صفحة الكاتب : انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

بيان أنصار ثورة 14 فبراير تعليقا على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما
انصار ثورة 14 فبراير في البحرين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي لا تزال سياسة القمع والمداهمات والإعتقالات والفصل من الوظائف والتحقيق مع الموظفين والناس الذين شاركوا في مسيرات وإعتصامات ثورة 14 فبراير مستمرا، وفي الوقت الذي لا يزال التعذيب القاسي والشديد ضد الرجال والنساء والتهديد بالإغتصاب في السجون متواصلا ، وفي الوقت الذي لا زالت حملة المحاكمات العسكرية تطال الكثير من أبناء شعبنا وقيادات المعارضة السياسية ، وفي الوقت الذي تتواصل المؤامرات والمسرحيات من قبل الملك وأزلامه وخليفة بن سلمان وأعوانه في فترة مجيء نائب وزيرة الخارجية الأمريكية "جميس ستاينبرج" ومصدر الشر والمؤامرات في الشرق الأوسط "جيفري فيلتمان" إلى البحرين لإقناع السلطة الخليفية والرياض بحوار سياسي شامل لإنقاذ آل خليفة من خطر السقوط ،لا زالت السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية سياسة إستعمارية وإستكبارية تساند وتدعم الأنظمة الديكتاتورية والشمولية في العالم ومنها الأنظمة العربية والخليجية في البحرين والمملكة العربية السعودية وتستمر أمريكا في دعمها لبقاء القوات السعودية المحتلة في البحرين.
إن خطاب الرئيس الأمريكي والذي يعتبر السلطة الخليفية في البحرين شريكا طويل الأمد لواشنطن قد عزز من بقاء وإستمرار قوات الإحتلال السعودي في البحرين ، كما عزز من أن الأزمة السياسية الراهنة في البحرين ستسير إلى طريق مسدود رغم مطالبته المتأخرة بحوار حقيقي بين السلطة والمعارضة حيث أنه لم يتطرق إلى معاناة الشعب البحريني وما تعرض إليه من هجمة شرسة وجرائم ومجازر وانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بالإضافة إلى أنه لم يتعرض لمطالبه العادلة والمشروعة.
إن الكثير من مبادرات الحوار من قبل أطراف إقليمية ودولية منهم الأمين العام للأمم المتحدة ومسئولين في الإتحاد الأوربي والبرلمان الأوربي وبعض المسئولين الأمريكيين لم تلقى آذان صاغية من قبل السلطة الخليفية ، وقد باءت كل تلك المبادرات بالفشل الذريع في ظل تعنت الحكم السعودي الذي يرى بأن الحل لا يأتي إلا من الرياض والتي تصر على البقاء في العسكري في البحرين من أجل ضمان أمنها حيث صرح المسئولين السعوديين بأن أمن البحرين هو من أمن الرياض.
لقد كان من المفترض على الرئيس الأمريكي أن يتكلم بشكل كاف عن حقوق الشعب البحريني وعن الأحكام الجائرة التي يتعرض لها شعبنا منذ إندلاع الأحداث ودعوته الى الحوار بين السلطة والمعارضة جاءت متأخرة جدا ولم تكن إيجابية كما يراها البعض ، لأن المعارضة الرئيسية بأجمعها في السجن أو خارج البلاد.
 
إننا نتساءل ما هي مضامين دعوة أوباما لحوار شامل مع المعارضة؟!!
ومن هم أطراف المعارضة التي على السلطة أن تتحاور معهم؟!!
 
إن شعبنا ناضل لأكثر من خمسين عاما من أجل برلمان حر ودستور يحمي حقوقه السياسية ، ولكن السلطة الخليفية قد قامت بالإنقلاب على الدستور والبرلمان في عام 1975م ، وقامت مرة أخرى بالإنقلاب على الدستور العقدي لعام 1973م عام 2002م بفرض دستور من قبل الملك على الشعب سمي بدستور المنحة وتم حكم البلاد عبره لأكثر من عشر سنوات في ظل ملكية شمولية مطلقة.
