صفحة الكاتب : اثير الشرع

"داعش" مجسّر أمريكا للعبور الى الشرق الأوسط.
اثير الشرع

 في الوقتٍ الذي, تخوض فيه القوات الأمنية العراقية, حرباً ليست بالهينة مع إرهابيي تنظيم داعش والبعث ومن تحالف معهما, أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية, خبراء عسكريين لتدريب القوات الأمنية، ولتقييم الأوضاع التي ستحدد كيفية التدخل العسكري.
 من المحتمل أن تستمر الإستطلاعات الأمريكية أسابيعاً عدة؛ لتبدء بعدها بمرحلة تحرير الموصل من سيطرة تنظيمات داعش، كما تسربت الأنباء التي قد تكون مقصودة؛ تحاول تنظيمات داعش الإرهابية، الإستيلاء على الأرض؛ وتأسيس دولتهم المزعومة في العراق والشام, مستغلين هشاشة العلاقة بين السياسيين العراقيين, وغض النظر عن المخاطر المحدقة, بوحدة العراق.
 أصبح الوضع السياسي العراقي الآن، قاب قوسين أو أدنى, من القبول بالواقع والبدأ بالتقسيم؛ وجاء هذا الإستنتاج إثر الخِلافات العميقة, التي تطورت وأصبحت قتال شوارع, وقتل على الهوية, نعم . لقد أصبح الإقتتال الطائفي في العراق واقعاً مريراً, ويخشى جميع السياسيين, البوح والإعتراف بوجوده على الأرض.
إنتقلت القوات الأمنية العراقية، إلى مرحلة التعرض الفعّال، حتى ولو تعرضت لخروقات "داعشية" هنا أوهناك، ما مطلوب من الحكومة المركزية: إعادة النظر، والعمل على فصل، الفصائل المسلحة عن تنظيمات "داعش" الإرهابية، ورفع معاناة من فُرضتْ عليهم إجراءات متعددة كاجتثاث "البعث" وغيره، وتقوية التواصل والأواصرمع المحيط العربي المباشر.
 
إن المرحلة الراهنة خطيرة جداً؛ ووجب على  أبناء الشعب العراقي, حمل السلاح والدفاع عن وجودهم, قبل فوات الأوان, لأن نيّة الأعداء القادمون من خلف الحدود؛ القتل الجماعي وإغتصاب الأرض والعِرض؛ حيث أفرزت الأحداث, القادة الحقيقيين الذين ينفذون مشروعاً وطنياً, وإنشاء دولة قوية, من أشباه القادة الذين فضحتهم هذه الأحداث وفضحت خيانتهم, وعجزهم عن إيجاد الحلول المناسبة للأزمات الداخلية والخارجية.
 
على جميع السياسيين، الأعتراف بحجم المخاطر التي تحدق بالعراق, وإذا ما تم الإبتعاد وتغاضي التفاهمات والحوارات الناجعة, ما بين قادة الأحزاب والتيارات, فالحل الأمثل هو : القبول بالأمر الواقع، وليعلن جميع المتخاصمين وبشجاعة, القبول بمخطط (تقسيم العراق) الى دويلات وكونفيدراليات, وليكن ذلك الحل الأسلم بسبب؛ فشل تحقيق "الوفاق الوطني", وتفكك اللحمة الوطنية, لقد فشلت الحكومة السابقة بإصدار هوية وطنية تؤشر الأنتماء الحقيقي للبلد, وما حصل أخيراً يوحي على سقوط الهوية وإستحالة التعايش السلمي بين المكونات.
 
ما حصل كان نِتاج تخطيطٍ تظافرت عليه عوامل عِدة, وكان من الممكن تدارك الأزمات وإخمادها قبل وقوعها, وكان الأجدر الإنتباه الى ما يحدث خلف الكواليس؛ بدلاً عن التجاذبات والمهاترات والإتهامات التي أوصلت العراق، الى ما لا يُحمد عقباه, فداعش, مجسر أمريكا لتمرير مخططات التقسيم ليس إلا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اثير الشرع
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/24



كتابة تعليق لموضوع : "داعش" مجسّر أمريكا للعبور الى الشرق الأوسط.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net