صفحة الكاتب : صالح المحنه

جنّبوا الحَشْدَ الشعبيّ محرقةَ الحنقِ الطائفيّ؟
صالح المحنه
يعلم الجميع ألظروف التي تأسس فيها الحشد الشعبي ...ومن هو رائد الدعوة الى تأسيسه وصاحب الكلمة التي إستجاب لها الشعب العراقي وعلى ضوئها حمل السلاح وخرج مدافعا عن العراق وشعب العراق ومقدساته...وبمعنى أدق أن لافضل لمسؤول حكومي أو سياسي في تأسيسه وفكرة تطوعه ...إنمّا هو شعبٌ هبَّ بكل عفوية ووطنية مستجيبا لفتوى المرجع الديني الأعلى  السيد السيستاني ...وملبياً نداء الوطن ضد شراذم النفاق والجريمة داعش ...ولقد تعرّض هذا الجمع الوطني الأصيل من أول يوم إنطلق فيه إمتثالا لفتوى المرجع الأعلى الى إبتزاز السياسيين والحزبيين أصحاب الشركات الحزبية والتكتلات والتيارات السياسية التي لاترى إلا مصلحة الحزب والكتلة التي ينتمي إليها...فمنذ أن تحرّكت الجموع الشعبية وبدأت حملة التطوّع الى ساحات القتال... تحرّكت معها عربات الأحزاب السياسية رافعة لافتات الولاء المطلق للمرجعية الدينية ! وعارضة خدماتها وخبراتها في خدمة جنود الحشد الشعبي ..وطبعا هذه الخدمة مشروطة بالولاء للحزب أو الكتلة التي ستقدم الخدمات للمتطوعين ...وتفرّقت الجموع حسب الولاء لهذه الجهة أو تلك ! والذين رفضوا العمل تحت مسميات حزبية وتمسّكوا بولائهم للمرجعية الدينية فقط ...تُركوا يعانون من سوء التجهيز وقلة التدريب والتسليح إلا بما بادر به الخيرون والموالون للمرجعية الدينية ... وهذا أول إبتزاز سياسي وإستغلال حزبي للمتطوعين ...لكنّه لم يشكل عائقا كبيرا في طريق المتطوعين فالهدف أخطر من ألتوقف عند هذه الأمور والعدو واحد ويستهدف الجميع ...والحمد لله سارت الأمور على مايرام ودُحر العدو بدماء وتضحيات الأبطال ...ولم يتوقف الأمر عند صدّهم وإبعادهم عن العاصمة بغداد وضواحيها وإنما لاحقهم الأبطال الى عقر حاضناتهم الإجتماعية ...حتى حرّروا محافظة صلاح الدين ومدنها...وكل ذلك مقابل دماء وأرواح طاهرة عرجت الى ربها ...على أعتاب تكريت وقف جنود الحشد الوطني العراقي ليسلّموا المدينة الى أهلها ويعودوا هم الى أهلهم في أقصى الجنوب العراقي او في الوسط ...فماذا كان جزاءهم ؟ صُبت عليهم اللعنات والإتهامات والتنكيل ! من قبل المطرودين والفارين من ديارهم ! وخصوصا من بعض السياسيين الذين يعلمون علم اليقين حجم التضحيات التي قدمها ابناء الحشد لتحرير مدنهم ! ولكنّ الطبع غلب التطبّع ..إنه الحنق الطائفي المقيت ! يطوّق أعناقهم ويضغط على نفوسهم فتتقيئ الغلّ والحقد...الى هذه الساعة الحشد الشعبي متهم بجرائم من قبل الشركاء الساسيين ولم ينفعه إعلان رئيس الوزراء بأنه تابع لأوامر المؤسسة العسكرية الرسمية...! ويُنظر إليه من قبل الطائفيين نظرة غلّ وكأنه جيشٌ مرتزق ! ومع ذلك يحاول السياسيون الشيعة زجّه من جديد في محرقة الأنبار أو الموصل ! وهذه مغامرة خطيرة النتائج ...فإذا كان أهل هاتين المحافظتين لايرغبون بإشتراك أبناء الشيعة في تحرير مدنهم ...فلماذا يصرّ البعض على التبرّع بدماء أبنائنا ؟ إن الواجب الذي دعتهم من أجله المرجعية الدينية قد نُفّذ بحذافيره والحمد لله وكان النصر حليفهم نتمنّى أن يتوقفوا عند هذا الحد ...رحمةً  بأبنائنا وأن لايكونوا حطباً لمحرقة الطائفيين ...وليترك الأمر للدولة والمؤسسة العسكرية  ولأهل هذه المحافظات... إن كانوا جادين في تحرير مدنهم...؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح المحنه
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/10



كتابة تعليق لموضوع : جنّبوا الحَشْدَ الشعبيّ محرقةَ الحنقِ الطائفيّ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net