صفحة الكاتب : عبدالله جعفر كوفلي

التفويض الأمريكي الجديد ... أراء و أهداف
عبدالله جعفر كوفلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من المبادئ القانونية الأمريكية المسلم بها ، و نتيجة تداخل سلطاتها التنفيذية و التشريعية فإنها في كل حروبها الخارجية و إستخدام القوات العسكرية خارج حدودها تحتاج الى تفويض من الكونكرس ,وحدثت حالات عديدة ، هذا التفويض يكون خاصاً بتلك الحرب مع تقدير كل الظروف و الملابسات حتى عند استخدامها لقواتها الجوية ضمن تحالف دولي ضد تنظيم داعش الارهابي حصل الرئيس على تفويض بذلك و عندها أعلن بأن هذا الحرب يستغرق أكثر من ثلاثة سنوات و شنت السلاح الجو الامريكي عدداً كبيراً من الطلعات على معاقل الارهابيين و أوقف تمددهم او أدى الى الكثير من الخسائر البشرية و المادية في صفوفهم , و لكن يبدو أن الادارة الامريكية وخاصة الرئيس باراك ئوباما لم يكتف بهذا المستوى من التدخل و المشاركة في هذا الحرب الضرس ،فطلب من الكونكرس تفويضاً خاصاً بدخول قوات التدخل السريع في الحرب ضد داعش , ولكن من سمات هذا التفويض أنه لم يحدد الحدود الجغرافية أي ليس في العراق او سوريا فحسب بل أنها تشمل كل منطقة او جماعة تعود أو ترتبط بداعش ,ولم يحدد القوات العسكري التي ستشارك فيها وهذه العمليات سيكون للتدخل السريع لإنقاذ الرهائن او الطيارين الذين يستهدف طياراتهم أثناء الغارات الجوية وان هذا الطلب بالتفويض بإعتقادنا تحمل بين طياته الكثير من التساؤلات و الاهداف ، وأن هذا التفويض وان كان صالحاً للعراق ، الا أنه ستعاني من خلل كبير في سوريا لعدم وجود حليف أمريكي واضح المعالم فيها و يمكن أن نختصرها بالنقاط التالية .
- أن هذا التفويض جواب واضح و كافي للحكومة العراقية بأن قواتها العسكرية على الرغم من تدريبها لفترة شهور ، لم تعد قادرة على محاربة هذا التنظيم الأرهابي , و ان أمريكا تخشى تكرار سقوط الفرق و الالوية العسكرية العراقية و تسيطر داعش على أسلحتهم و معداتهم مرة ثانية و أستخدامها في قتالها و من جانب أخر أن القوات العسكرية العراقية لم تستطيع في مناطق من محافظات أنبار و صلاح الدين من التقدم على داعش ومسك الأرض الا لخطوات محدودة .
- أن أمريكا أصبحت على يقين بأن (داعش) أصبحت دولة أرهابية بإمتياز تمتد من الموصل الى الرقة وتشمل مناطق واسعة من العراق وسوريا و تدار وفق اليات محددة , و أن خطرها أصبحت كبيرة ومؤثرة جداً خاصةً بعدما أرتكبت أفعالاً بعيدة عن المبادئ الإنسانية و الأخلاقية من التدمير و القتل و الحرق و الإغتصاب وصلت الى حد لايطاق , مما يستوجب إيقافها و الحد منها أو القضاء عليها و أصبحت على علم بأن الغارات الجوية غير قادرة على القضاء عليها و استئصالها من الجذور , بل يجب الإستعانة بقوات برية تحت مسميات متعددة .
- مما لايخفى على أحد بأن الدور الأيراني في الساحة العراقية معروفة للقاصي و الداني و بات إيران لاعباً رئيساً في الأحداث و أن مشاركتها في الحرب ضد داعش و قتل جنودها خير دليل على هذا الدور مما يقلق أمريكا من توسع دورها في المستقبل , و ربما يكون هذا التدخل رداً لذلك الدور أو ايقافها على اقل تقدير و حتى يقال بأن العراق أصبح ولاية ايرانية من نوع خاص حيث يتحرك قادتها و جيوشها بكل حرية و ترغب في زيادة دورها بدعم قوات الحشد الشعبي الذي أسس بدعوة من المرجعية الشيعية لقتال داعش ، مما يستوجب على امريكا من تغير أستراتيجيتها الحالية نحو اخرى أكثر فاعلية  . 
- ان طلب الرئيس أوباما جاء تلبية للضغط الشعبي و الرأي العام الامريكي و خاصة الحزب الجمهوري الذي طالب مراراً و تكراراً بضرورة التدخل البري العسكري في العراق من أجل دحر داعش و كانت أحدى النقاط التي تثار في كل المحافل الامريكية و مراكز القرار الامريكي , لأن الاستراتيجية الأمنية الأمريكية ضد الارهاب قائمة على النظرية (من أجل حماية أمن أمريكا يجب محاربة الارهاب في عقر دارها) أي أن محاربة أمريكا لداعش في منطقة الشرق الاوسط تعني حماية أمنها من خطرها .
- إستناداً الى المعلومات الاستخبارية المتسربة عبر الاعلام , و من أهالي المناطق التي تسيطر عليها داعش تؤكد بأن أنهياراً غير مسبوق شهدتها في الايام القليلة الماضية بهروب مقاتليها من جبهات القتال و من المدن العراقية الى مناطق مجهولة خاصة بعدما تكثفت طيران التحالف من غاراتها , و استهدافها لمناطق استراتيجية و مراكز حساسة لهذا التنظيم , ناهيك عن الانشقاقات الداخلية و التصفيات الجسدية بينهم , ما يدل على أن نهايتها ستكون قريباً إن شاء الله , و لربما يكون هذا التفويض لأجل التدخل و رسخ القواعد في المنطقة لكي تجني أمريكا ثمار تشكيلها للتحالف الدولي و رئاستها له , لأنه من غير المعقول أن تكون هناك حرب بدون أهداف و ثمار على الرغم من مرارتها و خسائرها المادية و البشرية , و من الجانب الأخر يكون اقرب الطرق و اسرعها لحماية مصالحها في الشرق الاوسط و حماية حلفائها من الذين شاركوا معها في حرب داعش و خاصة أقليم كوردستان العراق ..
- من الوارد ان يكون طلب التفويض بالتدخل العسكري أستجابة لدعوة وفد المكون السني الذي زار امريكا قبل فترة ولقاءه مع اصحاب الراي والقرار - على الرغم من ما يحمله هذه الزيارة من تساؤلات وشبهات طي الكتمان ، بعدما تعرض هذا المكون من الشعب الى أبشع انواع القتل والتهجير والابادة على يد تنظيم داعش وعدم تلبية الحكومات العراقية لنداءاتهم بالاستغاثة ، وأن هذا المكون هو الخاسر الاوحد من ما يشهده العراق من أحداث دموية ومأساوية . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبدالله جعفر كوفلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/14



كتابة تعليق لموضوع : التفويض الأمريكي الجديد ... أراء و أهداف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net