صفحة الكاتب : هشام الهبيشان

التطبيع مع الكيان الصهيوني أردنيآ وثنائية المتناقضين الشعب والنظام ؟؟"
هشام الهبيشان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لقد كان اسبوعآ مؤلمآ بكل تجلياته على الشعب ألاردني ,,والسبب أن النظام ألاردني أعلن التطبيع الرسمي والعلني  مع الكيان الصهيوني  بشكل فاضح ,توقيع أتفاقيات بمجالات المياه "قناة مائية تربط البحر ألاحمر بالبحر الميت وهي الأتفاقية الأخطر على الاردن سأتحدث عنها بمقال اخر عندما اجمع معلومات خاصة وموثقة عنها من المختصين " بألاضافة الى توقيع اتفاقيات بمجال الزراعة وقريبآ بصفقة الغاز وو,,ألخ ,,فقد كان هذا ألاسبوع حافلآ بالمناقشات بكل بيت أردني لملف تطبيع النظام العلني مع الكيان الصهيوني وخصوصآ عندما أصبح هذا التطبيع يأخذ منحنى تصاعدي لطريقة عمله ,،فقد كان أسبوعا اطلقت ورفعت من خلاله العديد من الشعارات المنهاضة لهذا التطبيع من جهة الكثيرين من الشرفاء ,,والمؤيدة لهذا التطبيع من جهة البعض الاخر من بعض النخب السياسة والاقتصادية المستفيدة من هذا التطبيع، ولا أنكر هنا ان البعض أستغل ملفات هذا التطبيع وبدأ يناور بها لكسب شعبوية زائفة،مع العلم ان هناك فئة من بعض ما يسمى بالنخب الاردنية"بعض كتاب التدخل السريع " وهي الفئة ألاخطر وهم من كانوا بخندق الصهاينة وهم من أيدوا وبقوة الذهاب باتجاه التطبيع العلني والرسمي مع هذا الكيان المسخ، وهؤلاء موجودون للأسف على مختلف أجيالهم بكل زمان ومكان، فهم حاضرون وبقوة منذ انطلاق الصراع التاريخي بين العرب والصهاينة على ارض فلسطين التاريخية منذ عام 1948 والى اليوم، ولهم دور كبير بتجهيز وترويج مشروع اتفاقية سلام الجبناء عام 1994 مع هذا الكيان المسخ والمسماه باتفاقية "وادي عربه" والتي ارست وبوضوح مراحل هذا التطبيع لتنهي من خلالها نضال الشعب الاردني الطامح وبقوة حينها الى استرداد فلسطين "العربية -المسلمة -المسيحية" من هذا الكيان المسخ.

 

فبوادر وملامح ومؤشرات التطبيع مع هذا الكيان المسخ، لها جذور ورواسب تاريخية، فهذه ليست المرة الاولى التي تسير بها حكومات "النظام الاردني" وليست حكومات الشعب الاردني، لان الحكومة التي تولد من رحم الشعب تسير وفق رغبات الشعب ونهج الشعب، وليست حكومة تسير برغبات " س "او" ص "من مراكز القوى التي تتحكم بنهج ومسيرة الدولة الاردنية ونظامها الرسمي، وللعلم هنا فأن الحكومات الاردنية لها تاريخ حافل بالتطبيع مع هذا الكيان المسخ فهناك تطبيع اقتصادي وثقافي وسياحي واستخباراتي وامني وعسكري، وهذا الكلام يعرفه الجميع، ولكن ببعض احيان يتم تقنين الحديث الاعلامي عن هذه الجوانب التطبيعية، لاسباب تتعلق بمسار الضغوط الكثيرة على مصداقية ومهنية ومسؤولية الاعلام الاردني "بشقيه الخاص والعام"، الذي أصبح الان وللأسف اعلام بلا مصداقية ولا شفافية ولا يملك الحد الادنى من الجرأة للحديث عن حقائق وخفايا ما وراء الكواليس بأسرار علاقة التطبيع مع هذا الكيان المسخ ومكاسب بعض النخب الاقتصادية والسياسية منها.

