صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الإرهاب اللفظي!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ليس الإرهاب ماديا وحسب , وإنما هو نفسي وفكري وروحي وعقائدي ولفظي وأكثر , فللإرهاب بأنواعه إمتدادات وتفاعلات وتداعيات.
 
الإرهاب اللفظي يتحقق بالكلمات المكتوبة في الصحف والمواقع والمنطوقة عبر وسائل الإعلام كافة , وهناك خطابات محشوة بالمفردات والرؤى والأفكار الإرهابية , التي تتسبب في تدمير البلاد والعباد , عن قصد أو غير قصد , لضعف مدارك قائلها ومحدودية فهمه للسلوك البشري في مستوياته المتباينة.
 
والجهل بالسلوك يدفع إلى المواقف الغابية المحكومة بالتفاعلات الإنعكاسية المؤطرة بإرادة البقاء الشرسة العمياء. 
 
وتبدو للعارفين بالعلوم النفسية والسلوكية , أن نسبة كبيرة من الكتابات والخطابات ذات مفردات وعبارات إرهابية , ونَفس يعبّر عن عدوانية الطباع ووحشية السلوك , مما يساهم في صناعة منعكسات بذات المعنى والمنطلقات.
 
ولا يمكن القضاء على إرهاب مادي قائم ودوامات الإرهاب اللفظي على أشدها , لأنها توفر له القدرات اللازمة للتواصل والنماء , والتفاعل مع العواطف والمشاعر وتسخيرها لصالح رؤاه , كما أنها تخلع العقل المتبصر من أصحابها , وتحوّلهم إلى طاقة داعمة ومعززة لسلوك الإرهاب الذي يتناولونه.
 
والكلمة الخبيثة لا تمحق الكلمة الخبيثة , وإنما تزرع الخبيث وتجعله مروجا وبساتينا , يموت بأثمارها الأبرياء والمغفلون من الناس أجمعين.
 
والكلمة الطيبة تنتصر وينتشر ضوعها ويفوح عطرها , فتعبقها النفوس والعقول والأرواح , فترى الأمل وترنو لآفاق الأنوار الدفاقة من ينابيع القدرات العلوية , ومن أفياض المحبة والوحدة الإنسانية , التي تجمع البشر وهم يتفاعلون في نهر الوجود الأرضي الجاري بقوة الدوران , التي تسعى لصناعة خليط متجانس ومحلول حياة رائق.
 
 فالشر لا يهزم الشر كما نتوهم , والخير هو الذي يكتسح الشرور ويطهر النفوس , ويبني سعادة الحياة وأمنها وإستقرارها , وبدون ثقافة الخير والكلمة الطيبة , فأن الحديث عن القضاء على مواطن الشر يشبه القول بمطاردة سراب.
 
ولهذا فمن الواجب الوطني والإنساني , أن نهذب الألفاظ المنطوقة والمكتوبة والمقروءة , ونستحضر مفردات اللغة الطيبة , فالكلمة الطيبة صدقة , والخبيثة إرهاب!!
 
"أ لم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء" 14:24
 
تحية لكل قلبٍ يخفق بالمحبة والمودة والرحمة الوطنية والإنسانية , وسينهزم كل معادٍ لجوهر الحياة وناموس الأكوان , وإرادة أمّنا الكبرى التي تدور بنا ولا تتعب , وهي تقلبنا تحت شمسٍ ستحرقنا لو أنها توانت عن الدوران لبرهة قصيرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/30



كتابة تعليق لموضوع : الإرهاب اللفظي!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net