داعش "تذبح الإنسانية" بمئات المقابر الجماعية في العراق وسوريا


ارتكب تنظيم داعش في العراق وبلاد الشام العشرات من المذابح في حق المواطنين الأبرياء في العراق وسوريا قبل وبعد استيلائه على الموصل والرقة، ولإخفاء جريمته يقوم بدفن هؤلاء الأبرياء في مقابر جماعية- سرعان ما تكشفها الأيام ليظهر أمام العالم الوجه القبيح لذلك التنظيم الإرهابي الذي يقتل باسم الدين والإسلام منه بريء.
 آخر هذه الجرائم ضد الإنسانية ما كشف عنه محمد الدليمي أحد شيوخ عشيرة الدليم في الفلوجة عن أن تنظيم  "داعش" قام بحملة إعدامات جماعية لـ 137 سجينا لديه كان يحتجزهم في (الحي الصناعي) في مدينة الفلوجة وجميعهم من المنتسبين للقوات الأمنية من الجيش والشرطة، وآخرين من الذين يعتبرهم التنظيم معادين له ثم قام بدفنهم بمقبرة جماعية بالقرب من مكان تنفيذ الإعدام.
وتابع الدليمي، أن "التنظيم قام بإطلاق سراح 30 سجينا من أبناء مدينة الفلوجة كان قد اعتقلهم مطلع عام 2014 لانتمائهم إلى الصحوات (قوات موالية للحكومة) بعد إعلانهم التوبة وعدم رجوعهم إلى تلك التشكيلات الموالية للقوات الأمنية"، مهددا إياهم "بالقتل في حالة رجوعهم إلى تلك الصحوات".
 
من جانب آخر قال مصدر في مدينة الفلوجة، رفض الكشف عن اسمه: إن "تنظيم داعش الإرهابي أعدم 137 سجينا لديه بعد فشل المفاوضات بين أهالي قسم من السجناء والتنظيم على طلب فدية مالية لكل شخص من 50 إلى 100 ألف دولار، مقابل الإفراج عنه، وإن غالبية السجناء هم من أهالي مدينة الفلوجة، وإن أهالي السجناء لم يعلموا حتى الآن بأن التنظيم قام بإعدام أبنائهم ودفنهم بمقبرة جماعية.
 مقابر داعش الجماعية وصل عددها للمئات وهو ما كشفت عنه وزارة حقوق الإنسان العراقية، والتي أكدت وجود مئات المقابر الجماعية في المناطق التي تقع تحت سيطرة "داعش".
 
وقال محمد مهدي البياتي وزير حقوق الإنسان العراقي: "إن المعلومات تفيد بوجود مئات المقابر الجماعية في المناطق التي سيطرت عليها "داعش" الإرهابية بمختلف المناطق، وكلا منها تضم 65 موقعا يحتوي كل موقع منها على رفات 500 شخص، وإن الوزارة عقدت لقاء موسعا مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان لوضع آلية تضمن تقديم الانتهاكات الموثقة إلى المجتمع الدولي بشكل دوري، على أن تتضمن إدانات للدول التي تدعم الإرهاب".
المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق طالبت بجرد أعداد المقابر الجماعية التي خلفتها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في المناطق التي سيطرت عليها.
وقالت أشواق نجم الدين النائبة العراقية عن كتلة التحالف الكردستاني، وعضو لجنة حقوق الإنسان النيابية: إن عملية الجرد لهذه المقابر ستكون "صعبة، وغير دقيقة"؛ لأن مناطق واسعة من العراق مازالت خاضعة للتنظيم المتطرف، وتشهد مواجهات عسكرية وأعمال عنف أن مسألة إحصاء عدد المقابر الجماعية في العراق، مسألة مهمة وواجب حكومي تجاه ذوي الضحايا، وأن الأهم من رفعها إلى الأمم المتحدة، هو توثيقها من قبل الحكومة العراقية لـ"تعويض ذوي الضحايا في مراحل لاحقة لكن العملية تواجه العديد من التحديات المتعلقة بوجود مناطق كثيرة مازالت تشهد أوضاعا أمنيا غير مستقرة".
 
