صفحة الكاتب : عباس الخفاجي

أبو كرار ... لا تدعهم يسرقوا الأنتصار
عباس الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لما دخل المسلمون مكة المكرمة ، كان سعد بن عبادة ، يحمل راية المسلمين وينادي : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تسبى الحرمة ، فلما سمع النبي (ص) ذلك ، نادى علي بن أبي طالب (ع) وطلب منه أخذ الراية من سعد ، فجاء الأمام علي (ع) وأخذ الراية من يد سعد وأخذ ينادي : اليوم يوم المرحمة ، اليوم تصان الحرمة.

هذه الواقعة التي حدثت عند فتح مكة المكرمة وهي تشير الى ما لا يقبل الشك أن الأسلام الحقيقي الذي جاء به محمد بن عبد الله (ص) ، هو أسلام اللاعنف ، أسلام المودة والرحمة .

ولما فتحت تكريت على يد المقاتلين من أبناء الأجهزة الأمنية المختلفة ، والمجاهدين من أبناء الحشد الشعبي الذين لبوا نداء المرجعية الكريمة ، وأبناء عشائر تكريت الشرفاء المخلصين ، كان فرح العراقيين بهذا النصر المؤزر كبيرا ، فهو مقدمة الأنتصارات القادمة في مدن الأنبار وجنوب كركوك وأقضية الموصل العزيزة.

لكن حلاوة النصر ما لبثت أن أنقلبت حسرة ومرارة ونحن نرقب أفعال الزمر الأجرامية السائبة المأجورة تسرق وتنهب وتحرق الممتلكات العامة والخاصة ، دون أي وازع من ضميرهم الميت .

أن هذه الممتلكات محرمة عليكم وعلى غيركم أيها الأراذل ، لأنها تعود لأبناء المحافظة الذين فروا من جحيم داعش وتركوا مساكنهم ومحلاتهم التجارية بما تحويه من أثاث وتجهيزات وممتلكات وأموال ، على أمل العودة اليها وممارسة حياتهم الأعتيادية ، بعد طرد مجرمي داعش وتطهير المحافظة منهم .

ولو كان في ضمير من فعل هذه الفعلة ذرة من غيرة أوحياء ما فعلها ، وهو يقرأ أو يسمع حديث الرسول الأكرم (ص) : كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه .

أن ما جرى في تكريت على يد الزمر الخارجة عن القانون ، ما هي ألا مؤامرة تقف ورائها رؤوس فاشلة فاسدة لا تريد الخير للعراق ، هدفها الأساس أيقاف قاطرة الأنجازات والأنتصارات التي تحققت على يد الدكتور حيدر العبادي وحكومته ، من خلال أثارة النعرات الطائفية ، حتى تصور للعالم أجمع ، أن الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي هم من قاموا بسلب ونهب وحرق بيوت ومحلات تكريت ، بقصد الثأر والأنتقام المذهبي ، وأنهم مجرد لصوص لا محررين ، كما هي أساءة للمرجعية التي أفتت بالجهاد الكفائي ، وطالبت بضرورة التطوع للقتال وتحرير محافظاتنا المحتلة العزيزة ، ولكي تشغل وسائل الأعلام التي باتت تنقل أنتصارات الأبطال لحظة بلحظة ، تشغلها بنقل مثل تلك الأفعال السخيفة والمشينة التي لا يرضاها أنسان عاقل ، وهم يذكرونا من جديد بما حصل بعد يوم 9 نيسان 2003 حين سرقت الوزارات والدوائر الحكومية والمستشفيات و المدارس ، يد هؤلاء الرعاع ، الذين لم ينصاعوا حتى لتوجيهات المرجعية الرشيدة بضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة في المدن التي يتم تحريرها.

على السيد العبادي ، ووزيري الدفاع والداخلية ، والسيد هادي العامري ، العمل بسرعة لأيقاف هذه الأنتهاكات ، والقاء القبض على مرتكبيها ، والتحقيق معهم لمعرفة الجهات التي تقف ورائهم ، فأنهم أضروا كثيرا بسمعة العراق والعراقيين ، والقنوات الفضائية تنقل فضائحهم عند كل ساعة أخبارية.

سيبقى العراق واحدا موحدا وقد أختلطت دماء أبناءه جميعا ، سنة وشيعة ، عربا وأكرادا ، مسلمين وغير مسلمين ، على أرضه الطاهرة ، وهم يقاتلون أقذر تنظيم أرهابي عرفته البشرية ، وسيبقى العراقيون جميعا خلف السيد العبادي وهو يسير بالعراق نحو الجادة الصواب ، وليمت أعداء العراق بغيضهم ، من طائفيين وفاشلين وفاسدين ومزورين وسراق المال العام .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/06



كتابة تعليق لموضوع : أبو كرار ... لا تدعهم يسرقوا الأنتصار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net