صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

تجميد سرايا اليوم الموعود وسرايا السلام. إلى أين؟
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العجلة مذمومة في قرارات القيادات الميدانية والدينية ، والحكمة مطلبٌ أساسي يجب توفره في كل قائد يتصدى لقيادة الناس لأنه سوف يتصرف بأرواح هؤلاء الناس واموالهم وهو مسؤول أمام الله والناس وسوف يذكر له التاريخ تلك الوقفات سواء كانت له أو عليه. 
 
عودنا سماحة السيد مقتدى الصدر كقائد ميداني على اصدار القرارات العجيبة الغريبة وفي توقيتات غير مناسبة اطلاقا وعادة ما تكون هذه القرارات في ظروف صعبة احوج ما يكون فيها العراق للوحدة والتآخي من أجل استتباب الامن والسلام. 
 
فعندما تم تفجير مسجد مصعب بن عمير في ديالى وقتل فيه جمعٌ من المصلين سارعت اطراف كثيرة إلى اتهام الميليشيات الشيعية بأنها وراء هذا الحادث وقامت الدنيا ولم تقعد. ولكن وبعد مضي اسبوع صدر بيان من تنظيم القاعدة يتحمل فيه المسؤولية عن هذا التفجير. 
 
وعندما تم قتل أئمة السنة الأربعة في الزبير سارعت جهات كثيرة إلى إدانة الميليشيات الشيعية واتهمتها بهذا الحادث وسارع رئيس البرلمان بالذهاب إلى مكان الحادث وقامت الدنيا ولم تقعد ، ثم تبين فيما بعد أن تنظيم القاعدة هو الذي قام بعملية الاغتيال لأن ائمة السنة هؤلاء كانوا ضده. 
 
وفي تاريخ 14/2/2015 السبت قامت جهات مجهولة باغتيال الشيخ قاسم سويدان أحد شيوخ عشيرة الجنابات اثناء مروره على طريق قناة الجيش شرقي العاصمة بغداد، باتجاه جسر الشعب، مما اسفر عن مقتله ونجله محمد قاسم سويدان وتسعة من أفراد حمايته . ومرة أخرى قامت قيامة اهل السنة والجماعة واتهموا الميلشيات بهذا العمل. ولكن الغريب في هذه  المسألة أن يطلق السيد مقتدى الصدر تصريحات غريبة عجيبة في هذا الظرف العصيب فيقول في بيانه الذي تم نشره على موقعه : ((الم أقل لكم بأن العراق لا يعاني من (شذاذ الآفاق) فحسب بل انه سيعاني من الميليشيات الوقحة .. ألم أقل لكم أن الحقبة السابقة قد أفاءت على العراق بازدياد نفوذ المليشيات و شذاذ الآفاق وتسلّـطهم على رقاب الشعب المظلوم)). وختم الموقع هذا الكلام بقوله : أن السيد مقتدى الصدر على استعداده التام للتعاون مع الجهات المختصة للعمل على كشف المجرمين الذين قاموا بجريمة اغتيال الشيخ (قاسم كريم سويدان). 
 
ثم قام السيد مقتدى الصدر بتجميد سرايا اليوم الموعود وسرايا السلام. وفي عمله هذا فإن السيد مقتدى الصدر يسبق الاحداث ويوجه ادانة إلى (الميليشيات الوقحة) التي لم يسمها لنا.(1)   
 
واليوم يا سماحة السيد مقتدى. يتبنى تنظيم (داعش) الارهابي حادثة اختطاف النائب زيد الجنابي ومقتل عمه قاسم كريم سويدان وافراد حمايتهُ.  وقال التنظيم في بيان نشره موقعه الرسمي في (تويتر) ونشرته وكالات الانباء العراقية ، ان  حادثة الاختطاف جاءت بناءاً  على تصريحات النائب الاخيرة ضد تنظيم (داعش) فضلا عن استقباله في منزله مواطنين من مختلف الطوائف من اجل الاستماع الى معاناتهم. واضاف، اننا سنكرر هذا العمل في أي مكان وضد أي جهة تخالف اوامرنا وتتجاوز على التنظيم بتصريحات اعلامية او غيرها).
 
تقع الهزيمة دائما عندما يقوم قائد بسحب جنوده إثناء المعركة ليترك فراغا قاتلا يضر بالقطعات الاخرى التي لازالت تُقاتل وتقدم التضحيات تلو الاخرى ، سرايا اليوم الموعود وسرايا السلام وغيرها كلها تنضوي تحت لواء المرجعية وفتاواها القدسية. 
 
