صفحة الكاتب : موسى غافل الشطري

القــط و تهمة الشحمة
موسى غافل الشطري

 لعلي أكون خَرافياً عندما أتكلم عن مخلوقات ممسوخة  أسعفهم الحظ . ووصلوا إلى مكانة مرموقة ، بما لم يحلم بها القياصرة ، و لا أسعف الحكماء بامتلاكه لكي يوفر لهم  ما يحلمون به لصالح الآخرين . و تبدو الأمور كانها تناقض الحقيقة وتثبت اليقين  با نها ليست إلاّ أحلام خادعة .
حدثت هذه واستمرت تحدث إلى أن يشاء الله ليضع كل شيء في نصابه . ولكن  ذوي النيات المشبوهة يتجهون ليصنعوا من هذه الأرض مزرعة لفطريات سامة أو كرةً يتقاذفها لاعبون  أصحاب خبرة متخصصة .  بيد أننا نتمتى أن لا تمضي الأمور  الى متاهات لضياع كل شيء دون أدنى شك ، لتأخذ طريقها إلى حافة الهاوية التي  تبدو أنها مرسومة لها مع سبق الإصرار .
أنا شخصيا أُعاني من مشكلة أمراض القطط ، مع إني لا أنحاز ضدها وارتكب جريمة محرمة. ولكن .. لأن التلوث لدينا هو الظاهرة الأبرز والكل يتعرض لعواقبه . فهل الناطقون بلغة سليمة ممن مُسخوا وأمسكوا بزمام الأمور ، واهمون حينما يهيمن على عقولهم :  أن يكونوا ليس إلا ممارسي مزرعة تجريب للأمراض و التخريب و تردي القيم في هذه الأرض المبتلاة؟ و مزارعين مبدعين لحقول الفساد و المفسدين ،و قد جنوا ثماراً عظيمة بشكل رائع .
ولذا وجب محاسبة الآخرين على سوء النتائج من حملة التجريب التي مازالت مردوداتها رغم الهدر الكبير في الصرفيات سيئة النتائج . و ما زالوا ماضين يها رغم اخفاقاتهم المتوالية .
 لذا سألجأ الى بدء قصتي ،  لكي أقحمكم بقضاء جزء من المتاعب المضنية  لتجاوز هذا الفراغ الممل . و سأجهد نفسي  بحكاية ربما تستحق أن يرهق احد نفسه بكتابتها .

*   *    *

في وطننا الذي تعرض لغزو الممسوخين ، فعمَّهُ الغزو بدمار على دمار ، و خلف أوراماً خبيثة تشحمت بسببها بطون و انتفخت جيوب و خزائن الممسوخين  . كان وطناً كريماً في خيراته الطبيعية للعديد من زوار المواسم إضافة للعاقّّّين من أهله وساكني أرضه ، و لعل القط  في بلادنا متفق على أنه من( الجنس) . لذا فهو يحسن لغة ( الإنس ) و هو له حق المواطنة دون نقاش .  حظي بمكانة تؤهله أن يمتلك حرية الحركة بلا استئذان، متمتعاً بحصانة تاريخية و توصيات لا يصح تجاوزها ، حاله مثل حال الآلاف ممن يحظون بمكانة مقدسة.  و لذلك له الحق أن يجتاز البيوت بما لم يحظ به الكلب .  فشاء الخراب و  الأقدار المستجدة ، أن يكونا مع مجاميع من  الصغار و الأمهات روّاداً للقمامة .
ربما إن الكلب، وهو أصيل المواطنة ، وهزيل أيضاً كحال غالبية المواطنين ، يخشى  أن يصل إلى ما وصل إليه القط  من جرأة ، تتطلبها مقولة ( البقاء للأقوى) . 
