المبررون لفظائع "داعش" هم من أحرق الكساسبة حيا
جمال كمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بالامس الثلاثاء الثالث من شهر شباط/فبراير الحالي، اخرجت "داعش" احدث ما في جعبتها من اجرام لا يخطر حتى بعقول المرضى والساديين، ويتجاوز قدرة تحمل اكثر الناس تطرفا وعنفا، عندما بثت شريط فيديو يظهر طريقة اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة، ولا يمكن وصف المشهد حتى بالوحشية لعدم قدرة الوحوش على فعل ما تفعله "داعش"، حيث يظهر الكساسبة وهو يرتدي زيا برتقاليا تحيط به مجموعة من الرجال المدججين بالسلاح فيدخل في قفص من الحديد ويشعلون فيه النار.

ان اجرام "داعش" وان كان غير مألوف، الا انه يمكن توقعه من هذه الكائنات الغريبة. الا ان الامر الذي لا يمكن توقعه ان نجد من كان يبرر من  الطائفيين والتكفيريين في الاردن وغيرها افعال "داعش" الشنيعة بمختلف التبريرات، واكثر هذه التبريرات ان "داعش" تدافع عن "اهل السنة" في العراق وسوريا، ولابد من دعمها والوقوف معها حتى القضاء على الاعداء.

دماء اهل السنة في العراق وسوريا التي استباحها التكفيريون منذ الزرقاوي وحتى ابو بكر البغدادي، تشهد على ضحالة وطائفية وتكفيرية المبررين، ف"داعش" قتلت من اهل السنة بعدد ما قتلت واكثر من اهل الشيعة وباقي المذاهب الاسلامية واتباع الديانات الاخرى.

هؤلاء التبريريون من الطائفيين والتكفيريين، مازالوا يبررون فظائع "داعش" حتى بعد اعدام الكساسبة بحرقه حيا، فاخذت تتعالى اصوات هؤلاء  التكفيريين والطائفيين، الذين يتواجدون للاسف الشديد في الساحة الاردنية، وهم يلقون اللوم على الحكومة والجيش الاردني لانخراطهما في قتال "داعش"،  رافعين شعار ان هذه"الحرب ليست حربنا"، وانه لا دخل للاردن بما يجري في سوريا والعراق، وكأنما الاردن يعيش في جزيرة نائية ولن تصل اليه النيران التي اشعلتها "داعش" في العراق وسوريا.

هؤلاء الطائفيون التكفيريون، ينطلقون من فكرة سقيمة مفادها ان "داعش" و"النصرة" واخواتهما يقاتلان الجيش السوري "العلوي" والجيش العراقي  "الشيعي"، وان "الدواعش" لن يعادوا الجيش الاردني، لانه "سني" ولا وجود "للكفرة" و"المشركين" بين منتسبيه، لذلك على الاردن الا يتورط في القتال ضد "داعش".

للاسف الشديد ان النبرة الشاذة للطائفيين والتكفيريين في الاردن ، كان يكررها رفاقهم في مصر تحت حكم الاخوان، عندما كانوا يبررون كل جرائم "داعش" في العراق وسوريا، ويباركون ما يفعلونه ضد "العلويين " و "الشيعة" و"الصفويين" و "المجوس"، وقطعوا العلاقات مع سوريا ونادوا للجهاد في سوريا، فاذا بالارهاب يرتد على مصر، حيث تستهدف "داعش" اليوم الجيش المصري والمواطنين الابرياء في سيناء وباقي مناطق مصر الاخرى وهم جميعهم من "السنة" ولا اثر ل" الشيعة" و العلويين" فيها.

"داعش" هذه التي يبرر دمارها وفسادها واجرامها التكفيريون والطائفيون في البلدان العربية ، بقتالهم ل"الشيعة" ودفاعهم عن "اهل السنة"، تحارب  اليوم الجيش الليبي والجيش الجزائري والجيش التونسي، وهم جيوش، "سنية"، حيث مشاهد ذبح هؤلاء الجنود وقتلهم بالمتفجرات والسيارات المفخخة تملا الفضاء الافتراضي، والتي كان يتصور الطائفيون والتكفيريون الى الامس القريب انها لا تنفجر الا في "شيعة" العراق، وفي "العلويين" في سوريا.

لقد بات واضحا ان الهدف من وراء صناعة "داعش" من قبل امريكا والكيان الصهيوني، هو تشتيت الدول العربية من خلال استهداف اكبر مؤسساتها وهي  الجيوش، لذلك لم يعد من المقبول ان تسكت الحكومات العربية على "داعش" وتماديها في اجرامها الشاذ خدمة للمخططات الصهيونية، وان تقوم هذه  الحكومات وبالتنسيق الامني والعسكري بين جيوشها، دون الالتفات الى المخططات الامريكية التي ترفض بلورة تعاون عسكري عربي مشترك يضم سوريا  والعراق ومصر والاردن لمحاربة "داعش" بذرائع لم تعد تنطلي على احد، فالتجارب على الارض ومنذ اكثر من عشرة اعوام، انه من غير التنسيق بين هذه  الدول عسكريا وامنيا، لايمكن هزيمة "داعش"، التي لم تطلق ومنذ ظهورها المشؤوم على الساحة هي واخواتها، رصاصة واحدة صوب العدو الصهيوني.

ان التنسيق العسكري والامني بين الدول المذكورة لمواجهة "داعش"، ومن ورائها  الكيان الصهيوني وامريكا، يجب ان يسبقه تنسيقا اخر لا يقل اهمية من الاول، وهو التنسيق من اجل معالجة الحواضن التي تعشعش فيها "داعش"، وكذلك مكافحة الاصوات الشاذة للطائفيين والتكفيريين الذين يبررون جرائم  "داعش"، مستغلين المساجد والجوامع وبعض الفضائيات و وسائل الاعلام، كمنابر للترويج للفكر "الداعشي" الظلامي القاتل.

ان جريمة قتل الكساسبة البشعة لم تنفذها "داعش" لوحدها، بل ان هناك شريكا لها في تنفيذ هذه الجريمة ، وهذا الشريك هم الطائفيون والتكفيريون، الذين كانوا ومازالوا يبررون جرائم "داعش" في سوريا والعراق ومصر وتونس والجزائر واليمن وليبيا ، فهؤلاء شاركوا في هذه الجريمة ، بل ان مسؤوليتهم  فيها اكبر بكثير من مسؤولية من احرق الكساسبة حيا، فلولا هؤلاء، من يدعون الدين وامتلاك حقيقة الاسلام ويحملون عناوين عريضة ك"الداعية" و"المنظر" والجهادي السلفي"، لما ظهرت القاعدة وفرخت "داعش" و "النصرة" وباقي اخواتها.

ان قاتل الكساسبة الحقيقي هم التبريريون من الطائفيين والتكفيريين.

بقلم: جمال كامل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمال كمال

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/04



كتابة تعليق لموضوع : المبررون لفظائع "داعش" هم من أحرق الكساسبة حيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net