إن شعبنا الأبي والمعارضة السياسية بكل أطيافها قد وصلت مع آل خليفة إلى طريق مسدود لأن آل خليفة لا نعتقد بأنهم سيقبلون بمطالب الشعب والقوى السياسية في إصلاحات جذرية ، فالسلطة ليست جادة في حل الحكومة وتغيير رئيس الوزراء وإقامة ملكية دستورية على غرار بريطانيا كما طالبت الجمعيات السياسية عبر الورقة السياسية التي قدمت لولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة في بداية ثورة 14 فبراير.
فإذا كانت السلطة الخليفية جادة فلتقدم مرئياتها للحوار حتى يعرف الشعب مستوى الإصلاحات السياسية التي تطرحها السلطة وهل ترتقي الى مستوى تطلعات وطموحات الشعب في ملكية دستورية يكون فيها الشعب مصدر السلطات وينتخب حكومته ورئيس الوزراء بشكل مباشر.
إن السلطة الخليفية قد مارست سياسة التركيع ولوي الأذرع وكسر العظام مع قادة المعارضة السياسية الرئيسية في السجون وقامت بتعذيبهم تعذيبا قاسيا من أجل ثنيهم عن مطالبهم الرئيسية وهي إسقاط النظام ، إلا أن الاستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ حسن مشيمع قد تحدوا السلطة في المحاكم العسكرية وأصروا على مواصلة النضال حتى إسقاط النظام مهما كلف الثمن لأنهم قد مروا بتجارب مريرة في الحوار مع هذه السلطة المعروفة بالغدر والمكر والدهاء ونكث العهود والمواثيق.
إن أنصار ثورة 14 فبراير لا زالوا ملتزمين بخيار إسقاط النظام وإقامة نظام سياسي برلماني ويطالبون كل فصائل المعارضة السياسية (تيار العمل الإسلامي – حركة حق – تيار الوفاء الإسلامي – حركة أحرار البحرين – حركة خلاص – إئتلاف شباب 14 فبراير بكل أطيافه) للبدء في تحالف سياسي وتوحيد خطابهم السياسي من أجل إفشال مشروع السلطة التي تسعى للحوار مع طرف واحد في المعارضة وهو جمعية الوفاق الوطني الإسلامية حيث تحاول السلطة أن تكون المبادرة من رموزها إلا أن الوفاق لا تريد أن تبدأ الحوار قبل إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتعديل الوضع الأمني ، كما أن دخولها في حوار منفردة سيعد إنتحارا سياسيا لها.
وفيما لو توافقت كافة القوى السياسية في البحرين على الدخول في حوار شامل مع السلطة في ظل الحكم الملكي فإننا نطالب بأن يكون الحوار بضمانات من دول إقليمية وخصوصا الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأمم المتحدة وأن تكون مرئيات الحوار واضحة وهو قيام نظام ملكي دستوري على غرار بريطانيا وأن يكون الملك حاكما تشريفيا. وإن شعبنا لن يقبل بملكية دستورية على غرار الأردن أو المغرب فهذه الحكومات لا تختلف في جوهرها عن الملكية الدستورية التي أعلن عنها في البحرين وبقي شعبنا تحت رحمتها وقمعها وإستبدادها لأكثر من عشر سنوات.
إن شعبنا والمعارضة السياسية لن تقبل بأي دور سياسي لآخل خليفة في السلطة التنفيذية ، فالوزارات السيادية لابد أن تكون بيد الشعب ، ومنها وزارة الدفاع والداخلية والخارجية ورئاسة الوزراء والمالية.
إن أنصار ثورة 14 فبراير يرفضون أي إصلاحات سياسية لا ترتقي إلى مستوى طموحات شعبنا الذي قام بأعظم ثورة في تاريخه ، وإن القبول في الدخول في حوار مع السلطة الخليفية من قبل المعارضة بأكمل لا يعني عدم محاكمة المتورطين في جرائم القتل والتعذيب سواء من رموز آل خليفة أو قادة قوات الإحتلال السعودي.
إننا مستمرون في متابعة ملف محاكمة حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية ووزير الخارجية ووزير العدل وآخرين من رموز السلطة الخليفية في محاكم الجنايات الدولية ، وهذه المرة لن يفلت من العقاب كل من تورط في إرتكاب جرائم ومجازر وهتك الحرمات والأعراض والتعرض للمقدسات.