بيد إن القط  يتكيف بما يملك من قدرة و خفة حركة و حصانة، أن يتسلق الجدران ، من بيت إلى بيت . لكن الحال بمرور الوقت تغيرت كثيرا ، بسبب ما أصابه من وهن وسوء منزلة . فالقمامة التي كان يأنف أن يرتادها سايقاً ، لوفرة ما يحصل عليه مما يُطعم في البيوت، بدأت الآن تفتقر لما يسد رمقه . وتسبب ذلك باشتداد المنافسة الدموية بينه و بين الكلب من أجل لقمة تطيل ابقاء من يحصل عليها على قيد الحياة.  في حين ما قبل المعارك الشرقية و الغربية ، كانت الكرامات متوفرة  و كانت البيوت تلقي بفضلاتها ، بما لا يغبن حق أحد الطرفين . بل أحياناً لا يحتاجان لمعظمها . فأغلبها وهي صالحة كغذاء ، يتعففان عنها . و يظل هدفهما ما هو أطيب و غزيرالفائدة ، و غني بالفيتامينات و البروتين الحيواني .
أحياناً لا يحتاج قطُنا المحصن بانتسابه للجنس ، و الذي يفتخر بانتسابه لهذا الوطن بخيراته الوافرة  . وربما أن الحال ظلت تسير من سيء إلى أسوأ. مكث  ينظر إلى الأمور بعين الترقب و عدم الرضا . فقد غزا منافسون جدد لم يحسب لهم حساب ، ولا يتوقع سوء الحال أن يدفع بمثل الصبية إلى نبش القمامة . وهكذا ما عادت الخلافات مع الكلب  هي الحدود القصوى، و التي باتت محنته أن يموت نافقاً ، هي المعضلة المرتقبة . فليس أمام الكلب إلاّ الذهاب الى الخلاء و يبحث عن أي شيء يملأ أمعاءه  من الحشائش إلى الخرق البالية التي تحللت من قدم مكوثها في قمامات ملقاة منذ سني الرخاء المندثرة .
هل سمعتم بكلاب تأكل خرقا و أدغالاً ؟ .. وفي أسوأ الأحوال : ليس أمام الكلب سوى أن يتوسد قمامة الخلاء و يطلق الحياة و يسلم الروح إلى ربها و يقول له :
ـ خذها و خلّصنا أيها الرب لأني لا أضمن لها العيش الكريم الذي أوصيت به .
    و لذا  لو غاب الكلب ، نقص منافسي القط واحداّ ، واتسعت الساحة لكي يلعب بها . ولم يلعب القط بل ورث الجوع الذي عاناه الفقيد . إذ كان من الوارد أن يتقدم رواد القمامة الذين ليس هم بالحسبان بتقديم معلومات من شأنها أن تنغص حياة القط و تفتح عليه باباً غير متوقع . ولكن الحمد لله القمامة  تنمو بحجة  كون كل النفايات تنمو ،  فلماذا هي لا تنمو ما دامت الحروب قد التهمت و مسخت كل شيء؟
لا وجود لما يخشاه قطنا الوطني المقدام ،  بالأخص  بعد  تغيير الأوضاع .  كان القط  يحلم  لو تغيرت .  فأن أحوالاً معاشية كريمة ومصانه بهيبة انتمائه للجنس ستوفر له ، يرعاها  خلفاء الرب الجدد في أرضه ، الذين شُغف الجميع بالتحرق لسماع بياناتهم ، يغيب بيان ليخلفه بيان . و هم يبشرون بها ويتعهدون  بوفرة خيرهم المنتظر  . و بأنه أقرب من الحاجب للعين . و لكن وعودهم حتى هذه اللحظة ( الزور مرق و الهور خواشيق ) .
ما أن عاد قطنا  الأصيل ، مغموماً مهموما من كثرة التحري و العراك  دون العثور على عظم أو فتات خبز ، أو أي شيء معاف . ما أن وصل إلى مأواه متعباً منفوش الفراء .حتى استقبله نجله ، لا ليسأله عن حصيلة نبش القمامة بل ليبلغه : ــ إن ثعلباً أنيق الفراء ،  يبدو عليه حديث العهد  بهذه الديار ، ترافقه مجموعة من أشباهه ظل يلح بالسؤال عنه .
ففكر القط وقال : ــ  لقد أقبلت النعم ...