وكشفت عن أن "اللجنة القانونية في البرلمان العراقي، ولجنة حقوق الإنسان، كانتا قد أرجأتا صياغة مشروع قانون يخص الجرائم التي ارتكبها داعش إلى ما بعد العطلة التشريعية لمجلس النواب، أي بعد 8/1/2015، لأسباب عدة، منها الاختلاف على اعتبار تلك الجرائم إبادة جماعية أم جرائم ضد الإنسانية، إضافة إلى عدم توصل النواب لتفاهم حول التعامل مع تلك الجرائم، كجرائم مرتكبة بحق الأقليات العرقية، أم أنها تشمل معظم مكونات الشعب العراقي".
 وتنتشر المقابر الجماعية في جميع أنحاء العراق فقد تم الكشف مؤخرا عن عدد من المقابر الجماعية في ناحيتي جلولاء والسعدية بعد تحريرهما، حيث كانت داعش تعتقل المواطنين في المنطقة وبعد إعدامهم يتم دفنهم في مقابر جماعية، وجدت في معسكر كوبرا في جلولاء، وضمت رفات 250 مواطنا من الكرد والعرب، ومقبرة أخرى في معسكر كوباتشي في الناحية تضم 45 جثة، وستقوم وزارة الشهداء والموظفين في حكومة إقليم كردستان بفتح هذه المقابر وتشخيص ضحاياها.
 
ولا تكتفى داعش بالقتل والذبح فقط، بل تمارس أسلوب التمثيل بجثث ضحاياها ممن جرى إعدامهم قبل دفنهم في مقابر جماعية، وتعتمد أسلوب الإبادة الجماعية لأي شخص يعارض التنظيم.
وفي سوريا أكدت الهيئة العامة للثورة السورية العثور على مقبرة جماعية تضم العديد من الجثث في جبل 'برصايا' قرب بلدة 'اعزاز' بريف حلب الشمالي، بالإضافة إلى 3 مقابر جماعية في ريف حلب بعد انسحاب تنظيم داعش من عدة بلدات على الحدود السورية، بل وتم العثور على 230 جثة لأشخاص قتلوا على يد تنظيم داعش، وذلك في مقبرة جماعية بمحافظة دير الزور شرق سوريا، بعد اقتحام عناصر التنظيم لمطار دير الزور العسكري، وقتل عشرات الجنود رميا بالرصاص في مقبرة جماعية، وعثر على المقبرة في بادية الكشكية في ريف دير الزور الشرقي، والجثث لأبناء عشيرة الشعيطات، التي حاربت التنظيم ليرتفع بذلك عدد أفراد العشيرة، الذين أعدمهم داعش أو لقوا حتفهم بقصف واشتباكات مع التنظيم، إلى أكثر من 900 شخص.
 
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في ديسمبر 2014 العثور على رفات 230 شخصا في مقبرة جماعية في محافظة دير الزور شرق سوريا، أعدمهم تنظيم "الدولية الإسلامية" المتطرف، وهم أفراد من عشيرة "الشعيطات" التي رفضت الرضوخ لحكم التنظيم، وعثر أفراد عشيرة الشعيطات على المقبرة الجماعية بعد أن سمح لهم تنظيم "الدولة الإسلامية" بالعودة إلى قراهم بعد أن طردوا منها.
وفي بلدة "صدد" المسيحية في ريف حمص، وبعد تحرير أحيائها من "داعش" تم اكتشاف مقبرتين جماعيتين تحتويان على ثلاثين جثة لنساء وأطفال ورجال وتم اكتشاف جثث القتلى على دفعتين، وتم دفنهم في بلدة "زيدل" جنوب شرق حمص وفي "زيدل" و"فيرزوة" و"الفحيلة".
تاريخ داعش الدموي في المقابر الجماعية لا يقتصر على أعداء التنظيم والمدنيين الأبرياء فقط، بل من عناصر التنظيم نفسه، فقد كشف عضو مجلس العشائر علي العيثاوي عن أكثر من 12 مقبرة جماعية في منازل النازحين في العراق، وكل مقبرة تحتوي على أكثر من 10 جثث لعناصر من داعش، منها مقبرة جماعية لعناصره في حي الضباط بمدينة الفلوجة ومقبرة جماعية أخرى لعناصر داعش تحتوي على ما يقارب 26 جثة أغلبهم عرب الجنسية بالإضافة إلى مقبرة جماعية تضم رفات أكثر من 22 داعشيا عربيا، قتلوا على يد القوات الأمنية، ودفنهم "داعش" قرب منطقة الهياكل.
وأشار إلى أن داعش كانت في المدة السابقة ترمي جثث قتلاها في نهر الفرات، لكنها في الأخيرة غيرت من هذا الأسلوب وعمدت إلى دفن ضحاياها في منازل النازحين.
 

المصدر

متابعات :  كتابات في الميزان


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/01



كتابة تعليق لموضوع : داعش "تذبح الإنسانية" بمئات المقابر الجماعية في العراق وسوريا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net