صفحة الكاتب : باقر العراقي

اجتثاث البعث؛ أكذوبة كبرى
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ أن تغير النظام السابق، وبزغ فجر جديد، كانت هناك أحلام لدى من كان مظلوما في العهد السابق، وتوسم خيرا بالأيام المقبلة، لكنها جاءت كأمراض القرون الوسطى، بعد أن تخرج الحصبة والجدري، يعود الطاعون ليكتسح من جديد.
لا ننكر أن هناك إيجابيات يلحظها كل منصف، فالديكتاتورية يراها الأحرار ظلمُ في الليل وقمع في النهار، لكن وللأسف السلبيات أخذت مساحة واسعة من يوميات المواطن البسيط، وتطبيق الدستور والقوانين لم يكن بالشكل الصحيح واجتثاث البعث مثلا ونموذجا..
بدأ تطبيق لجنة اجتثاث البعث التي صرف عليها المليارات، على جميع القيادات البعثية، ومن عضو فرقة فما فوق، إلا أنها خفت تدريجيا ومن وراء الكواليس، بعد خروج أحمد الجلبي من رئاستها، وأصبحت حسب علاقة البعثي بالمسئول أو بالحزب الحاكم.
 البعثيون منهم من بطش بأهله ومجتمعه، وأصبح مذموما، كما في المناطق الجنوبية، وغالبية سكان المناطق الشعبية في بغداد، ومنهم من كان بعثيا لغرض التكسب والعيش، ولم يكن له ضرر على أهله، كما هو الحال في المناطق الغربية والشمالية.
عدا أركان النظام السابق الكبار، المساواة بين هذين النوعين ليست صحيحة.
دخل البعثيين من الباب الواسع لكل مؤسسات الدولة، والمؤسسة العسكرية بشكل استثنائي، خاصة بعد قرار بريمر بحل الجيش العراقي، الا أن التطبيق أنحرف أيضا، ليشمل فقط من لهم القدرة على التملق، وتبديل الولاء من البعث وصدام الى القائد الضرورة الجديد، بعيدا عن الوطنية أو الكفاءة والنزاهة.
تحول المتهم في ليلة وضحاها؛ إلى مدير مكتب القائد العام ونائب في البرلمان، ونائب لرئيس الوزراء، ولتبقى يافطة اجتثاث البعث أو المساءلة والعدالة معلقة، ويدخل من تحتها البعثيون، بالآلاف لينخروا بمؤسسات الدولة الواهنة.
ترميم الوضع الحالي يكمن في سن قانون حظر البعث؛ وقانون الحرس الوطني، والتصويت عليهما بسلة واحدة، لقطع الطريق أمام الأفكار المنحرفة التي تجرنا الى الخلف.  
الأرقام تشير على أن 90% من البعثيين أخذوا كل استحقاقاتهم المالية والوظيفية، وكثير منهم يتجول في أروقة السياسة العراقية، ويفرض ما يريد من أراء بكل أريحية.
لذلك فاجتثاث البعث والمساءلة والعدالة، هي أكذوبة كبرى، وباب من أبواب استنزاف الأموال وسرقتها بطريقة قانونية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/19



كتابة تعليق لموضوع : اجتثاث البعث؛ أكذوبة كبرى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net