صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

الديبلوماسية والابادة
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


ترجمة عن اللغة الفارسية لمقال اعجبني
*********************************
قبل بضعة ايام توقف الهجوم الايراني الاميركي على تنظيم داعش في تكريت . بعض المحافظين في الولايات المتحدة يرون ان تحالف الولايات المتحدة وايران على داعش
قد يفضي الى بسط ايران نفوذها على العراق . وهذا من وجهة نظري اقذر الاساليب اللانسانية التي تمارس في التخلي عن حماية مجموعة مظلومة من اجرام مجموعة ظالمة .
فرنسا هي من ابرز الدول التي لا تزال تتردد و تتحفظ بشأن التعامل مع الحرب الاميركية - الايرانية على تنظيم داعش . قبل عَقدين من الزمن قال الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران - على عهدة بيل كلينتون - ان وجود المسلمين في اوروبا امر ليس طبيعيا ، ومن هذا المنطلق ابدى معارضة شديدة مع توجه مجلس الامن الدولي في الحرب على جزار البوسنيين "سلوبودان ميلوسوفيچ " . الفرنسيون الذين كانوا مستعدين لصرف النظر عن اي جريمة في الشرق الاوسط من اجل ابرام صفقة سيارات بيجو أو رينو ، مارسوا حقهم في النقض "فيتو" عدة اسابيع و أشهر لعرقلة الهجوم على المجرم "ميلوسوفيچ" ، و الاِبقاء على هيبتهم في اروقة الامم المتحدة . و لولا قرار الرئيس كلينتون الذي يعد من ابرز معالم الديمقراطية في العالم المتحضر ، لكان آلاف البوسنيين الابرياء تعرضوا للابادة ، و لهتكت اعراض مئات النساء والفتيات من قبل وحوش الصرب ولاضرمت النيران في بيوتهم و تحولوا الى مشردين .
تروي زوجة صديقي وهي مثقفة بوسنية ، انها كانت تمضي تلك الايام المريرة في قبو المنزل مترقبة مجىء جنود و عصابات "ميلوسوفيچ" ليقطعوا رؤوس الامهات والاطفال المسلمين والاعتداء على النساء ومن ثم اضرام النيران في الدور السكنية . لكن كلينتون تحلى بالشجاعة الكافية في الوقوف بوجه بريطانيا وفرنسا ، واعلان الحرب على الصرب .
من المخجل حقا ان تلتزم فرنسا الصمت اليوم وهي ترى الرؤوس المفصولة عن الاجساد والنساء المنتهكات من قبل تنظيم داعش ، ثم تقف بوجه التحرك الاميركي الايراني ضد داعش ولا تنبس ببنت شفة مراعاة للدبلوماسية التي تسربت من يدها بسبب افتقارها للكفاءة .
فرنسا تقف اليوم بوجه الحرب ضد داعش باعتبارها تاجرا تاريخيا يروج لصفقة مجرمين يواجهون بشرا أعزل . المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اتخذت موقفا مشرفا ولم يبدر منها سوء تصرف في هذا الشأن . ما يعنينا حقا ايقاف ماكنة القتل الداعشية . ما الذي ينفعني ان فرنسا كانت بشير الديمقراطية في العالم ، اذا كان رئيسها "فرانسوا اولاند" يدعم ماكنة داعش الاجرامية من اجل الابقاء على مكانت الدولية !!!
بالنسبة لي يمثل القائد سليماني شخصية البطل عندما يواجه عدوان ومحرقة داعش . ليس بالنسبة لي فقط ، بل في نظر جميع الفتية الذين ينظرون الى امهاتهم الهزيلات المقبلات على الموت .
ساضع باراك اوباما في طليعة المخلّصين لو انه واجه جلادي داعش . هل اميركا دولة استعمارية ؟ ام ان خامنئي فاشستي ؟ هذا ليس مهما ... المهم من يوقف آلة قتل نساء واطفال ورجال العراق وسورية الذين يذبحهم داعش و يعتدى على فتياتهم بصورة جماعية .
لا يحق لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان تصف ارهابيي داعش بالمقاتلين . ولا يحق لليسار تبرير جرائم داعش بحجة العداء لاوباما . فداعش تنظيم ارهابي مجرم ، وتجب محاربة هؤلاء القتلة . اذا قاتل سليماني داعش فاني ساقبّل يديه ،وسافعل الشيء ذاته لو ان الجنرال ديمبسي فعل ذلك . الحقد والحب لا علاقة لهما بانتسابنا بل بجرائم داعش . لا نريد للرؤوس ان تقطع ، و النساء تقتل ، و شعب يباد من اجل صيانة مكانة احد . ثمة ما هو اهم من كل ذلك وهو رابط الانسانية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/27



كتابة تعليق لموضوع : الديبلوماسية والابادة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net