صفحة الكاتب : اشراف شيراز

لشكه في سلوكها
اشراف شيراز

لمجرد الشك... هو يحشد كل ظنونه... كافة ريبته... دون تحقق أو تبيّن... ليس لديه
نية أن يثبت البراءة ولم تظهر الإدانة جلية... مجرد تكهنات.. افتراءات... توقعات...
إشاعات... ألسن متربصة رمت كرة اللهب وفرت من الميدان تتفرج عن بعد انتشاء
الحرائق... وألسنة النار... دخان ورماد وركام..

"هو" يشن هجومه بطعنة نافذة في الروح... في عقر القلب... في الكبرياء... في
الثقة... في  "الشرف" في عذرية البياض... يفتح شرخا استبيح أرضه بمساحة الفراغ
ليجتاح في المطلق خصوصية وحرية كيان كامل الأهلية الانسانية والبشرية والتكوين...
ربما اعتياداً منه منذ أن نصب نفسه بكم جم من الدهاء وصيا على من لم تكن ناقصة ولم
تمنحه توكيلا صريحا... لكنه استمد شرعية تدخله السافر واستيلائه عليها... من مجتمع
يحمل وهما مشتركا ومنهجا ضعيفا مواده الأساسية التزييف والتشهير والنميمة وسوء
الظن... وبؤس النية...


"هي" من الجانب الآخر... في غمرة الدهشة... في قوة الصدمة... لم تستدع أي  مبرر
لحمايتها... غير عيون تبكي قسوة
جلادها... تعودت على طعم الصمت في حلقها... ذلك الذي يكتب نعيها ويشيع جنازتها...
كل ذلك يرفع مستوى بطشه وحشود غضبه تعسكر في جبهة واحد... إتهام واحد... فلا يمنحها
محاكمة عادلة...


"الشرف"... الكلمات خادعة أحيانا حين تختصر حشرا في زاوية واحدة... حين توضع في غير
محلها... سهوا... أو قصدا... أو خطأ... أو حماقة... أو بتواطؤ الكل عليها... حين
تستغل الكلمة كشماعة يعلق عليها (الرجل)  بعبقرية لا تضاهى... كل نواقصه وآثامه
وعقده وضعفه وكبريائه واستعلائه... ويستقوى بمجتمعٍ أفراده جيِّدون في النحو...
يرفعون "الفاعل" وينصبون الضحية "المفعول بها" و يعدون لها كل فخ.


هنا ترى امرأة تباغتها الذنوب وتصفعها الإشاعات من كل جانب... كأنما صُمم عنقها
للمشانق وأعمدة الساحات. حين صوَّبوا فوهات الإساءات نحو بياضها... أفرغوا جسدها من
روحها... باتت تطلق احتمالات على النرد... على ماذا سيصبح حظها... تتساءل... هل
سيمحى أثرها قبل النهار وتذبح كطير داجن...؟ من أجل هذه  اللحظة سجدت طويلا في صلاة
العتمة... تريد أن تختصر عذابها في ركعة أخيرة... قبل أن تغيب... ترفع يديها نحو
السماء بوجه مشرق كالشمس كفراشة مضيئة... تدعو - رغم أن تكوينها كان موصوفا
بالنقيصة ومحل اعتداء-..: "يا إله الحق... سوف أكون شاكرة لو خلقتني أنثـــــى مرة
أخرى"..


"هو" يؤمن بالتقاليد أكثر من إيمانه بالغيبيات... متصل الجذور بكل بائد ويكفر
بالقوانين وجل بنودها وليس له صلة بحقوق الإنسان لا عن قرب ولا عن بعد. ذلك )الرجل(
الذي يمارس لنفسه فعل التبرير والتضليل على الدوام...  مهما تعثر في الخطأ وتساقط
هشًّا.. رثاًّ في الخطيئة... ليضع نفسه فوق قانوني الأرض والسماء... ويقع في مطب
آخر هو الإساءة للعدالة. وتعمَّد أن تكون المرأة ضحيته الشهيرة... فلا تجد من يكتب
عنها الرثاء... ثم يجترها مرة أولى وثانية ... ولا يتوقف العد.
حين نسطر لأحزان النساء نماذج من صور العنف... والقهر يتدلى عناقيد... حين نسلط
الإنارة قوية على المآسي والمظالم ونتحسس قدرا من اللاعدالة واللاكرامة... تسددها
المرأة كدين مستحق عن عربون وجودها... لا بل تدفع الفاتورة مضاعفة مع الفوائد  كتلك
الرصاصة التي أطلقت عليها لرعاية المجتمع.!!!... يظن البعض أنها حوادث فردية لكن
المؤشرات تشي بأن الرقم مرعب يبسط فضاءه وينتشر كبذور الحب في يوم عاصف... حتى صار
من العسير وضع حد لهكذا ظاهرة لم تجد من يبطل سطوعها إلا في ما ندر في التجمعات
الأكثر تحضرا والتزاما بالقانون والعدالة والقيم الإنسانية... والغريب أنك عندما
تلج هذه المجتمعات البائسة تجد نفسك تبحر في المتناقضات... وبؤر فسادها محشوة
بذائقة الردم... لتبقى بيئة خصبة لغابات من الأمراض النفسية والسلوكية
والأخلاقية... هناك من يرعى وجودها ويتسول لها الستر.


هكذا في عقر أزمة (الرجل) الوجودية في زمن ليس زمنه يطلق زغردة المعاني البطولية في
صيغته المثالية التي لا توجد إلا في مخيلته... جعل من ظلمه للمرأة متنفسا ونفث دخان
وقنابل صوتية... وجعل المرأة ضحية أعياده وأزماته وسقطاته... مجرد مسرحية وتظاهرة
شعارات تمجيد يختصر معاناته فيها وكأنها أُس مصائبه منذ إخراج جده الأول من الجنة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اشراف شيراز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/24



كتابة تعليق لموضوع : لشكه في سلوكها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : ---- ، في 2012/11/05 .

#####






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net