صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

دعونا نكتشف عوقنا، فكلنا معاقين!
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في رسالة من علي ( عليه السّلام ) إلى عامله في مصر مالك الأشتر رسالة قال فيها : واشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبة لهم ، واللطف بهم.
نهج سار عليه المؤمنون عبر الأزمان, سواءً عندهم حكموا أم لم يحكموا, فمعنى الرعية في القول أعلاه, مع أنه توجيه لعامل من عمال أمير المؤمنين, إلا أنه ينطبق على كل مسلم يرى في نفسه, أنه راعٍ لمصالح الناس.
تبعاً لما تقدم, فإن بعضاً من المقتدرين أو الناشطين اجتماعياً, أسَّسَ جمعيات متخصصة, لجزء ممن يرون أنهم من الواجب عليهم رعايتهم, فهناك جمعيات لرعاية الطفل, وأخرى للمكفوفين, وغيرها للأرامل والشهداء, وما إلى ذلك من الجمعيات المحدودة الامكانية.
لم نجد من يرعى الجميع, بجدول مُنَظَّمٍ ثابت, يطرح في كل لقاء مع كل فئة, مشروعاَ أو مقترحاً, يرفع من شأنهم ليكونوا منتجين, كي لا يشعروا أنهم عالة على المجتمع, فيوم للطفل, ويوم للمرأة, وآخر لذوي الاحتياجات, وما الى ذلك من الفئات الاخرى.
ذلك هو عمار الحكيم, رمز من رموز الجهاد والقيادة الراعية حقاً, وما التجمع الأخير الذي أقيم مؤخرا, في مقر المجلس الأعلى بالجادرية, إلا دليل على رعايته الأبوية, لجزء من المجتمع العراقي, الذين يستحقون الرعاية, ليصبحوا نافعين ضمن بُناة العراق الجديد.
الرحمة والعطف ليستا صفتين عشوائيتين, فهما قيمة أخلاقية عالية, وما التراحم بين مكونات المجتمع, إلا تجسيد لما يريده الرحمن, من توادٍ وتراحم, والتكافل الاجتماعي من الممارسات الحميدة, التي أوصى بها الدين الاسلامي.
لقد أكد السيد عمار الحكيم في ذلك المؤتمر, الى عدم التعامل بالعواطف فقط, بل الى ان يعالج هذا الامر بموضوعية, لأجل خدمة  من ابتلاهم الخالق عز شأنه, بنزع أحد الاحتياجات الخاصة, فشرع بطرح مقترحات من شأنها, رفع معنوياتهم كي لا يشعروا بالنقص.
فالإعاقة هي إعاقة الاخلاق, لا إعاقة الجسد كما طرح الحكيم, ومما دعا اليه الحكيم قادة العراق من الساسة قوله:" المرحلة الأخيرة من التمكين هو التمكين العملي من خلال دفعهم للمشاركة الفعالة في الحياة العامة وتوفير فرص عمل تتلاءم وقدراتهم الخاصة.
لمثل ذلك فليعمل العاملون, لإحياء من يرى نفسه, أنه ليس سوى عالة, على المجتمع, بسبب إعاقته لفقدانه إحدى نِعَم الخالق. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/04



كتابة تعليق لموضوع : دعونا نكتشف عوقنا، فكلنا معاقين!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net