صفحة الكاتب : د . حسين ابو سعود

اسلام اليوتيوب
د . حسين ابو سعود

 اليوتيوب وما أدراك ما اليوتيوب وهو هنا كناية عن عالم الانترنت ككل بما فيه الفيس بوك والتويتر والبالتوك  والواتساب وغيرها.
واليوتيوب عالم ملون يدخله الانسان بإرادته  و ﻻ يخرج منه الا اذا شعر بالتعب والارهاق ،وبعد ان شعرت يوما بالتعب واﻻرهاق ظللت استعيد ما رأيت طوال عدة ساعات متواصلة من التجوال في دهاليز اليوتيوب ﻻ سيما ما يتعلق بالدين اﻻسلامي، والحق باني لم اجد الاسلام كدين واحد يدعو الى اﻻعتصام بحبل الله وعدم التفرق،لكني رأيت التفرق والتشرذم واﻻسقاط  الفظيع للافراد والجماعات فهذا عدنان ابراهيم يتحدث ضد عثمان الخميس الذي يتحدث ضد الشيعة وهذا العريفي يتحدث ضد السيستاني ، وذاك الفلاني ضد  العلاني، الشيخ الغزي ضد احمد الوائلي، وياسر الحبيب ضد السيد كمال الحيدري ورأيت الوهابية يردون على الصوفية والصوفية يفندون عقائد السلفية، والبريلوية الاحناف ضد الديوبندية اﻻحناف ، السنة ضد القاديانية الاحمدية، رأيت المسلمين يعادون اﻻسلام  ورأيت رجال دين مثل احمد القبانجي يشكك في صدق النبي وصحة القرآن، رأيت اناسا ( طفشوا) من شيء اسمه الاسلام وبدأوا يحاربونه تحت ستار العلمانية ،وامام هذا السيل من الهجوم الاسلامي على الاسلام يقف خط اخرمن خارج الدين الاسلامي يهاجم الاسلام وهو أمر يعده البعض معقولا  بعض الشئ  امام هجوم المسلمين على المسلمين وعلى الاسلام، أنه عالم في منتهى الغرابة، رأيت في اليوتيوب دعوات الى التجديد والتصحيح ، رأيت الاسلام التنويري واﻻسلام التكفيري واﻻسلام الشيعي والاسلام السني والاسلام السلفي ، رأيت كل هذا واكثر ولكني لم أر أبدا الاسلام المحمدي. أذن اين الاسلام? ومن الصحيح اذن؟ هذا طبعا فضلا عن الخلافات السياسية بين الدول الاسلامية وكثرة اﻻحزاب وفضلا عن الكتب الكثيرة والادبيات الغزيرة في الرد والنقض والتفنيد ونقض النقض وهي بالاﻻف بل بمئات الالوف، وخلصت في النهاية الى ان هذا الدين الذي كان اصلا لعقا على الالسنة، تحول الى تجارة ومكاسب وعجائب وغرائب وطقوس واسقاطات، والانترنيت صار يتناقل هذه العجائب والغرائب والاسقاطات، في( ﻻ وقت) اعني على الفور فتزيد بذلك الهوة بين المسلمين يوما بعد يوم حتى صار حلم العودة الى الاصل  مستحيلا ، بعد تزايد الكتب الإسلامية من حديث وتفسير وعقائد، وصار لكل  مذهب كم هائل من الكتب يحتار معه الذي يريد ان يعتنق الاسلام حديثا  فلا يعرف اين رأس الاسلام وأين اقدامه، واي المذاهب اقرب الى الصحة كي يتبعه ويتعبد بمقتضاه . ولا اقول امام هذا الاحباط الكبير الذي يصيب الروح والجسد في ان واحد سوى قول الله تعالى في هؤلاء:( ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)..و انادي بصوت مخنوق :اذن اين الإسلام؟
ان الدين الاسلامي له مشكلة كبيرة وهو اختلاط اﻻصل بالنقل والصحيح بالسقيم والوضعي بالسماوي والابيض بالأسود ولحل هذه المشكلة نحتاج الى خبير ومفكر محايد ومخلص يؤمن بالثابت والمتغير ومثل هذا الخبير عملة نادرة في يومنا المتشظي الى ميول ورغبات وأهواء، وهل يحق لي ان اكرر ندائي واقول ثانية : اذن اين هو الاسلام؟.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين ابو سعود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/23



كتابة تعليق لموضوع : اسلام اليوتيوب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net