مقتدى الصدر ليس قائدا عسكريا ولا سياسيا وليس مرجعا ولا يحق له ان يقوم بتجميد هذا السرايا الشابة التي اندفعت تلبية لنداء المرجعية وفتواها  الرشيدة ، علما أن مقتدى الصدر لم يقم قبل الفتوى بأي عمل من شأنه ردع الارهاب الذي اشتد اواره بعد سقوط الموصل  وإنما شعر السيد مقتدى الصدر بالحرج الشديد ورأى ان البساط سوف يُسحب من تحت قدميه إن هو لم يتحرك ضمن اطار المرجعية وفتوى الجهاد وإلا فإن جانبا كبيرا من اتباعه سوف يهبون لتلبية نداء المرجعية من دون اخذ اذنه ، ولنا في ذلك تجربة طويلة عريضة مع قرارات مقتدى الصدر (الغريبة) فنتيجة لتصرف مقتدى الغير مدروس انفصل سنة (2005) الشيخ قيس الخزعلي (2) والسيد محمد الطباطبائي وشكلا جيش العصائب الذي حافظ على بغداد من السقوط واعاد التوازن العسكري للساحة  وعلى ضوء هذه التجربة التي خسر فيها مقتدى شطرا مهما من قوات جيش المهدي في انضمامها إلى الشيخ الخزعلي اضطر مكرها ان يقوم بتشكيل سرايا السلام ، ولو لم يقم بذلك لتخلى عنه جيش المهدي الذي شعر بمسؤولياته الكبرى بعد سقوط الموصل ووصول داعش والتفافها حول كربلاء وبابل من جهة جرف الصخر . أي قائد هذا الذي يترك الساحة في شدة اشتعالها ويكشف جانبا مهما من الجيش والفصائل  المقاتلة الاخرى للعدو الداعشي الذي لا يرحم ، وهذا ما رأيناه بمجرد تجميد سرايا السلام استطاعت داعش ان تستغل هذا الفراغ وتصل إلى مشارف سامراء من جديد . 
 
فإما مشاركة مقتدى في الجهاد وتلبية فتوى المرجعية كان خطأ منه . أو ان تجميده لهذا السرايا وانسحابه من ساحات القتال كان خطأ . 
 
والآن على هذه السرايا ان لا تسمع قولا له ولا تطعه في ذلك ، لأن مقام المرجعية اكبر واشرف من مقتدى الذي لا يزال تلميذا يدرج في  اروقة الحوزة.
 
والسؤال الذي نطرحه على سماحة السيد مقتدى الصدر هو : بما أن فتوى الجهاد لا زالت قائمة والمرجعية الرشيدة تتابع مجريات الحرب شخصيا، والعتبة العلوية والحسينية والعباسية لازالت ترسل الجيوش والمساعدات للجبهة، والقتل والذبح والتفجير والحرب لازالت على اشدها وداعش استغلت الفراغ الحاصل نتيجة انسحاب هذه السرايا من سامراء فوصلت مجددا على مشارف سامراء وقد بدأت هاوناتهم وصورايخهم تطال الزائرين. فعلى أي اساس قمت بتعطيل جهاد هؤلاء الشباب في سرايا  السلام وسرايا  اليوم الموعود ؟هل ترى نفسك فوق قرارات المرجعية أم ماذا ؟
 
توضيحات. 
 
1- لا توجد ميليشيات وقحة على الأرض! كل ما هو موجود الحشد الشعبي وقوات بدر وعصائب اهل الحق. وقد ناشد القيادي في ائتلاف دولة القانون النائب موفق الربيعي وكذلك المجلس الأعلى وبقية الفصائل مقتدى الصدر بأن لا يقوم بتجميد هذه السرايا وقالوا: ﻷننا في حرب ضد عصابات داعش الإرهابية، تنفيذاً للفتوى الجهادية للمرجعية الدينية العليا. وأن التكليف الشرعي الذي أتت به فتوى المرجعية الدينية العليا لسماحة الإمام علي السيستاني، التي دعت جميع العراقيين إلى الجهاد المقدس دفاعاً عن حياض وطننا الحبيب. لا توجد هناك حاجة لهذا التجميد، ونحن نقاتل في خندق الحق والبطولة، خندق الإمام الحسين. نحن نحترم رغبتك بالتجميد، لكن البلاد بحاجة الرجال، من أجل إدامة زخم المعركة، والحفاظ على المقدسات في سامراء. أن سرايا السلام ليست متهمة بأي شيء، ولم توجه نحوهم أي اتهامات من أي طرف كان، حتى يتم التجميد.
 
 
 
2- الشيخ قيس الخزعلي وهو الأمين العام وأحد مؤسسي حركة عصائب اهل الحق في العراق وهو من مواليد 1974 ومن تلامذة السيد محمد محمد صادق الصدر. تعتبر حركته الان أحد تشكيلات المقاومة الشعبية والتي تتبع في مرجعيتها المرجعية الدينية العليا في العراق. وقد كان لحركة عصائب اهل الحق دور كبير في محاربة الارهابيين ثم انظمت إلى تشكيلات الحشد الشعبي لمساندة الجيش العراقي في حربه ضد الارهاب وساهم ذلك في تأمين بغداد و عدة مناطق اخرى. يشار الى ان عصائب أهل الحق في العراق اعلنت عن نفسها كحركة مقاومة للإحتلال الامريكي في العراق وقد أعلنت مسؤوليتها عن ما يقارب (6) الاف هجوم على القوات الأمريكية، أسسها محمد الطباطبائي وقيس الخزعلي وأكرم الكعبي مع عدد من رجال وأتباع الحوزة من الرافضين للتواجد الأجنبي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/27



كتابة تعليق لموضوع : تجميد سرايا اليوم الموعود وسرايا السلام. إلى أين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net