صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

لأنه الحشد الشعبي.. وليس الحشد البعثي!!
فالح حسون الدراجي

 منذ الكلمة الأولى في دعوة المرجعية المباركة، واستجابة أول العراقيين النجباء لنداء الجهاد الكفائي. ومنذ اليوم الأول لتأسيس كتائب الحشد الشعبي، والساعة المباركة الأولى لإنطلاق قوافل المضحين من أبناء العراق البررة، ومن (دوي) الطلقة الجهادية الأولى التي خرجت من رشاش الشهيد علي رشم، أو من إحدى بنادق أخوته الشجعان في العصائب، وبدر وكتائب حزب الله، وسرايا السلام وأبطال العشائر العربية الحرة في مناطق العراق المختلفة. منذ تلك الطلقة الشريفة التي أصابت وهشمت العمود الفقري لكيان الإرهاب في العراق، فهزت عروش الطغاة وأرعبت أفئدة العملاء والجواسيس في كل مكان.. منذ تلك اللحظة فقط، أدركت بشكل تام لا شك فيه إننا منتصرون، وإن (الداعشيين) جميعاً مندحرون..
فخرجتُ وقتها على الناس من خلال شاشة قناة آفاق الفضائية، وقلتً في تلك الظهيرة الكئيبة والحزينة كلاماً مبهجاً وسعيداً ومتفائلاً، أدهش الكثير من المشاهدين، حتى تصور بعضهم إني مصابٌ بمسّ جنوني، أو ربما كنت أسيراً وقد عدت تواً من الأسر، لأن واقع الحال العراقي كان مختلفاً تماماً عما أقوله، والعراقيون جميعاً كانوا في غم، وحزن كبيرين، وأظن إن درجة اليأس وصلت عند بعضهم الى نقطة حرجة. وقطعاً فإن من رآني في تلك الظهيرة على شاشة التلفاز، قد قال عني في سرِّه، أو أمام الآخرين: شوف هذا شديخربط!
وأنا أعطي هذا المواطن كل الحق في ذلك، إذ ليس من المعقول أن تكون نينوى قد سقطت بيد الأوغاد، وتصبح الموصل عاصمة للدولة الخرنگعية الداعشية، ويدخل البعثيون كتفاً الى كتف مع الدواعش الى تكريت، وبيجي، وكركوك، وديالى، وتصل كلابهم الى سيطرة بغداد، وأصوات (مندوبيهم) تصل بنباحها الى منصة البرلمان، وأنا أتحدث عن الوضع بلغة وردية وشفافة ومتفائلة، وكأني كائن خرافي قادم من المريخ وليس مواطناً عراقياً (منعول سلفاه) حزناً ووجعاً على ما آلت اليه الأوضاع. لاسيما شماتة الجزيرة والعربية والبغدادية وبقية الجوق العربي الصادح والرادح بهزيمة (جيش المالكي)، وليس جيش العراق!
لذا فإني سأعطي الحق لهذا المواطن، ولغيره من المواطنين أيضاً، لكني سأسحب هذا (الحق) من الجميع، لو كانوا يعلمون بإني لم أكن متفائلاً، وواثقاً من إنتصارنا على داعش، بسبب مس جنوني أصابني، ولا لأني كنت أسيراً في ساحل العاج (وما أعرف شكو ماكو بالعراق) ولا لأني سمعت تصريحاً نارياً (للفريق الركن) علي غيدان، أو تأكيداً من (الفريق الركن) عبود كنبرعن قرب تحرير الموصل وعگرگوف. - مع كل إحترامي لغيدان وكنبر- إنما كنت متفائلاً وواثقاً ومطمئناً من النصر لسبب واحد فقط، هو ان (أولاد الملحة) دخلوا هذه المعركة، وحين يدخل الأسود معركة، فلن يخرجوا منها بغير النصر العظيم المؤكد. فتخيل معي عزيزي القارئ الكريم جيشاً طويلاً من الفرسان الأشداء، له أول وليس له آخر، فيه الفتى الذي غادر مدرسته طوعاً، وجاء ملبياً نداء الوطن، وفيه الشيخ الذي عبر ثمانينه، وجاء للميدان مستجيباً لنداء المرجعية، متنكباً إيمانه الذي لايخذله بنيل الشهادة.. تخيلوا معي جيشاً، قدوته علي بن أبي طالب، ومثاله الأعلى الحسين. ولهذا الجيش وطن محتل من قبل سفلة مارقين، وله مرجعية رشيدة، ومهابة، تدعوه للتطوع في سبيل الله، وسبيل الوطن.. فماذا تنتظر من هذا الجيش البطل غير البشائر؟