 

الغريب والمستهجن بهذا الخصوص هنا ايضا ان مجلس النواب ألاردني ترك كل مشاريعه التشريعية ودخل بنقاش عقيم لمشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني فالبعض يعارض وبقوة كما يدعون والبعض الاخر مؤيد وبقوة لملفات التطبيع والبعض الاخر وهم "الاغلبية" لا يعنيهم الموضوع بشكل قاطع، المثير للاشمئزاز هنا، انه وبدل ان يتفرغ النواب لشؤون مجلسهم النيابي، الذي دخل بالنصف الثاني من عمره الدستوري، نراهم اليوم يدخلون وبقوة بتداخلات الفوضى العارمة التي تعيشها الدولة الاردنية بخصوص صفقات التطبيع بل صفقات العار هذه، مع العلم ان هذه الحالة حالة ايجابية، ان تم التعامل معها وتأطيرها بشكل ايجابي، ، ولكن ان يتم افراغ مضمون الجلسات النيابية من مضمونها التشريعي وتحويلها الى سلسلة من المنأكفات السياسية والمسرحيات الهزلية، والهدف هو كسب شعبوية مزيفة من خلال المزايدة على مواقف بعضهم البعض، فهذا سلوك غير مقبول ابدا، وان كان هناك فعلا اغلبية نيابية تتدعي معارضتها لصفقات العار لتستجمع قواها هذه الاغلبية ولتطرح الثقة بالحكومة ولينتهي هنا الموضوع، وان لم يكن هناك اغلبية تعارض هذا المشروع وليست قادرة على الاطاحة بحكومة التطبيع، فل تتنحى جانبا ولتتركنا من مسرحيات النواب الهزلية.

 

 

بالنهاية، يعلم جميع المتابعين، ان هذه الفترة هي الفترة الاشد والاخطر والاكثر صعوبة على مسار الصراع العربي -الصهيوني، فالعرب اليوم مشغولون بثوراتهم التي ركبت موجها امريكا والصهاينة واعراب العرب ليحولو مسارها، ليتحول ربيع العرب الى خريف دامي و دائم صعب الاخضرار، والهدف هو اسقاط فلسطين وتصفية قضيتها، وهذا مايدور الان الحديث عنه، فهناك اليوم مسعى صهيوني بالشراكة مع الفرنسيين والامريكان وبعض الاعراب يهدف الى تصفية القضية الفلسطينية والاعتراف بيهودية اسرائيل، ليكون هذا الكيان اليهودي هو السيد المطاع بالمنطقة، ومن حوله مجموعة كانتونات طائفية ودينية حسب رؤيتهم المستقبلية، بسورية عدة كانتونات العراق كذلك الامر ولبنان فالامر كذلك، اما في مصر فهناك اليوم سعي حثيث لاقامة نظام جديد يسعى لترسيخ فكرة قبول شعبي بوجود كانتون يهودي متعاون وحليف للدولة المصرية، وهذه المهمة اوكلت لوسائل الاعلام المصرية لطرحها وبقوة داخل المجتمع المصري لاقناع الشعب المصري بها.

اما الاردن فهو سيبقى بخانة البلد المستهدف لإقامة الوطن البديل على ارضه، وفي حال اقرار يهودية اسرائيل، حينها ليعلم الشعب الاردني واخص الشرفاء منه ان الواقعه قد وقعت وقد اصبحت امنيات الصهاينة حقيقة وحينها ستتكرس فكرة الوطن البديل كأمر واقع، ولهذا علينا الحذر من مشاريع الصهاينة ومن مع الصهاينة ويدعم مشاريعهم داخل الاردن فهؤلاء هم الخطر الاكبر، وكل مشاريع التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني المسخ هي بهدف ترسيخ فكرة ومشروع قبول وجود الكيان الصهيوني كأمر واقع، وهنا وبهذه المرحلة الاخطرمن مراحل مسيرة الدولة الوطنية الاردنية على الشعب الاردني بعمومه ان يجمع على كلمة واحدة وهي "من كان بخندق الصهاينة ليخرج من بيننا ،، وحينها" سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام الهبيشان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/05



كتابة تعليق لموضوع : التطبيع مع الكيان الصهيوني أردنيآ وثنائية المتناقضين الشعب والنظام ؟؟"
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net