النفوذ والمال   لكل من يحصل على هذا اللقب    وبما انهم لا يملكون قيم ولا مبادئ وهدفهم المال فلا موقف لهم ثابت  ولا اتجاه فتراهم يقفون ويطبلون مع ولكل من يدفع اكثر فتراهم مرة مع هذا المسئول ومرة مع المسئول  الاخر وهذا هو ذروة الفساد والانحطاط
وهكذا اصبح شيوخ العشائر هم القوة المتنفذة في البلاد والجميع خاضعة الى اعراف العشيرة  وكل مشاكلهم تحل حول الاعراف العشائرية
مثلا  ان احد وزراء الداخلية اختطفت احدى قريباته من قبل المجموعات الارهابية عجز عن تطبيق القانون لكنه حلها عن طريق الاعراف العشائرية بل انه هدد المجموعات الارهابية بعشيرته ولم يهددها بشرطته وقواته الامنية بالقانون بالسلطة القضائية
 وان احد قادة القوى الامنية الذي  اتهم بالفساد  ونتيجة لذلك احيل للتقاعد  كما اتهمت زوجته هي الاخرى اعلن متحديا بانه سيقاضي كل من يكشف مفاسده وسلبياته وسلبيات زوجته  الى الاعراف العشائرية بل  ان احد القضاة تخلى عن دار العدالة وعن القانون والدولة وانشأ له مضيف قرب داره وجعله مقرا لحل المشاكل وفق الاعراف العشائرية المرفوضة والبالية التي اكل عليها الزمن وشرب
فهذا يعني ان العراق يسير الى الهاوية الى حارة كل من يده له الى الوحشية الى عشائرية ابي سفيان الجاهلية
من هذا يمكننا القول ان ظاهرة اطلاق العيارات النارية هي من اسس الاعراف والقيم العشائرية وشيوخها لا يمكن القضاء عليها الا بالقضاء على الاعراف العشائرية وشيوخها المتخلفين وفي نفس الوقت التمسك والالتزام بالقانون بالنظام بالدستور بالمؤسسات الدستورية ويصبح الجميع تحت طائلة القانون لا فرق بين شيخ ولا ميخ
 المضحك المبكي نرى  الحكومة بدأت بتسليح هؤلاء الشيوخ وتقديم الاموال الهائلة رواتب وامتيازات ومكاسب كثيرة ومتنوعة كانت سببا في تبديد اموال الشعب وبالتالي نشر الفساد وحتى العنف والارهاب
لهذا على الحكومة وعلى كل القوى الوطنية التي تسعى لبناء عراق ديمقراطي تعددي عراق دولة القانون
ان تلغي الاعراف العشائرية وشيوخها  ومحاسبة ومعاقبة كل من يدعوا لها والتمسك بها واعتبارذلك من ضمن الدستور يعني اصدار قانون بأجتثاث الاعراف العشائرية وشيوخها لانها منافية ومضادة للاسلام وللحياة الحرة الكريمة
الالتزام والتمسك بالقانون والمؤسسات القانونية واعتبارها من اقدس المقدسات ومحاسبة كل من يخترقها ويتجاوز عليها
اصدار قانون  خاص يحدد عقوبات رادعة ضد كل من يطلق العيارات النارية واعتبار اطلاف اي نار تحدي للدولة للقانون للشعب كله ودعوة لنشر الفساد والعنف واعتباره عنصرا فاسدا منحرفا متخلفا  ويجب احتقاره والسخرية منه اولا ثم اسئصاله من الوجود


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/30



كتابة تعليق لموضوع : أطلاق العيارات النارية في المناسبات ماذا تدل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net