صفحة الكاتب : فراس الجلالي

لماذا تهاوت أسوار الوركاء؟!
فراس الجلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في وسط زحمة الصراعات السياسية التي نعيشها بعراق الحضارات, وعالم الازمات على الصعيدين العربي والدولي, يصعب أن نحتفظ بالإخوة والمحبين..
ولعل من أسباب ذلك أننا أصبحنا ننظر للأخرين لا على أساس أنهم أفراد مستقلين, لهم حقوق كما عليهم واجبات, وإنما كأجزاء من أنتماءات طائفية , أو منظومات حزبية تعيش حالة الأزمة.
أن المتتبع لمسار اللا ربيع العربي, يستشعر خطر الدعاة للتشدد الديني, كالجماعات المتطرفة, ويخشى من توسع خارطة التخريب والتشريد والقتل التي ترعاها دول كتركيا وكيانات غاصبة كاليهود.
خطر كبير يحيط بنا, ورياح صفراء خانقة تهب معلنة, حرب داخلية مدمرة, بعد أن شملت العراق, وسوريا, وليبيا, اليوم تتحرك نحو اليمن, والبحرين, ولن تنتهي حتى ان مرت بمصر وتونس الا بمكة والمدينة ..
هذا امر لم يحدث من فراغ, أنما تولد من عمل الفاسدين المستمر, الذين أستهدفوا بتكاتفهم علينا تخريب الوعي عندنا وغزونا فكريا وثقافيا.
حتى يتناسى بعضنا أن الحياة المعاصرة, تتطلب أن نكون متعايشين مع بعضنا, وأن نعمل لخلق جو من التفاهم وسط فوضى الصراع, محكمين عقولنا..
فلا يمكن أن نستمر في أستنزاف أنفسنا ومقدراتنا من دون تحقيق أهداف ذات فائدة لمستقبلنا ومستقبل أطفالنا, من هنا أتعجب لمواقف الحكام العرب العدوانية من الشعوب, التي لولا وجودها ما كانوا فراعين تعبث بمقدراتنا..
فما الذي كسبوه بجبروتهم وعدوانهم من حرب العراق, وما الذي سيكسبونه من حرب اليمن, ألا التشرذم, والفرقة, والكراهية, فضلا عن الخسائر البشرية والمادية..
لقد تهاوت من قبل الجنائن المعلقة, وتهاوت أسوار مدينة الوركاء, وضاعت قوانين حمورابي, بسبب الصراع والحروب المستمرة...
كما فاتنا أن نستفيد من منجزات أباءنا, الذين أتعبوا أنفسهم ليرونا نحن فلذات أكبادهم مستقرين أمنين.
اليوم على ساستنا, ومن يحكم, أن يفكروا مليا في عواقب الأمور, أكثر ولو قليلا من مصالحهم الخاصة, قبل أن يحاسبوا عما فعلوه, فقد ضاقت بالمظلومين البسيطة, وكبرت همومهم , والنار التي يشعلونها ستحرقهم.
العراقيون وباقي الشعوب الاسيرة, بما يدبره لهم اعدائهم, يحتاجون ان يعيشوا حاضرهم, وان يستفيدوا من متراكم الخبرات التي اكتسبوها في الفترات الماضية, بلا عداءات او مناحرات, كما تعلمنا "الف صديق, ولا عدو واحد".

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الجلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/28



كتابة تعليق لموضوع : لماذا تهاوت أسوار الوركاء؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net