إننا صامدون وثابتون وصابرون على مبادئنا وطريقنا ولن نتراجع عنه قيد أنملة ، ونعاهد شعبنا أن لا نتراجع عن محاكمة المجرمين متخذين من تاريخ البدء بالحوار والاصلاحات السياسية وإقامة الملكية الدستورية في عام 2000م أكبر الدروس والعبر حيث أفلت المجرمين والمعذبين من المحاكمات وبقي ضحايا التعذيب والشهداء دون الأخذ بحقوقهم بعد أن أعلن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة العفو عن المجرمين والمعذبين بالمرسوم الملكي رقم 56 بعد الإعلان عن دستور 2002م. 
إن خيارنا هو إسقاط النظام الخليفي الديكتاتوري ولن نحيد عنه ولكن فيما لو إتفقت إرادة الشعب والمعارضة جميعا على البدء بإصلاحات فلابد أن تكون إصلاحات سياسية وجذرية ترقى لمستوى نضال وجهاد وتضحيات شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير دون إفلات المجرمين من العقاب.
إننا نرى بأن الولايات المتحدة الأمريكية تريد هذه المرة أن تنقذ السلطة الخليفية من خطر السقوط لكي تبقى لتحافظ على مصالحها الإستراتيجية والحيوية في المنطقة خصوصا وأن لها قاعدة عسكرية تمتد لأكثر من مائة عام وهي تخشى من خطر سقوط آل خليفة وتقويض قواعدها وأسطولها الخامس في البحرين ، إضافة إلى أن سقوط السلطة في البحرين يعني مقدمة لسقوط حليف آخر لها في السعودية لذلك إنحدرت الحكومة الأمريكية إلى أسفل إنحطاط أخلاقي وقيمي بتنازلها عن قيم الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان وحق الشعب البحريني في تقرير المصير ووقوفها إلى جانب الحكم الديكتاتوري الخليفي.
فالولايات المتحدة الأمريكية التي تدعي بأنها نظام يدافع عن الحرية والديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان ، وأنها مهد الحريات والمدافع عن حق الشعوب في الحرية والكرامة ، نراها تساند النظام الخليفي في البحرين وتسكت عن جرائمه وإنتهاكاته لحقوق الإنسان وإنتهاك الأعراض والحرمات وإستباحة البلاد من قبل الإحتلال السعودي الوهابي التكفيري السلفي الذي قام بمجازر وجرائم ضد الإنسانية يندى لها الجبين على مسمع ومرأى من السفارة الأمريكية والقاعدة العسكرية والأسطول الخامس الأمريكي في البحرين وإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ومنذ إنتفاضة وثورة الغضب لشباب 14 فبراير في البحرين ومواقف الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت ضد حركة أبناء شعبنا وتطلعاته في الحرية والكرامة وضد تطلعاته في مطالباته بحقوقه السياسية والحرية والإستقلال من ربقة الحكم الخليفي الجائر.
إن مواقف الولايات المتحدة وسياساتها العدوانية ضد ثورات وإنتفاضات الشعوب العربية في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا ضد ثورة شعبنا في البحرين يدل دلالة واضحة على أن الصحوة الإسلامية والثورية لشعوب المنطقة هي صحوة إسلامية عربية أصيلة نابعة من العمق العربي والإسلامي الذي رفض الذل والعبودية والإستبداد والحكومات الديكتاتورية والشمولية التي كانت الولايات المتحدة تدعمهم خلال أكثر من قرن من الزمن ، لذلك فليس من الغريب أن تبدي أمريكا قلقها من التحولات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط والتي تهدد الكيان الصهيوني ومصالحها الإستراتيجية والحيوية في المنطقة.
