صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

شيعة العراق وشيعة إيران، وفرق التعامل مع الأمريكان
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إيران دولة شيعية ولكنها ليست دولة الشيعة، فالفكر الشيعي يحترم الأطار الفكري لكل مجتمع، ويحترم إلتزام الشعوب بتراثها وحضارتها، وبالرغم من كون الشيعة، يمثلون غالبية الشعبين الأيراني والعراقي، يبقى ثمةَ بون شاسع بين ثقافة المجتمعين.
   يعتز شيعة إيران بهويتهم الإيرانية، وقوميتهم ولغتهم الفارسية، كما يعتز شيعة العراق بهويتهم العراقية، وقوميتهم ولغتهم العربية، كذلك يعتز الطرفان بعاداتهما وتقالديهما وأعرافهما، كما يتفاوتان بطريقة تفكيرهما وتعاملهما مع الآخرين.
   نلاحظ هذا التفاوت واضحاً، في التعامل الدبلوماسي، فإيران تحاول قدر الأمكان التقرب من المجتمع الدولي بشكل عام، وأمريكا بشكل خاص، وتحاول حلحلت الأزمة والوضع المتشنج بينهما، بالرغم من أن المجتمع الدولي وأمريكا، يحاولون جهد إمكانهم، إسقاط الحكم في إيران أو تضعيفه على أقل تقدير.
   بالمقابل نلاحظ أن ما يحصل مع العراق، في التعامل الدبلوماسي، مع المجتمع الدولي وأمريكا، هو على العكس مما حصل ويحصل مع إيران، فالمجتمع الدولي وأمريكا، يحاولون التقرب قدر الأمكان من العراقيين، وخصوصاً الشيعة، ولكنهم يجابهون بالرفض، وبعدم الرغبة الواضحة، وخصوصاً من قِبل شيعة العراق، لماذا!؟
   المجتمع الدولي وأمريكا هم من أسقط نظام المقبور صدام، الذي دمر العراق، وذبح العراقيين، وخصوصاً الشيعة، وهم مَنْ رفع سعر النفط إلى أكثر من 120$، بعد أن كان لا يتجاوز 20$ قبل عام 2003، وهم مَن فك الحصار الإقتصادي على العراق، وهم من سعى إلى إعادة العراق لممارسة حياته الطبيعية، بين دول العالم الغربي والعربي، والكلام طويل.
   كان من الأجدر بنا، أن نستغل هذا التعاطف والتقرب الأمريكي لصالحنا، كما يحاول شيعة إيران فعل ذلك، ولكن بعض ساسة شيعة العراق، ضحكوا على شيعة العراق، وأوهموهم بأن أمريكا عدوتهم 100%، ليدخل الشيعة في صراع مع أمريكا، فيتسنى للساسة الأستحواذ على المناصب، وسرقة ثروة الشعب، وبنظرة بسيطة جداً نجد أن هذا التقدير، والموقف السلبي من أمريكا والمجتمع الدولي، ليس منصفاً أبداً، فلو تنازلنا وقلنا أن أمريكا عدوتنا بنسبة 50%، لوجب علينا أن نستغل الـ50% الأخرى، أليس هذا حكم العقل!؟   
بقي شئ...
كفانا أخطاءً، علينا أن نتعامل مع الآخرين بدبلوماسية، ولنا في شيعة إيران أُسوة حسنة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/04



كتابة تعليق لموضوع : شيعة العراق وشيعة إيران، وفرق التعامل مع الأمريكان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net