قل لي ماذا ستقول لو كنت مكاني عزيزي القارئ، وانت ترى رايات بدر والعصائب والكتائب والسرايا والعشائر، ترتفع عالية خفاقة في كبد السماء، وهي تتوجه بقامات مديدة، وبنادق شديدة، لردع الطامعين من فلول الخيبة والعار والوهم، والتخلف، والظلام الدامس، وتحرير كل شبر من أرضنا الطاهرة؟. ماذا ستقول للناس غير كلام مضيء بالثقة ومشع بالأمل والطمأنينة. كلام مكتنز بالبشرى واليقين، والأمنيات الخضر؟. وكيف لا أتفاءل، وأثق بالنصر وانا أرى بأم عيني (الشاعر علي رشم) يتمنطق بصف الرصاص، ويطيح بكل قوانين الشعر والنثر والسحر، والإعلام، والخطوط الخلفية والأمامية، وباقي الخزعبلات الممجوجة التي صدعوا بها رؤوسنا، فيحمل (أبو حسين) البطل رشاشه قبل كل المقاتلين الآخرين، ويعود قبلهم أيضاً، لكنه سيعود ملفوفاً بالعلم..؟
إذن.. فبفضل الله، وفضل رجال الحشد الشعبي فقط، ترونني، وترون سيد وجيه، وترون فلاناً وفلاناً وفلاناً من إعلاميينا الأحرار يتحدثون بلسان حر طليق، وقلب مطمئن وثقة عالية بالنصر والتحرير. بإختصار أقول لكم، إن كل هذا (الزود) الذي نحن فيه، هو من فضل الله، وفضل تضحيات وإنتصارات الحشد الشعبي.. !!
أما هذه الهجمة الإعلامية العربية الشرسة على أبطال الحشد الشعبي، وهذه الإفتراءات السياسية والنيابية والطائفية الحقيرة على الحشد الشعبي، فما هي إلاَّ بعض ردود أفعال المهزومين، والموجوعين من انتصارات رجال الحشد الشعبي، وهو لعمري أمر طبيعي لعدو كان يحلم ببناء دولة سفيانية بعثية تمتد من الشام الى الفاو، لكن شجاعة هادي العامري وأخوته المجاهدين في كتائب وسرايا وأفواج الحشد الشعبي أفشلوا بناء هذه الدولة البعثوهابية (قبل ما يصبون بيها البتلو)!
أيها العراقيون إرفعوا قبعاتكم -مهما كان نوعها- لأبطال الحشد الشعبي.. فقد حموا لكم الأرض والعرض والفرض..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/01



كتابة تعليق لموضوع : لأنه الحشد الشعبي.. وليس الحشد البعثي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : زائر ، في 2015/02/01 .

لم نسمع طعنا واساءة لا من غربي ولا يهودي ولا فرنسي ولا استرالي للمرجعية الا من كلاب المتمرجعين الذين لم يتوقفوا عن النباح ساعة واحدة ..
قالوا فيها بانها ساكتة عن جرائم الارهاب وانها نائمة وانها ليس لديها وطنية ووصفوفها باقذع العبارات المسيئة واتهموها بالعمالة ..وحين حانت ساعة الجهاد وافتت بالمرجعية وحشدت وعبأت الملايين لحماية البلد والمقدسات من اشرس هجمه ارهابية ..اخفت تلك الكلاب رؤوسها العفنة ولم نجد لها اثرا ..لماذا ياكلاب الحوئب ونفثة الشيطان وذيول الدواعش ؟؟!! لولا المرجعية التي تطعنون بها وتتهمونا لمست نسائكم وبناتكم جواري تباع وتهدى بين الدواعش




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net