أكثر من نصف قرن من الإستعمار الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط كان نتيجته مئات الألاف من القتلى في سجون الحكام المستبدين تحت التعذيب والملايين من القتلى عبر الحروب التي قامت بها أمريكا ضد أبناء شعوب الأمة العربية والإسلامية من أجل تثبيت مواطىء أقدامها الإستعمارية والإستكبارية في المنطقة. والشعب العراقي لم ولن ينسى الدعم الأمريكي لنظام الطاغية صدام حسين بعد غزو الكويت وما قدمه من الملايين من أبنائه في المقابر الجماعية بعد إعطاء الضوء الأخضر لنظام صدام حسين بقمع الإنتفاضة الشعبانية ، ونحن الآن في البحرين نعاني من الإحتلال السعودي كما عانى الشعب العراقي أبان الإنتفاضة الشعبانية المجيدة.
الصحوة الإسلامية والثورة العربية الكبرى التي إشتعلت من تونس إلى مصر ومن ثم البحرين واليمن وليبيا والجزائر والأردن وغيرها من البلدان العربية وما نتج عنه من صحوة إسلامية عارمة يدل دلالة واضحة بأن رياح التغيير السياسي جاءت معاكسة تماما لما كانت تخطط له الولايات المتحدة لشرق أوسط جديد.
إن الشرق الأوسط الجديد الذي يخطط له شباب الثورة العربية المؤمنين والشجعان والشرفاء قد طوى حقبة الإستعمار والإستكبار العالمي للولايات المتحدة وبريطانيا وسائر الدول الغربية ، كما طوى وسيطوي بإذن الله حقبة الإستبداد الداخلي خصوصا للملكيات الشمولية والمطلقة في الشرق الأوسط خصوصا في البحرين والمملكة العربية السعودية.
ومن هذا المنطلق فإننا نناشد شباب ثورة 25 يناير في مصر وشباب الثورة في تونس وليبيا وشباب ثورة التغيير في اليمن وشباب ثورة 14 فبراير في البحرين وسائر شباب الثورة في البلدان العربية أن يتحلوا بالوعي السياسي في مواجهة مؤامرات الولايات المتحدة وبريطانيا الذين يسعون للإنقلاب والتآمر على الثورة العربية الكبرى وتجييرها لصالحهم وسياساتهم الإستكبارية.
كما نطالب جميع القوى الثورية والشبابية لثورة شباب 14 فبراير في البحرين بالتعاون والتكاتف والتنسيق الأكثر في المجالات الإعلامية والسياسية والفكرية والثقافية مع شباب ثورة 25 يناير في مصر بما يخدم مصالح كلا الشعبين المسلمين الشقيقين وإستقامة الثورات الشعبية وإنتصارها على الإستبداد الداخلي والإستكبار العالمي.
يا أبناء شعبنا الثائر الصامد في مواجهة الإحتلال والإستبداد الخليفي 
يا شباب ثورة 14 فبراير الثوار والشجعان والصامدين 
 
لا زالت الولايات المتحدة وعلى لسان باراك أوباما تدافع عن الحكم الديكتاتوري والشمولي في البحرين وتدعي بأنه حليف دائم لها متحدية مشاعر الأغلبية الشعبية لأبناء البحرين الذين ثاروا وإنتفضوا ضد الظلم والديكتاتورية والإستبداد والتهميش والإقصاء التي مارسته السلطة الخليفية خلال نصف قرن من الزمن.
لقد كان حكم زين العابدين بن علي في تونس ولمدة 30 عاما حليفا للولايات المتحدة وكذلك حكم الفرعون حسني مبارك في مصر ، إلا أن شباب الثورة إستطاعوا أن يغيروا معادلات أمريكا في المنطقة بإسقاط عملائهم الذين وقفوا إلى جانبهم ودعموهم إلى أخر لحظة من سقوطهم.
لذلك فإن شعبنا المؤمن بالله سبحانه وتعالى ونصره المؤزر لا يبالي بالمواقف العدوانية للإدارة الأمريكية التي تساند الكيان الصهيوني وتدعم بقائه ، وتدعم بقاء الأنظمة الديكتاتورية الحامية للكيان الصهيوني ، خصوصا نظام آل خليفة ونظام آل سعود وإنه سيواصل النضال والجهاد والمقاومة المدنية ضد الإستعمار الأمريكي وقواعده العسكرية في البحرين ، كما سيواصل نضاله وكفاحه ومقاومته ضد الإحتلال السعودي الغازي لبلادنا.
