الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب.. الشيعة الزيدية بين الحقيقة والأساطير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لأننا نعتقد أن العدوان الذي شنه السعوديون على اليمن مرشح للتواصل والاستمرار، لذا قررنا التوقف مؤقتا عن متابعة تفاصيله اليومية وتسليط الضوء على بعض الجوانب المرتبطة بهذا الصراع.

منذ بدء الحرب جرى الحديث عن الشيعة الزيدية ومن المخزي أن بعض جهابذة المتحدثين لا يفرقون بين الزيدية واليزيدية باعتبار أن (كله عند العرب صابون)!!.

يقول الباحث علي الشمري في مجلة النبأ العدد 42 (فبراير 2000).

(الزيديون هم العلويون من أبناء زيد بن الأمام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أحد أبطال الحرية وشهداءها في الإسلام وأحد الذين لم يصبروا على ظلم وجور الحاكمين المتسلطين على الأمة ومن سياساتهم المنحرفة واستبدادهم، لذلك عمد إلى الثورة المسلحة إيقاظا للأحرار وإنذارا للظالمين والى جانب أبناءه من ذريته، كذلك له اتباعه ومريديه من شيعته وممن ناصروه وناصروا أبناءه من بعده.

قامت الدولة الزيدية في اليمن على يد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب… وهو الإمام الأول في اليمن ومؤسس الإمامة وناشر المذهب الزيدي فيه، والذي بلغ عدد أئمته في اليمن منذ الهادي حتى محمد البدر ستة وستين (66) إماماً، بدأ حكمهم من سنة 284هـ.

كان الهادي يسكن المدينة في الحجاز عـــلى قول أو الرس بين الحجاز ونجد، وفي سنة 280هـ قدم إليه وفد من أهالي اليمن، يطالبه بالقدوم إلى اليمن لمبايعته إماماً كونه من آل بيت الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) ولتخليصهم من ظلم الحكام الظالمين.

صفات الإمام عند الزيدية:

تتلخص صفات الأئمة عند الزيدية في: تواضعهم واهتمامهم بأمور الرعية وتمسكهم بالشورى وترفعهم عن سيئات الترف وموبقات الفساد، ليسوا بالملوك المتغلبين ولا بالسلاطين الجائرين دستورهم القرآن وشرعتهم الإنصاف.

وشروط الإمامة بضعة عشر شرطاً وهي كما في كتب الأصول أن يكون: (مكلفاً ـ ذكراً ـ حراً ـ علوياً ـ فاطمياً ـ سليم الحواس والأطراف ـ مجتهداً ـ عادلاً ـ سخياً بوضع الحقوق في مواضعها ـ أكثر رأيه الإصابة ـ مقداماً ـ لم يتقدمه مجاب ـ يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ـ ويستشير أولي الخبرة من المواطنين).

هذا في الحالات التي تسير فيها أمور المسلمين دون تسلط ظالم، أما في حالة وجود مغتصبين للسلطة ظالمين، فإن طريقها هو الخروج (الثورة).

فالخارج على الظلمة المستوفي لشروط الإمامة تجب نصرته ويكون هو الإمام ومما يذكر للأئمة الزيديين (زيود اليمن) كانوا على جانب كبير من احترام الرأي وتقدير العلم، مما لا يشبههم أحد من الحكام، وبالنسبة لأئمة طبرستان فأنهم هم الذين نشروا الإسلام في الديلم بعدلهم وعلمهم وحسن دعوتهم بعد أن كان ظلم الحكام قبلهم، يحول دون انتشار الإسلام.

الأئمة الزيديون الذين حكموا اليمن بعد الهادي كانوا في معظمهم من نسله، وعددهم 59 إماما هم الأئمة الحسينيون (من نسل الإمام الحسين) كما بويع خمسة أئمة حسنيين (من نسل الإمام الحسن) آخرين من غير نسله) انتهى النقل.

انقضت دولة الإمامة الزيدية في اليمن عام 1961 للميلاد إثر ذلك انقلاب عسكري ثم جاءت رياح الوهابية محاولة اقتلاعهم من جذورهم وهم يتعرضون وقت كتابة هذه السطور (عام 2005 فما بالك بما يجري الآن) لحملة إبادة تستخدم فيها كافة أنواع الأسلحة وسط صمت وتواطؤ من الجميع وأولهم من يزعمون أن الزيدية هم أقرب فرق الشيعة إليهم ولا أدري أين ذهبت صلات القربى هذه وأزعم أن العبد الفقير هو أحد القلائل الذين مزقوا أستار الصمت المسدلة على حرب الإبادة الموجهة لهم وقد فعلنا هذا من منطلق التضامن الإنساني والأخلاقي مع كل مظلوم بغض النظر عن وجود اتفاق مذهبي أو فكري من عدمه ويكفي عندي أنهم مسلمون مظلومون فمتى يكف المسلمون عن الازدواجية الأخلاقية ويعملوا بنصيحة الإمام علي (كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا)؟؟!!.

أما من ناحية الأحكام الفرعية الفقهية فللزيدية أئمتهم وهم منفتحون في مذاهبهم على على أئمة الفقه في المدارس الأخرى.

الآن ولأسباب تتعلق بصراع النفوذ الدائر في المنطقة من ناحية ونظرا للفشل السعودي في فرض الأنموذج الوهابي على الشعب اليمني حيث كان أهم مراكز نشر الوهابية ليس في اليمن وحده بل في الدنيا بأسرها يقع في دماج في قلب صعدة معقل الحوثيين، قبل أن ينهار كل هذا ويتلاشى ويصبح أثرا بعد عين، قرر الوهابيون شن هذه الحرب الهمجية بل وتعميم الحرب على شيعة المنطقة العربية بأسرها باعتبارهم حوثيون محتملون!!.

لو كان لدى هؤلاء أدنى ذرة من عقل لدرسوا واستوعبوا أسباب فشلهم وانهيار مشروعهم في اليمن، ولكن هيهات هيهات وأنى لهم الذكرى وهم قوم لا يعقلون!!.

عن شفقنا العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/03



كتابة تعليق لموضوع : الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب.. الشيعة الزيدية بين الحقيقة والأساطير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net