صفحة الكاتب : د . حامد العطية

عبد العزيز بن سعود يفضح دوافع حملة ابنه سلمان على اليمنيين
د . حامد العطية

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    اشتكى شكيب أرسلان في كتابه الموسوم لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟ (كتاب الدوحة، نسخة ألكترونية) من اصطفاف بعض العرب مع المحتلين وأثنى على تحليل عبد العزيز بن سعود الوارد في إجابته على سؤال لشيخ من الأزهر، وكما هو مبين في النص التالي من كتابه (ص 44):

[قال ابن سعود في محفل حافل بحجّاج الأقطار، وقد طالبه مصري أزهري بمحاربة الإنكليز والفرنسيس المعتدين على المسلمين ذاكراً عداوتهم لهم:  [ الإنجليز والفرنسيس معذورون إذا عادونا؛ لأنه لا يجمعنا بهم جنس، ولا دين ولا لغة ولا مصلحة، ولكن المصيبة التي لا عذر لأحد فيها أن المسلمين أصبحوا أعداء أنفسهم، وأنا -والله- لا أخاف الأجانب، وإنما أخاف المسلمين، فلو حاربت الإنجليز لما حاربوني إلا بجيش من

المسلمين. ]

    قبل حدوث هذا الحوار بين رجل الدين المصري وابن سعود كان عبد العزيز قد فرغ أو ربما أوشك على الانتهاء من قتال الإمارات الأخرى في نجد والحجاز والاحساء والقطيف وعسير ونجران وجيزان والقضاء عليها في حملة شرسة قتل فيها الألاف من العرب المسلمين واعتدت قواته على دول أخرى في المنطقة منها الكويت والعراق واليمن.

    لم يناشد الشيخ الأزهري الحاكم السعودي قتال الإنكليز والفرنسيين بل طالبه بذلك، على حد تعبير المؤلف، ووصفهم بالمعتدين على المسلمين، فماذا كان جواب ابن سعود: (الإنجليز والفرنسيس معذورون إذا عادونا)، فالعداوة في فكر ابن سعود بين الشعوب أمر طبيعي إذا لم يكونوا من نفس العرق أو على عقيدة واحدة، وهذا الفكر مخالف للتوجيه الرباني في القرآن الكريم الداعي إلى "التعارف " لا  العداوة بين الشعوب، والتماس ابن سعود العذر للدول الاستعمارية التي احتلت دول العرب والمسلمين غير مستغرب فلولا المساعدة السخية التي حصل عليها من الاستعمار البريطاني بطرق مباشرة وغير مباشرة بواسطة شيخ الكويت مبارك قاتل أخويه لما نجح في بسط سيطرته على نجد والحجاز وشمال اليمن.

    اشتكى ابن سعود من تقاتل المسلمين وكأنه داعية سلام واتفاق بين المسلمين والحقيقة هو أن ابن سعود واحد من أكبر صناع الحروب بين المسلمين في التاريخ ولا ينافسه في ذلك في القرون المتأخرة سوى أجداده من آل سعود.

   رفض عبد العزيز بن سعود قتال الدول الاستعمارية المعتدية وهو موقف مناقض لتعاليم الإسلام التي تفرض على المسلمين رد العدوان، وتحجج بأنه لو فعل ذلك لحاربوه بجيش من المسلمين، وهذه حقيقة لا تنكر وابن سعود وقواته الوهابية والهاشميون في الحجاز قدما البرهان على صحتها، إذ كانوا أدوات للحكومة البريطانية في حربها على الدولة العثمانية المسلمة. ففي الحرب العالمية الأولى غزت القوات البريطانية بعض الولايات التابعة للعثمانيين مثل العراق وحرضت وساندت أتباعها في الجزيرة العربية وأبرزهم آل سعود وآل الصباح والهاشميون على قتال العثمانيين والإمارات الموالية لهم في حائل وغيرها.

     يكرر التاريخ نفسه، والأصح هو أن الناس الذين يحملون نفس الفكر يكررون أفعال من سبقوهم، ففي أوائل الثمانينات ساند فهد بن عبد العزيز الطاغية العراقي صدام حسين في حربه على إيران امتثالاً لأوامر أمريكا والغرب، واليوم يكرر سلمان بن عبد العزيز جريرة أبيه وأخيه التي لا تغتفر في امتثاله لأوامر أعداء المسلمين وشنه هو وبقية عملاء الغرب عدواناً صارخاً على اليمنيين. يعادي السعوديون وحلفاؤهم حركة أنصار الله واليمنيين المتضامنين معها لأنهم يرفعون شعار الموت لأمريكا وللكيان المغتصب لفلسطين ومقاومة العدوان الصهيوني والأمريكي ورفض الهيمنة الأجنبية، وهذه أسباب كافية لتعاديهم أمريكا الراعية للنظام السعودي وإمارات الخليج ومصر والأردن والمغرب وكذلك السودان المتوسل رضا أمريكا وعملائها.

   قبل أكثر من نصف قرن قال عبد العزيز بن سعود بأنه لو قاتل الدول الاستعمارية لقاتلته بجيش من المسلمين، واليوم ولأن اليمنيين أعلنوا عداءهم للغرب والصهيونية حشدت أمريكا جيوش أدعياء الإسلام في السعودية وبعض الدول العربية وغير العربية لحرب اليمنيين، وبذلك تكون أفعال الابن سلمان قد صدّقت أقوال الأب عبد العزيز، وكلاهما تابع للمستعمرين وعدو للإسلام النقي.

(للإسلام غايتان عظمتان هما الإحياء والإصلاح ووسيلة كبرى هي التعلم)

5 نيسان 2015م


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حامد العطية
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/06



كتابة تعليق لموضوع : عبد العزيز بن سعود يفضح دوافع حملة ابنه سلمان على اليمنيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net