لقد تحدث رئيس الولايات المتحدة بأن مستقبل الولايات المتحدة مرتبط بالتغييرات الشاملة التي يشهدها الشرق الأوسط ، وهو يبدو كان صادقا في حديثه لأنه بات قلقا وهو يرى بأن الثورة العربية الكبرى جاءت عكس ما كانت تفكر وتخطط له أمريكا للشرق الأوسط الجديد من أجل إيجاد تغييرات ديمقراطية بما يتوافق وسياساتها لحفظ الأنظمة الحليفة لها في المنطقة.
وجاءت ثورة الشباب المسلم الرسالي في تونس ومصر واليمن وليبيا والاردن والسعودية والبحرين لتربك كل معادلات الولايات المتحدة التي كانت تدعم الأنظمة العربية المستبدة والحليفة للكيان الصهيوني.
إن شعوب وشباب الثورة العربية ليسوا بحاجة الى خطابات ونصائح باراك أوباما لثوراتهم في بلدانهم وليسوا بحاجة إلى نصائحه للتطبيع مع الكيان الصيهوني الغاصب لفلسطين ، فقد قال الشباب العربي الثوري كلمتهم فيما يتعلق بمستقبل بلدانهم ومستقبل الكيان الصهيوني الغاصب الذي عليه أن يخرج من فلسطين فلم يعد تتحمل الشعوب العربية بقائه وإحتلاله للأراضي العربية والإسلامية للشعب الفلسطيني.
إن باراك أوباما باب قلق جدا لتساقط وتهاتف حلفاء أمريكا في المنطقة ولذلك صرح بأن السلطة الخليفية في البحرين حليفة دائمة لهم لأنها الضامن الوحيد لبقاء قواعدها وأسطولها الخامس في البحرين.
لقد لاحظنا في خطاب باراك أوباما أنه لم يتطرق إلى الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وما يتعرض له شعبنا من مجازر ومذابح وجرائم على يد السلطة الخليفية وقوات الإحتلال السعودي ، بينما إنتقد ما إدعاه بالتدخل الإيراني في الشئون الداخلية للبحرين وإستغلالها فرصة تحرك شعب البحرين وإنتفاضته.
ونقول وبكل ثقة للتاريخ ، لولا بركة وجود نظام الجمهورية الإسلامية في إيران وقيادتها الدينية والسياسية والدبلوماسية الفعالة ، ولولا وجود الدعم الشعبي والمرجعي لعلماء الدين والأحرار والشرفاء والإعلام الإيراني وقناة العالم الإخبارية وسائر القنوات والفضائيات الشيعية ، ولولا التحرك الشعبي والرسمي في العراق والمنطقة الشرقية للسعودية والتحرك السياسي والإعلامي والضغوط السياسية والإعلامية والمظاهرات والمسيرات والإعتصامات التي قامت بها الشعوب الاسلامية والجاليات الاسلامية بالتعاون مع المعارضة البحرينية لقامت سلطة الإحتلال السعودي بمجازر وجرائم ومذابح أكثر بكثير مما قامت به بالتعاون مع السلطة الخليفية. 
إن أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين يرون بأن الولايات المتحدة في الوقت الذي تستخدم فيه سياسة المعايير المزدوجة في تعاملها مع ثورات المنطقة ، فإنها ومن أجل حفظ مصالحها الإستراتيجية الأمنية والسياسية والعسكرية في المنطقة فإنها على إستعداد كامل لأن تعطي الضوء الأخضر للسعودية وآل خليفة للقيام بمختلف أنواع القمع والتنكيل والتعسف والقتل وإنتهاك الأعراض والحرمات وهدم المساجد والحسينيات والمظائف وقبور الصالحين وحرق القرآن الكريم ، لذلك فإن خطاب الرئيس الأمريكي جاء مخيبا للآمال وبعيدا كل البعد عن موقف الرأي العام الأمريكي المدافع عن حق شعب البحرين في تقرير المصير.
كان شعبنا يتمنى أن يأتي خطاب الرئيس الأمريكي للدفاع عن مطالبه العادلة والمشروعة في الوقت الذي لا زال جرحه ينزف وعمليات المداهمات والإعتقالات متواصلة ، وحملات القمع والتعذيب القاسي وسياسة التركيع ولوي الذراع وكسر العظم متواصلة لثني الشعب والمعارضة للقبول بالواقع الراهن والقبول بشرعية السلطة الخليفية.
