صفحة الكاتب : عبدالله جعفر كوفلي

من أجل أمنهم الوطني
عبدالله جعفر كوفلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعدما أصبح الأرهاب بشكله العام و داعش بصورة الخاصة تهديداً لأمن العالم بأجمع و خاصة الدول المتقدمة التي كانت تفتخر بقوانينها الصارمة في سبيل حماية حقوق الانسان , و تم تطبيقها وأنعم شعوبهم بها لفترات طويلة و أستفاد منها غيرهم من الأجانب الذين لجؤ الى تلك الدول هرباً من أضطهادهم من قبل أنظمتهم السياسية , و لم يقف هذه الدول بحماية الأنسان في دولهم بل تجاوزوا حدودهم الى دول أخرى عند تعرض شعوبها الى التهديد أو العنف , و لكن بعد أن طرق الأرهاب أبوابهم و فعل فعلتها بهم في محطات عديدة و متفرقة , و بالرغم من رغبتهم في إتخاذ الأجراءات الصارمة لصد هجماتهم  إلا أنهم كانوا ولا يزالون مكبلين ومقيدين بما تم تشريعه من قوانين , و ما ألزمهم من عضويتهم في المؤتمرات و المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الأنسان , فأصبحوا بين مطرقة الأرهاب و سندان حماية حقوق شعوبهم فتعالت الأصوات –هنا وهناك -  ضمن الرأي العام و مراكز صنع القرار بضرورة إعادة النظر في هذه القوانين من أجل حماية أمن مواطنيهم و تعديلها وفق متطلبات المرحلة أو تشريع قوانين أخرى جديدة , تتوسع فيها سلطات الأجهزة المعنية بحفظ الأمن ولو كان على حساب الحقوق , بالأضافة الى أن عدد من هذه الدول ألغت او عَلقت عضويتها ومشاركتها في الكثير من الأتفاقيات و المعاهدات الدولية أو الأقليمية المبرمة بضرورة حماية حقوق الانسان , و هذا ما يدل على أن أمن الدولة و حمايتها من مصادر التهديد و الأرهاب تأتي في المرتبة الاولى , وإيمانهم المطلق بأنه لايمكن حماية حقوق الانسان في ظل الظروف الأمنية المتردية و تحت سياط الارهابيين ، و يجب ضربهم بيد من حديد لينعم شعوبهم بحياتهم و اليوم أن شعوب هذه الدول هي التي تطالب وتنادي بضرورة التعديل بعد أن كانوا من قبل دعاة لإلغائها . 
نستدل منها أن الأمن تأتي بالمرتبة الأولى و بدونها لا يمكن أن تكون للحياة معنى أو أن تستمر .
و من الدول السباقة في ذلك ما قامت به أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001  و تشريعها لقانون ثاتريوت التي منحت صلاحيات واسعة للأجهزة الأمنية و المدعي العام بالتنصت على وسائل الاتصال و حجز الاجانب دون توجيه الاتهام و صعوبة منح تأشيرات الدخول اليها , و غيرها من  الاجراءات . 
و من الدول الاخرى التي سلكت مسلكها (بريطانيا و المانيا و فرنسا و كندا و غيرهم بعدما تعرضوا الى أعمال إرهابية داخل دولهم و خاصة بعد ظهور (داعش) في العراق و سوريا و إنضمام أعداد لابأس بها من مواطني هذه الدول الى هذه المنظمة الارهابية و قتالهم ضمن صفوفها مما شكل تهديداً لأمنهم الوطني ، مما أستوجب التعديل في القوانين الخاصة بالتعامل مع المتهمين و منح الجنسية و اللجوء و وضع الاشخاص المشبوهين تحت مراقبة الأجهزة المعنية .
و أخيراً سلك دولة تركيا المنحى نفسه حيث بادرت بإجراء التعديلات الخاصة على القوانين بعد تعرضها لأعمال إرهابية متنوعة لمواقفها من جملة القضايا (الداخلية و الخارجية) و من هذه التعديلات منح الوالي و القائمقام صلاحية حجز المشتبه بهم و إعطاء الاجهزة الامنية سلطات واسعة عند التعامل مع المتظاهرين و المشتبه بهم و وضع القيود على وسائل الاعلام و غير ذلك .
و مما نستنتج أن الدول و في سبيل حماية أمنها الوطني و حياة مواطنيها مستعدة لتعديل او إلغاء ما تم التوقيع عليه لتشريع القوانين أو الدخول في إتفاقيات دولية خاصة بحقوق الانسان , لإدراكهم بأن زعزعة الأمن في بلدانهم تعني وقوف عجلة الحياة من مسيرتها و شل حركتها من جوانب كثيرة . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله جعفر كوفلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/09



كتابة تعليق لموضوع : من أجل أمنهم الوطني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net