صفحة الكاتب : واثق الجابري

داعش تحطيم للماضي وإعدام للمستقبل
واثق الجابري

 أقل ما يمكن أن نطلق عليهم، أنهم وحوش من خارج التاريخ، عقدوا نواياهم على تحطيم ماضي الحضارات ومعنى الإسلام، ورسموا لمستقبل أسود، وبحر من الدماء تطوف فيه الرؤوس؟!
أفعال لا صلة لها بعرف أنساني، ولا تتوقف عن حد حيواني، وعداءها لماضي العراق وحاضره؟!
مخلوقات لا تشبه البشر، وأجساد توحشت ولا تملك علامات الإنسانية، وأفعال تفوقت على التتر والنازية، ولم يشهد التاريخ قيام عصابة بتحطيم الآثار، وأكثر ما يفعل غيرهم، هو السرقة والبيع؛ لمعرفة قيمة الآثار وأحتراماً للتاريخ، ولم ينص دين على تحطيم أثار ما قبله؟!
جريمة أخرى تضاف الى سجله داعش الأسود، بتحطيم آثار النمرود، بعد متحف نينوى، والمساجد والكنائس ومعابد الأيزيدية، وكشفت عن بشاعة أفعالها، التي لا تتوقف بالدعاية الطائفية، وحتى من أيدها كان لأغراض شخصية.
أعطت الوجوه التي تدافع عن البعث غطاء لنمو الإرهاب، وإختزلت الحضارة بشخصيات هزلية، ونقاط سوداء في تاريخ العراق، وتكريت مدينة صلاح الدين الأيوبي، ومعظم أهلها يقاتلون مع الحشد الشعبي، لا يمكن أن يمثلهم صدام، ولم يكن البعث مدافعاً عن مدينة، عندما فتح سجونه ومقابره الجماعية للعراقيين، وزجهم في حروب عبثية.
إنهارت داعش وتخبطت أدواتها الإعلامية، وإنكشف للعالم حجم جرائمها، وبذلك تبحث عن وسائل أكثر إثارة وتناول إعلامي، فقامت بهدم الآثار التي لا تستطيع نقلها، وبيع الآخر منها؛ لقلة مواردها النفطية، وعدم كفاية الجباية من المواطنين، وهي ترسل رسائل خاوية وهشة المعتقدات، وتبرير ذلك أن الآثار أصنام تعبد، وليست حكايات وأرث تحمل تاريخ وعبر؟!
ترتبط جرائم داعش بسلسة من المآسي والنكبات التي تعيشها الأمة، وتتطلب وقوف جدي، وتضحية بالمال والنفس والعائلة، وما تحقق من إنتصارات إلاّ بفعل تظافر جهود عراقية من قوى أمن وحشد شعبي مع أبناء تلك المناطق، الذي يتوجب عليهم حماية مدنهم؛ وإلاّ سيحدث في تكريت الأثرية ما حدث في الموصل.
زمام الأمر الآن بيد القوات العراقية، وصارت هي من يختار الزمان والمكان، وهي من يستطيع فتح أكثر من ثغرة للمباغتة والإنقضاض.
كل الشرف والمجد والرفعة؛ للأبطال الّذين يقفون على مشارف المجد، وألف تحية للرجال الرجال، والرحمة للشهداء والشفاء للجرحى، الّذين سقوا أرض وطنهم بدمائهم الطاهرة، وجميع العراقيون مدعون لمعركة الشرف، والوقوف بوجه عصابة تريد تحطيم ماضي العراق وتطلي بالسواد مستقبله؛ لكن الحشد الشعبي سقى المزارع وحمى الأطفال وإنقذهم من الإرهابين، ومعركة تكريت قصمت ظهر داعش، الذي أعد لها لواء من الإنتحاريين تم قلتهم، وهم من جنسيات مختلفة لا تعرف تاريخ العراق، وكل يوم جريمة تكشف عن أنهم أعداء كل العراقيين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/15



كتابة تعليق لموضوع : داعش تحطيم للماضي وإعدام للمستقبل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net