صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

الإمام السيستاني تجسيد لديمقراطية الإسلام الشيعي
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

واجه العراقيون بعد سقوط النظام ألصدامي مشاكل جمة وكان للسيد السيستاني دور كبير في الحفاظ على امن واستقرار البلاد ,ومن ابرز ما أفتى به هو حرمة التعدي على الأموال العامة بعدما فتح الأمريكان الباب على مصراعيه لنهب وسلب وتحطيم البنى التحتية للعراق على يد شرذمة من العراقيين الذين فعلوا ذلك بقصد التشفي من حكومة صدام التي أذاقتهم الهوان , وأعقب ذلك فورة غضب من جميع العراقيين على أتباع صدام وضباط الأمن والمخابرات الذين أمعنوا في إذلال العراقيين ,فأراد العراقيون الانتقام من جميع أتباع حكومة النظام المقبور ألا إن السيد السيستاني ادرك خطورة هذا الموقف لأول وهلة لأنه بالتالي يجر إلى مذابح جماعية وحرب أهلية لها أول وليس لها آخر بين صفوف العراقيين ,فاصدر فتوى تقضي بحرمة الاقتصاص من البعثيين وأتباع النظام ويترك هذا الأمر حتى تشكيل محاكم شرعية تبت في مثل هذه الأمور للتحقيق بشأن كل من ثبتت عليه جريمة التورط بدماء العراقيين,وأعقب ذلك أعظم فتوى على الإطلاق من وجهة النظر السياسية والتي سميت بفتوى الدستور تمييزا لها عن غيرها والتي رفضت أن يكتب دستور البلاد من قبل المحتل أو من يعنيه لأجل ذلك لأنه ليس له صلاحية ذلك بل هذا موكول إلى انتخاب جمعية تتولى هذا الشأن , كل هذه الوقائع من السيد السيستاني تدعونا إلى التأمل بعدة أمور :منها إن السيد السيستاني عمل ذلك من منطلق إنساني بحت فضلا على انه واجب شرعي يتحتم عليه البت به وفق توليه لمسؤولية المرجعية ,وثانيا إن هذا التكليف الذي قام به السيد السيستاني ينبئ عن تطبيق فعلي لديمقراطية تطبيقية في الإسلام ليس لها نظير في كل العالم وهي إن اختيار مرجع التقليد عند الشيعة لا يتقيد باللون أو العرق أو القومية بل وفق اطر خاصة تبتني على أصول ديمقراطية شفافة وهي عدالة المرجع واعلميته وغير ذلك من أمور تتولى الكتب الفقهية التعرض لها ,أما البلد والقومية فكلها تذوب عند اختيار المرجع ونتيجة ذلك الاختيار تكون مسؤولية المرجع أن يتولى شؤون أتباعه سواء كانوا في العراق ام في غيره ,فالسيد السيستاني عندما انبرى لوضع  حلول لمشاكل العراقيين العصيبة لا من منطلق قومي أو مذهبي أو طائفي بل من منطلق الحس بالمسؤولية الإنسانية والإسلامية التي يضطلع بأعبائها , وهذا من روائع الديمقراطية عند الشيعة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/14



كتابة تعليق لموضوع : الإمام السيستاني تجسيد لديمقراطية الإسلام الشيعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net