صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

جدران خلف الكابونات
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ظاهرة تغليف الجدران بالطلاء أو ورق التغليف، تستخدم في أغلب البنايات، حيث تقوم هذه المغلفات بعمل شاق، تتحمل فيه مسؤلية إخفاء عيوب الجدران وتهالكها، كما تتحمل تغيرات الجو، التي لم تعد تتحملها تلك الجدران، وهي بذلك كعمليات التجميل، التي يجريها الإنسان لتجميل وجهه، أو إزالة التشققات والجروح من بدنهِ وجسمه.
   الجدران ذكية، تستغل كل ما هو جديد، ومن شأنه أن يبقيها عمراً أطول، فهي قد استطاعت أن تثبت أقدامها في جوف الأرض، وأما المغلفات فهي تمثل الواجهة الجميلة، للبنايات التي تقوم على تلك الجدران، ولأن الجدران لا تريد أن تخسر مكانتها، فهي لا تسمح أن تكون للمغلفات جذور، أو أساسات تمتد في الأرض، ولذلك فالمغلفات تسبدل بين حينٍ وآخر، والجدران باقية!
   ما أُروم الوصول إليه من كلامي أعلاه، أن البنايات هي مؤسسات الدولة، وأن الجدران المتهرئة هم موظفي الدولة القدماء، الذين قد تمتد جذورهم إلى جيل السبيعينات من القرن الماضي، وقد شكلوا مافيات كبيرة، فلا يتحرك شئ في الدولة، إلا بأمرهم وتحت سيطرتهم، وأما المغلفات، فهم التعيينات الجديدة، من منصب الوزير إلى موظف الخدمة، فكل جديد يأتي إلى الوزارة، إنما هو بين إثنين، أما الفشل، أو الإنضواء تحت رعاية مافيات الجدران القديمة!
   أنهم يتدخلون في التعيينات، ويحاولون عكس قاعدة "الشخص المناسب في المكان المناسب"، فإن لم يفحلوا، وجاءت الكفاءة في مكانها، مدوا إليه سفرة الرشوة، فإن لم يفلحوا، دبروا له مكيدة، فإن نجى منها، فلا ينجو من رصاصة في الرأس! ولافتة نعي على باب الدائرة!
   من سوء حظ الجدران أن المغلفات الجديدة مصنوعة من الألمنيوم(الكابونات الملونة)، الذي يمتاز بقوة ومتانة وجمال، يصعب التعامل معه، فهو قد يحتاج ألى تقليم الجدران، أو خرقها وإتلافها أحياناً، ولذلك فهو سيكون إختيارنا القادم.
   إن أبناء الحشد الشعبي هم (الكابونات)، التي ستنهي الجدران القديمة، فبعد تحرير الأرض، سيكون على أبناء الحشد، تحرير مؤسسات الدولة، وعلى كل فصيل منهم، إمساك وزارة أو دائرة أو هيئة، ليكونوا هم القائمين على تنفيذ القوانين وخدمة المواطنين، وهو الجهاد الأكبر.
بقي شئ...
إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.  
  

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/26



كتابة تعليق لموضوع : جدران خلف الكابونات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net