صفحة الكاتب : امل الياسري

أفضل ما لديهم: داعش..!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رجال يسعون لحل كل غموض العالم, والمفارقة هم لا يدركون, أنهم غير قادرين, على إكتشاف جزء صغير جداً, فأفعالهم الشيطانية, مجرد عنف بدني بدائي, في فارق زمني كاذب, يوحي لهم بالأمل الضائع, وإلا لماذا هذا القتل الوحشي؟ والحديث عن قضية الحرية, واقع خيالي ومثالية مستحيلة, في ظل التماثيل الرخامية المتهرئة, التي تدعي العدالة, مستخدمة الأذرع الباطشة, والسيوف الأموية المشبوهة والباغية. 
ما يراه الآخرون في شخصية الدواعش, أنها قاسية صلبة عنيفة, لكنهم في أوساط الرذيلة والفحش, يكونون أفضل من يغذي غرائزه, فالماضي والحاضر والمستقبل, لديهم أزمان مختلفة متداخلة في الملذات, ويبدعون في كتابة قصص البراءة المفقودة, وذلك لإقناع العالم, بأن الحياة طرحتهم بعنف, وهم عادلون في الرد على من أساء لهم, ولا مجال للشرفاء الأبطال, إلا الجهاد من أجل الإسلام المزعوم.  
الشعوب بنظرهم, لا تستحق أن تكون تحت سيطرة الحكومات العادلة, لذلك يلجؤون الى فرض قانونهم الملعون, بدعوى فرض القانون الإلهي, الذي كتبوه في مفكرة حجرية كبيرة, منقوشة بعلامات فلكية أسطورية, ويشعرون بأنهم ملوك الصحراء, وصعاليك الأدب الجاهلي, ويفرضون مباديء الجهل, والخرافة والفساد, وكأن الحياة جثة لا وجود لها, ولا تمت للواقع بصلة أبداً, ففي الحروب تتغير الناس, ليصبحوا وحوشاً كاسرة.
كما أن للحب عيداً في قاموس المسلمين هذه الأيام, فحق أن يكون  للكره هلال وعيد, فالطموح كبير لا يعرف الحدود, والثواب الجزيل, والإحتفال الكبير, يبدأ مع فجر قطع الرقاب, وسبي النساء, وهدم المقدسات, وهو زمن إيماني قلما يظهر مثله زمن, حيث يأكل الكهنة اللحوم, ويحصل الفقراء على فتات الخبز, فنماذج أسلافهم لا يحيدون عنها, ولا ينحرفون منها, فهي الإمام المتبع.
الذي لا ريب فيه, أن الأحداث المتسارعة, العاصفة بالمنطقة العربية, لهي من علامات الساعة, وقد أخذ الإرهاب والتطرف والتكفير بعداً خطيراً, فأقتحم الأبواب, وافلت زمام الأمور من أيدينا, وباتت كل حلقة تأخذ عن سابقتها, وتسلم القتل والدمار الى لاحقتها, والسبب هو أن العرب خالطوا غيرهم, وفسدت ألسنتهم وعقولهم وقلوبهم, وأندفعوا مبهورين,ولم يقدم الغرب جائزة لنا, على تقليدهم إلا هؤلاء البغايا.
العرب هم أشهر من تعلم فن الفراسة, الذي يعني تتبع الأثر في الأرض أيام السذاجة البدوية, وكتبوا بأبجديتهم العنقاء, مناقب الأمة, وأقاموا نظاماً سماوياً متألقاً, وشرفها الخالق بأن الإسلام, ظهر في بطونها, فتركت معاجم وملاحم, أذهلت العالم, فيا أسفاه! على خير أمة أخرجت للناس, قناديل الحرية, والكرامة والتسامح, وجابت مجاهل الصحراء, بأنوار الهدى والرحمة, فأصبحت لا تفرق بين الأصنام والأوثان.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/19



كتابة تعليق لموضوع : أفضل ما لديهم: داعش..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net