غير أنه سرعان ما استدرك ليسأل ابنه : ــ  ويلك .. ما وضْع مزاجه؟ ٍ
فقال الإبن : ــ  كدراً. سألني وهو مكفهر الوجه :
ــ هل هذا مأوى قط بن هر؟  استدعه على  الفور .
 و أردف نجله :
فقلت لهٍ : ــ ذهب الوالد على باب الله لنبش القمامة ، علّه يجلب بعض العظام أو فتات خبز إن حالفه الحظ  .ٍ
فقال لي الثعلب ضجراً: ــ عندما يعود بلّغه أنه مطلوب منه أن لا يغادر ماواه حتى الثامنة صباحاً دون أن يتجاوز الوقت ويخرج للحظة ، لكونه مستدعى . أسمعت جيداً ؟
قلت : ــ  سمعت .
          ولكن القط حين أبُلّغ ، حسب ما واجه في حياته هذه من تجارب نحس ، لم يفهم شيئا  ، بل ظل مضطربا و يقلب الإستدعاء يمنة و يسرة .ٍ
 :ــ استدعاء !!! عن أي شيء اُستدعى ؟ آكلين ؟  شاربين ؟  هل عثرت هناك في يوم ما  على خزين أثري  أو معدني ؟ هل اختلست شيئاً؟  هل أنا مشترك بفضائح الفساد ؟ هل أنا من أصحاب المنسوبيات و المحسوبيات ؟  هل أملك غير عضات الكلب وقذفي بحجارة الصغار ؟ٍ
ولم يتم حديثه بوفرة من الأستفسارات ، التي يدرك إنها لا تسعفه بحل . لينقذه من الورطة التي لا يعرف عنها أي شيء. . و أي باعث لهذا المأزق الذي  هو فيه . ٍ
وفي الليل لم يفكر بلعقة لسان لطعام . أو لعقة ماء . وراح يقلب هذا الاستدعاء من كل الوجوه ، فلم يدرك مغزاه . و في أواخر الليل ، و بعد جهد جهيد توصل لما يلي :
     لو أن هذا الاستدعاء كما كان الأمر  يجري سابقا ً، بحيث أن المستدعى يُختطف و يصفو عليه الماء ، حينذاك لاقتادوني  فوراً . لكن.. أن أمهل حتى الصباح ، و أذهب فوراً إلى المسائلة دون رقيب.. فالأمر أخف و أهون بكثير ... و لكن قلبي يقول لي أنهم أطلوا علينا من مفقسات نفس ذلك البيض .
 و تمنى القط :
ـ أن تكون  ألمسألة أخف بكثير مما ذهبت إليه. لماذا نسيء الظن و نظلم الخلق؟ يا لي من نافذ للصبر . من أين يأتي الصبر، و دنياي كلها صفعات و ضربات و عضات ؟ و تلاحقنا سموم السيانيد .  وأنت لا تجد رفيقاً . حتى الصغار اولئك الذين كنت  أقضي ليلي ساهراً، أشخر لهم لكي يناموا على لحن شخيري  لكي يثقل  أجفانهم الكرى ، ذلك الشخيرالذي يشبه مناغاة أُم لصغيرها. لم يسعفني بموقف امتنان. فيا لك من زمن جاحد .
وأطال  بالتفكير  بما هو يستدعي الأسف ،  لذا أغلق الموضوع ،  ليفكر  في  ذهابه غير المربح للقمامة : 
ــ أين غأدًْرتْ عنابر الطعام؟ وأين الجرذان التي ألْحًمت و كادت أن تبلغ حجمي، حين كنت بكامل فتوتي ؟
كان لا يتاتى اصطيادها: إلاّ بجسارة وقوة إرادة . أما الآن ، و بعد أن غدت الأرض قاعا بلقعا ، فقد رحلت تلك الجرذان الشهية ولا يعلم أحد إلى أين إلاّ الله . ربما نفقت أو هاجرت مع من هاجر .

*   *   *
في الصباح وفي وقت مبكر جداً ، حيث لم يخلد القط  إلى النوم، أقعى  ينتظر حلول الموعد بقلق و عدم اطمئنان  و حساب و كتاب، لكي يكون جاهزا حسب الموعد المطلوب .