إن الإحتلال السعودي ومعه قوات الجيش والحرس الوطني والقوات الأمنية لآل خليفة قد توغلت في الظلم والإستبداد بعد حصولهم على الضوء الأخضر لقمع ثورة شعبنا وتتعرض نسائنا وحرائنا وبناتنا في المعتقلات إلى حملات تعذيب شديد وإنتهاك الأعراض ، كما يتعرض المعتقلين والناشطين الحقوقيين وعلى رأسهم عبد الهادي الخواجة إلى محاولات إغتصاب من أجل أن يقدم إعتذار مصور لملك البحرين.
كل ما يجري في البحرين من إرهاب السلطة وإرهاب قوات الإحتلال هو يجري على مرأى ومسمع الإدرارة الأمريكية ، لذلك فإن شعبنا يحملها كامل المسئولية لما يتعرض إليه شعبنا من إنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان وعليها أن تعرف بأن أمن الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي من أمن البحرين وعليها أن تتراجع عن مواقفها السابقة وتراجع حساباتها السياسية وإلا فإن شعبنا وشبابنا سوف يتخذ الإجراءات اللازمة والتي هي من حقه الشرعي لمحاربة إرهاب الدولة الذي يتعرض إليه من قبل قوات الإحتلال السعودي وقوات آل خليفة وبضوء أخضر أمريكي.
إننا نحذر الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الرئيس باراك أوباما من التمادي في دعم إرهاب الدولة الخليفي والإحتلال السعودي للبحرين لأن ذلك سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة لها ولقواعدها العسكرية ولرعاياها في البحرين.
إن شعبنا وشباب ثورة 14 فبراير لن يستمروا مكتوفي الأيدي أزاء المواقف الأمريكية المخالفة لإرادة شعبنا الذي يتوق إلى الحرية والكرامة وحقه في إنتخاب نظامه السياسي الذي يرتئيه ، وإن سياسة الولايات المتحدة لا زالت تدعم الإستبداد والديكتاتورية في البحرين وعليها أن تتحمل نتائج ما ينتظرها في المستقبل.
إن الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لأن تهيمن على العالم لم تعد هي قائدة العالم ولن تستطيع بعد اليوم أن تحدد الأولويات له لأنها تتعامل بإنتقائية خطرة وتتناقض مع الثورات العربية الكبرى وتطلعات الشعوب العربية في الشرق الأوسط ، وإن منطق الكيل بمكيالين لم يعد ناجحا في ظل الوعي الثوري لشعوب المنطقة ، فأمريكا ومع شديد الأسف تنصلت من منطق القيم التي تؤمن بها وإلتزمت منطق المصالح السياسية والأمنية والعسكرية في المنطقة بدعمها الأنظمة العميلة لها وقمع الشعوب.
إننا نناشد شباب ثورة 14 فبراير في البحرين وشعبنا المؤمن والأصيل إلى إفشال مؤامرات الولايات المتحدة وقوات الإحتلال السعودي والسلطة الخليفية بالمزيد من الوعي والتحالف مع الشعوب العربية المتحررة من قيد الإستعمار الأمريكي والإستبداد الداخلي وعلى رأسهم الشعب المصري وثوار 25 يناير والشعب اليمني والشعب التونسي ، كما ندعو الشعوب العربية المعنية مباشرة بخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى التحلي بمزيد من التحفظ والوعي والتدقيق في منطق زرع السم في العسل ، ونحدر من محاولة واشنطن الإمساك بناصية الحراك العربي وتهجينه بالإطار الذي يخدم المصلحة الأمريكية العليا التي أكد أوباما إرتباطها المصيري والحاسم بمصير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 
إن أنصار ثورة 14 فبراير يرون أزدواجية في خطاب الرئيس الأمريكي تتضح اليوم في الحالة السورية والحالة في البحرين حيث يتحدث الأمريكيون بصراحة عن حق السلطة الخليفية في البحرين في الدفاع عن أمنها في مواجهة المطالبات الشعبية ، لكنهم يعتبرون أن الشعب هو الذي يثور في مكان آخر والدولة هي التي تطلق عليهم النار.
