صفحة الكاتب : عباس الخفاجي

قندرة سمو ألأمير
عباس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
وافقت الكويت مشكورة على طلب تقدم به العراق لتأجيل سداد آخر دفعة من مبالغ التعويضات التي فرضها مجلس الأمن الدولي على العراق ( لأحتلاله ) الكويت عام 1990 ، بسبب الظرف الأقتصادي الذي يمر به العراق نتيجة هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية ، وتبلغ قيمة الدفعة الأخيرة من التعويضات 4.6 مليار دولار .
فمنذ أربعة وعشرين عاما والعراق يدفع خمسة بالمئة من قيمة صادراته النفطية كتعويضات للكويت جراء الأضرار التي لحقت بالمنشآت النفطية الكويتية والبنى التحتية التي تم تخريبها جراء دخول القوات المسلحة العراقية أرض الكويت والبقاء فيها سبعة أشهر ، في الوقت الذي فرض المجتمع الدولي حصارا اقتصاديا جائرا على العراق نتج عنه نقصا حادا في الغذاء والدواء وكان الشعب العراقي الخاسر الوحيد من عملية لا ناقة له فيها ولا جمل ، فأرتفعت نسبة الوفيات بين الأطفال والنساء والشيوخ نتيجة نقص الغذاء وادوية الأمراض المزمنة، وأنتشار الأمراض السرطانية في مناطق جنوب العراق نتيجة ما أستخدمته قوات التحالف الدولي من أسلحة كيمياوية وبايولوجية ضد قوات الجيش العراقي المنسحبة من أرض الكويت.
وعندما أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية على أحتلال العراق عام 2003 بحجة أسقاط نظام صدام حسين وتدمير الأسلحة النووية والكيمياوية التي يمتلكها العراق ، أستبشر الشعب العراقي خيرا من أن تقوم أميركا بالطلب من الكويت بأسقاط ما تبقى من الديون المترتبة عليه ، والتي أنهكت أقتصاده وجوعت شعبه ، ألا أن آمال العراقيين خابت بالفشل لأن أميركا لم تحرك ساكنا فيما يخص هذا الموضوع ، بل على العكس من ذلك كانت تنحاز دوما الى جانب الكويت وهي تستقطع أجزاءا غالية من التراب العراقي في أم قصر وغيرها من المناطق الحدودية ، وطرد ساكنيها العراقيين ، وضمها الى الكويت ، تنفيذا للقرارات الأممية.
في الوقت نفسه لم تبادر حكومة الكويت بطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة للعلاقات التي تربط الجارين الشقيقين وتتنازل عن مستحقاتها المتبقية بذمة العراق ، بل أصرت على دفع آخر فلس من التعويضات وهي ترى بأم عينها حال العراق والعراقيين وهو يتعرض لأبشع هجمة بربرية تكفيرية بدءا من القاعدة وأنتهاءا بداعش .
المواطن العراقي يعيش اليوم بحال مزر مهين ، فمستويات الفقر في تصاعد ، ونزيف الدم مستمر ، أناس قتلوا وغيرهم فقدوا ولا يعرف مصيرهم وآخرون هجروا من مساكنهم بحثا عن الأمن ، عوائل فقدت معيلها ، وجحافل من الأرامل والأيتام لا مأوى لهم ، أنهيار تام في كل الخدمات والبنى التحتية للبلد ، لا صحة ولا تعليم لا مجاري لا كهرباء ولا أقتصاد قادر أن يلبي الحد الأدنى لمتطلبات العيش بكرامة بعد أن أنهكته جيوب الفاسدين والمنتفعين ، قيادات سياسية غيرقادرة على وضع قاطرة العراق على سكة التطور والتقدم ، هذا ما جناه شعب العراق من أحتلال الكويت.
فما ذنب الشعب العراقي يتحمل لعنة الكويت الى يومنا هذا ؟
أليس من الأخلاق الأسلامية و العربية الأصيلة أن تواسي الكويت العراقيين بمصيبتهم وتتنازل عن باقي ديونها دعما للأقتصاد العراقي ، و هبة أخوية لشعب جار مسلم شقيق ، وهو موقف يحسب لها ، بل أن تساهم بشكل فعال في أن يقف العراق على قدميه ويسترد عافيته و تساهم في تعمير العراق وبناءه وتقديم المنح المالية للحكومة العراقية لتلبي أحتياجات شعبها الفقير ، مثلما تقدم مثل تلك المنح لدول القارة الأفريقية ، بدلا من أن تطالب العراق التعويض عن قندرة سمو الأمير التي فقدت عام 1990.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/22



كتابة تعليق لموضوع : قندرة سمو ألأمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net