 إلى أين؟ لا يدري... وعند ذاك توقفت عجلة ـ همر ستيشن ـ  ونودي عليه ، و دُفع الى جوفها  و انطلقت به . وتذكر تلك العجلات المتآكلة التي يحشر بها المستدعى ، حين كان المخلوق ذو قيمة متدنية ، لا يُقدس ديانته و لا معتقده . وتمنى أن يكون استدعاؤه فاتحة خير .
ولكن.. إلى أين ؟ لايدري . لماذا يُدْفع دفعاً ؟ لا يدري . ما هي الأسباب ؟ لا يدري . و هل يتناول لقمة دسمة ؟ 
     و دفعت  به  الأماني أن  يكون مدعواً الى  وليمة  من  اللحوم  الفاخرة . : ـ هل يأكل هناك و عياله يتضورون جوعاً؟؟ لا و الله إذا معل فمي و تقبلته بطني فالعنة عليها، و سأبصق في جوفها .
  هكذا  إن حدث ذلك و تحقق حلمه ، فهو لم يفعل ما يلام من أجله .  وضحك ساخراً  من هذا الإستنتاج .
توقفت العجلة أمام بناء منيف ــ شبه سري ــ   كتبت على واجهته ( هذا من فضل ربي )  و أسفلها ( أهلاً و مرحباً بالمدعوين الكرام ) .
 هبط الثعلب الأنيق الذي لم يتناول معه الحديث طيلة الطريق ، ربما لعلوّ  شانه . كأنه ما كان في يوم ما هو و ابن عمه ( إبن آوى) لصوصاً للدجاج واليوم يستقل عربة (همر ستيشن) . و أشارت زمرته للقط أن يهبط .
كانت هناك مدرجات على مدى ارتقائه إلى الأعلى التي ينبغي أن يعتليها . وقبل دخوله إلى حيث يرغبون أشار أحد السادة باشمئزاز ، أن يحتذي حذءاً احتراما لمنزلة المجتمعين. فاعترض لعدم ملائمة حجم الحذاء الكبير على أطرافه . ولكنه طُلب منه أن ينفذ ولا يناقش . فأذعن رغم معاناته من ثقل الأحذية و ما أضفت عليه من منظر مزرٍ . كان المكان شبه سرّي ، مدجج بالرقابة.
     إرتقى نحو الباب الأبنوسي وأُشير إليه  بصمت أن يحث خطاه إلى حيث الجلسة ، ألتي احتدمت بالنقاش و السباب  . و تبين للقط  بخيبة أمل ، إن ما يحدث كان عبارة عن عراك حول توزيع الحصص و المغنانم .
وصل أخيراً إلى مدرج اعتلاه وإصبح الثعلب يشير إليه  ، ليقف إلى جانب رئيس الجلسة وامام الجالسين الذين تطلعوا نحوه بنظرات مبهمة . حيّاهم ولم يجب أحد .
كُتبت لوحة تعريف باسم رئيس الجلسة أمامه مباشرة : ( علي بابا) . و الذي على يمينه كُتب ( أبو حزامين )  . وعلى شماله ( أبو نا زانم) . و كانوا يكتسون بأجود أنواع فراء الثعالب  .
أدرك القط : إنها بداية لا تبشر بفأل حسن.. و سرعان ما التقطت عيناه صورة متكاملة للجلسة. بدت تتخللها مخلوقات  ممسوخة و غيرها هادئة الطبع منصتة كأنها لا تمتلك واجباً سوى الإنصات .. رغم  الضوضاء و الضجيج  . فعلى جهة أقصى الشما ل  تجلس الثعالب  . ثم في اليمين الذئاب الغاضبة لكون ما مخصص لها لا يناسب استحقاقها . وفي الوسط  القطط السمان . وكانت هناك القردة مقعية تنصت لهذا الجدل الحاد ، وقد التزمت الموقف الذي يطابق المثل القائل ( الذي يأخذ امّي يصير عمي ) . و في المقدمة تربعت الديناصورات . من أين جيء بها ؟؟؟؟

       المذهل .. كل تلك  التي تجلببت بالجلود قريبة الشبه بالزيتوني  ــ كفانا الله و إيّاكم شرأيام الزيتوني ، ونتمنى من الله أن هذا الضجيج وسلاطة اللسان لا يفسح مجالاً لتفريخ  فراخاً زيتونية أو فراخ عفاريت ــ و ربما تفاؤلاً أو إبراز العضلات للتهديد إذا لم تحسم الأمور . وكان يبدو هذا الموقف هو جانب من التزام التريث إلى أن تصفو الصافية .