لذلك فإننا نحذر من أن مقاربة الملف السوري تبين أن هناك تقدما بإتجاه وضع سوريا على لائحة الإستهداف السياسي من خلال إستباق خطاب أوباما بيوم بلائحة العقوبات وإرسال شخصية الشر والغدر "جيفري فيلتمان" إلى بيروت قادما من البحرين. إن سفر فيلتمان إلى البحرين كانت له تداعيات خطيرة على الوضع في البحرين حيث قامت السلطة الخليفية بمؤامرة ومسرحية جديدة ضد أبناء شعبنا في النويدرات وسائر المدن والقرى ، وشعبنا بات لا يقبل بالمبادرات الأمريكية للحوار لأنه يرى حماية كاملة للإستبداد والديكتاتورية الخليفية في البحرين ودعما إلى أبعد الحدود للتدخل والإحتلال السعودي لبلاده.
إن الولايات المتحدة أخفقت في كثير من البلدان العربية بسقوط الأنظمة الديكتاتورية وهاهي تقوم بجلاء قواتها من العراق مع حليفتها بريطانيا ، وتتعرض إلى فشل ذريع في اليمن ، كما أن حليفتها المملكة السعودية هي الأخرى قد خسرت رهانها في بيروت وفي تونس ومصر وستخسر رهانها في اليمن أيضا ، لذلك فليس من الغريب أن تدعم أمريكا الملكيات المستبدة في العالم العربي من السقوط وليس مستغربا أن تحتل السعودية البحرين لتجعل منها الساتر الترابي والخندق لمنع سقوط النظام الملكي الخليفي في البحرين الذي بسقوطه يعني نهاية الحكم السعودي في الجزيرة العربية.
إن الولايات المتحدة تسعى لإسقاط النظام السوري وتسعى لممارسة ضغوطات على نظام الجمهورية الإسلامية ،  إلا أننا نتمنى أن النظام السوري قد إستطاع تجاوز المؤامرة ، وإن النظام الإسلامي في إيران بعد الثورات العربية الكبرى أصبح أكثر قوة وتماسكا وأصبح قوة عظمى في منطقة الشرق الأوسط واللاعب السياسي الوحيد ذو النفس الطويل في معادلات المنطقة الذي لا يمكن تجاوزه في حل أي أزمة سياسية في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا الأزمة السياسية الخانقة في البحرين.
إن الأميركيين لن يستطيعوا رشوة الشعوب العربية في مواضيع أختاروها بأنفسهم ولن ينالوا من القضية الفلسطينية الأم التي تتحكم بمصير الشعوب العربية والإسلامية ، وإن تناقض الموقف الأمريكي وإرتباطه بأجندة المصالح أمام إمتحان صعب لذلك فإننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية إلى إسقاط الولايات المتحدة في هذا الإمتحان حتى نرى سقوط وأفول الدولة العظمى المتكبرة والمستكبرة كما شاهدها سقوط وأفول الإتحاد السوفيتي.
وأخيرا فإننا نطالب المعارضة البحرينية في الخارج بمواصلة العمل الإعلامي والسياسي والقيام بمظاهرات وإعتصامات مستمرة أمام سفارات البحرين والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وأمام الأمم المتحدة ومراكز حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المؤثرة في الضغط على حكومة الولايات المتحدة والحكومة السعودية والحكومة الخليفية.
كما نطالبهم بمواصلة الإتصالات المباشرة مع أعضاء الإتحاد الأوروبي وأعضاء البرلمانات الأوروبية والكنغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ الأمريكي والنشطاء في الولايات المتحدة ومحاولة الضغط على الحكومة البريطانية لكي يغيروا من مواقفهم تجاه مطالب شعب البحرين العادلة والمشروعة. 
  . 
أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
البحرين – المنامة - 20 مايو 2011م
17 جمادى الثاني 1432هجري  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار ثورة 14 فبراير في البحرين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/21



كتابة تعليق لموضوع : بيان أنصار ثورة 14 فبراير تعليقا على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net