صفحة الكاتب : محمد عقل الحسن

بلاغة فيلق بدر..في الحرب والسياسة!
محمد عقل الحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عندما يتعرّض الوطن إلى الأخطار, ينتفي الكلام في مواجهة الإساءة وتتحوّل المواقف إلى إجراء ردع..هذا ما يقوم به الأشاوس في الجبهات إذا ما تعرضوا إلى طعنة من الخلف, وحينها يكون ردهم حازماً وحاسماً, ليتركوا للعقول التي لم تزل محتفظة بطاقتها الإنسانية, تحليل وتفكيك وتقييم الموقف.
هل إختلف الحكيم والعامري؟!
علينا في البداية معرفة الخلفية التي إنطلق منها هذا السؤال؛ إذ إنتشر قبل أيام خبر عجول روّج له فئة من الناس, يقول: (إنّ كتلة الحكيم البرلمانية تطالب بحضور العامري)..
الخبر لا يحتاج إلى ذكاء خارق لإكتشاف فبركته؛ فمجموعة الحكيم السياسية لها فصائل مسلحة تقاتل ضمن الحشد الشعبي وهي (سريا العقيدة, سرايا عاشوراء, سرايا الجهاد, ولواء المنتظر) وهذه الفصائل يتواصل معها نواب من كتلة الحكيم البرلمانية, سيما أولئك الذي كانت لهم مواقع قيادية في فيلق بدر, فالخبر تنفيه الممارسة لإنه يتقاطع معها تماماً.
علاقة مجلس الحكيم مع بدر العامري, لا توصف بالإنشقاق بل الوصف الأقرب لها هو الإنفصال, والفرق بين المعنين كبير. فالتواصل بين الكيانين النابعين من رؤية فكرية واحدة, مستمر ويبدو هناك إتفاقاً في الإستراتيجيات وأغلب التفاصيل. إنّ العمل السياسي لا يتجزأ عن العمل المقاوم, وهذا من البديهيات الكونية؛ للسياسة رجال يساندون المقاومة, وإلا فلا يمكنها الإستمرار أمام حراك دولي قائم على السياسة في جزأه الأعظم. لكن السؤال الذي نواجهه؛ من يقف خلف تلك الشائعات وماذا يريد؟!
مفبركوا الأخبار دواعش وإن لم ينتموا..!
ليس خافياَ, بل إنّ الأسماء التي تحاول بإستمرار بث الفرقة بين أبناء المكون والوطن الواحد؛ هي أوضح من نؤشر عليها, بيد أنّ تعريفهم العام يمكن أن يندرج تحت هذا المعنى: فريق منشق عن التحالف الوطني, يقوده أشخاص إنشقوا حتى عن مكوناتهم الحزبية يحاولون إرجاع حالة الفشل السابقة, وهذا الهدف لا يتحقق طالما حقق الحشد الشعبي والجيش العراق النصر.
إنّ الأمنيات التي تتمظهر على شكل أخبار مفبركة, تعكس هدف عشعش برؤوس أولئك الموتورين ينسجم تماماً مع أحد أهداف داعش؛ إذ إنّ هذه الأخبار هي محاولة لإحداث شرخ وفتنة بين (شخصيات) الخبر. وبمعنى أدقّ إن هذا التيار (الواقف) في الوسط الشيعي يتمنى أن ينسحب الحكيم من المعركة, ثم سيتمنون إنسحاب غيره, وبالتأكيد فهذا يحدث ضعفاً في صفوف القوات الملبية لنداء المقاومة والجهاد. هل هناك خدمة أعظم من هذه تقدّم لداعش؟!
إنّ الوسيلة التي يتم إستخدامها لتحقيق هدف ما, قد لا تؤدي إلى نجاح الهدف (كما في هذه الحالة), لكنها ستؤدي حتما إلى نتائج عرضية ومضاعفات, ولعل من أبرز مضاعفات إثارة هكذا أخبار هي تأسيس رأي وجرأة على إستهداف رموز المقاومة العراقية الميدانية؛ إذن فهي طعنة خسيسة في ظهر المقاومة وظهر العامري شخصياً.
كيف إستقبلها العامري؟
لا شك إنها مؤلمة, سيما إنّ مصدرها قريب (ظاهراً) من العامري وتحالف معه في الإنتخابات السابقة, غير إنّ الرد حاول إخفاء الألم, فالمعركة شرسة ولا مجال للإلتفات إلى النيران الصديقة (المتعمّدة).
تلك النيران التي بقيت باردة على الإرهابيين والدواعش, فلم نلحظ لهم وجود في المعركة, سوى ضجيج فتنوي يحاول تشظّية فصائل المقاومة أولاً, للعود بالأوضاع إلى ظواهر الفشل والهزيمة السابقة!..
عناق في الميدان..!
ليس للصدفة وجوداً في قاموس المعركة أو السياسة؛ فكل ما يفعله رجال السياسة, سيما أولئك الذين يتصدرون القائمة في عدد (أعداؤهم), يبعث رسائل بليغة للجمهور, وتهديداً صريحاً للإعداء.
قبلها بإيام, أصدر رئيس كتلة بدر النيابية بياناً أريحياً يكذّب فيه الأخبار المفبركة التي وصفها بـ"محاولة أحداث فتنة"..جاء الرد الحاسم والبليغ من ميدان المعركة, في تكريت, حيث إلتقى الحكيم بالعامري هناك وتعانقا بطريقة تعّكس حالة الوئام والإتفاق بين فصائل المقاومة العراقية.
إختيار المكان لم يخضع لعامل الصدفة إطلاقاً؛ فالعامري له حضور في بغداد ويسكن على بعد خطوات بسيطة من الحكيم, ولهم لقاءات معلنة كثيرة, وبالتالي فأنّ الحدث لم يكن عفوياً؛ إنما هو رسالة تنبأ بحدوث تغييرات في الخريطة السياسية ضمن التحالف الوطني وبشكل علني.
هناك حديث آخر عن العامري؛ ذلك الذي يتبنّاه بعض نواب إتحاد القوى السنية و بعض الشخصيات السنية, عناق الحكيم للعامري قطع الطريق على تلك الأحاديث وأعطى بعداً تحالفياً للعامري جعل مهمة العامل الدولي في شق صف المقاومة مستحيلة. هنا يظهر البعد الإستراتيجي للمقاومة, عندما لا تتنازل عن العمل السياسي؛ فالنصر أبلغ من أن توصفه الكلمات..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد عقل الحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/10



كتابة تعليق لموضوع : بلاغة فيلق بدر..في الحرب والسياسة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net