صفحة الكاتب : مفيد السعيدي

اللجان الشعبية والحشد الشعبي وجهان لعملة واحدة
مفيد السعيدي
بعد الربيع العربي الذي طرأ مؤخرا في المنطقة، الذي تلاه صيفا ساخن؛ ببروز الحركات الإسلامية المتطرفة، بعدما أفقست في أعشاش الطواغيت، التطرف الديني اليوم، بات يرعى في مدارس دينية على مستوى عالي، كما هو حال شيوخ الأزهر، في تصريحهم الأخير حول الحشد الشعبي وانتصاراته، في محاربة تنظيم "داعش" المجرم.
لو نقف قليلا، و نرجع الى الوراء لسنوات خلت، نستذكر الأعوام عام 2006 و2007 حول تشكيل اللجان الشعبية، لحماية المواطنين من خطر الإرهاب والقاعدة، لما وصلت الأمور عليه اليوم.
قبل سنين خلت، شكل المجلس الأعلى الإسلامي اللجان الشعبية، الذي أثارة حفيظة الشركاء بالعملية السياسية، من السنة والشيعة، تحت ذريعة الميلشيات التي يرفضها الدستور، لكن تلك المبادرة، أجهضت أو أنها ولدت في بيئة غير صالحة، مما أدت الى وفاتها.
بعد التخبط بإدارة البلاد في الدورتين السابقتين، بدأت تلك العصابات الإجرامية تتنامى شيا فشيا، حتى أصبحت تفرض سيطرتها، على بعض القصبات في المحافظات السنية، بعد التعاطف من قبل أبناء تلك المحافظات، تحت ذريعة الدفاع عن الحقوق السنية المنهوبة، وإيقاف المد الإيراني ومن هذه الترهات، التي عبأت الشارع بها.
في الثلث الأول من منتصف عام 2014، انفجرت تلك الفقاعة، التي عبر عنها رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي، لتغرق ثلث العراق ببحر من الدماء، وجراء ذلك هتك الحرمات، واستبيحت الإعراض، من الفريقين وطمس حضارة العراق، عبر تفجير وهدم المعالم هناك.
جاءت فتوى "الجهاد الكفائي" من قبل المرجعية المباركة، لتصحح المسار ووضع القطار على السكة، حيث أصبح اليوم أبناء الحشد الشعبي، قوة ضاربة بيد من حديد لتلك المجاميع الإجرامية، وبعد كل الانتصارات التي تحققت، ابتدأ من جرف النصر، وامرلي ومناطق ديالى وسامراء، واليوم تكريت، و بهذا غيرت الموازين في المنطقة، وأجبرت العالم على تغيير خططه الاستراتيجة، وخلطت الأوراق لديه.
 
اليوم وبعد تلك السنوات القتل والإرهاب و التشظى، ماذا لو تشكلت تلك القوة في وقتها، كيف سيكون الوضع العراقي والشيعي؟ الحشد الشعبي، اليوم غير خارطة الطريق للمنطقة بأكملها، وعمره لا يتجاوز السنة الواحد، فكيف لو أن اللجان الشعبية متشكلة بعد تلك السنوات لما تجرأ "داعش" اليوم ودخل العراق، ولما حصل ما حصل اليوم، التي هي الوجه الثاني، لعملة الحشد الشعبي، والاثنين يخرجان من سراج واحد، ومن تحت عباءة المرجعية المباركة.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مفيد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/24



كتابة تعليق لموضوع : اللجان الشعبية والحشد الشعبي وجهان لعملة واحدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net