كان هذا التنوع يدلل على  نمط من العدالة . أو جرّاء الدعم لمجموعات لاتبدو ضعيفة تجاه مناهضيها . و يجدر  أن نلفت النظر إلى هذه التشكيلة ذات الذوق لمجموعات تتصدرها هذه المجاميع القادمة من منافيها الإختيارية و الإحترازية. في مقصورات اشبه بالأقفاص ، لكي يسهل فتح مصاريعها على الأرض الأم و لكي يتشمموا رائحة ترابها و دون أن توضع الآذان  على أديمها و تثار  الدهشة لسماع انينها . وهي مجموعات لم تمسسها النار التي اكتوت بها الأرض الأم ، لا من قريب ولا من بعيد ، بل كانت ملامح الرخاء  واضحة على مظهر هذه الجميع .  ولكن ما قاموا به  قبل هذا اليوم كان من باب التمهيدات ، لإستكمال  الاستحواذ على الدور المهيمن .
بدت الجلسة محتدمة كما لو كان عرضاً مسرحياً . الكل لا يبدو لديه  نِيّة  للتنازل عن قنطار من حصصه . و كان في واقع الحال ما يدور في الداخل ــ لكي نكون  منصفين أكثر  ــ  صراعا متحضرا غير دموي ، إتّسم باتباع القيم الديقراطية كوسيلة تتسم بالطابع المتحضر لتطبيق المحاصصة  . و نعود لننتبه لما  تساءل عنه القط مع نفسه :
ــ  ماذا كان يأكل هؤلاء  ؟
أن أبهر ما يشاهده ، هو إمتلاكهم الفراء الفاخرة والخدود المنتفخة  والأجسام البهلوانية . وقد تزيّن منهم من تزيّن بلحى تسترسل على صدورهم بيضاء براقة . و الأخرى كالكحل .
من أين جاءت  اللحى لهذه المخلوقات ؟ وهناك أناث صوَّاتات . وفي كل الأحوال جاء سؤال زوجة قط  من القطط  السمان من عائلة قططية أرستقراطية تنتسب لبلد متحضر . و تبدو من  استفسارها أنها جاهلة بدقائق الأمور ، و لم  يزودها  الزوج  بمعلومات دقيقة عن بلده سوى الإطناب بالماضي العريق  لتاريخ وطنه ، فاستفسرت :
 ــ هل هؤلاء هم الذين نشأت الحضارات الرائدة لديهم ، و بدأت الخليقة على أرضهم ؟
قال القط السمين القادم من الخارج  : ــ إنه قط محلي كان من التنابلة المتسكعين ، له ابن  خالة مهاجر عمل له فيزة و اوجد له عملاً ولكنه فضّل البقاء هنا .  للأسف أنه ينتمي لسلالة اجدادنا العظام غير الهجينة .إنه يميل إلى التشابه مع هيكل مومياء من هياكلهم ؟
 قال قط آخر: ــ على ما تسعفني ذاكرتي كنا  هنا ، في يوم ما ، في بحبوحة و حصانة . وكان جيراننا لا يقر لهم قرار إلاّ أن يوفروا  لنأ كل ما لذ وطاب . وكانت أفراخ الدجاج سلوتنا عندما نريد أن نشاكس و نضحك . أين هو الدجاج المحلي الان ؟ أين الأوز ؟ أين البرهان؟ أين الديك الرومي ؟
    كانت ذكريات أيام زمان تتوالى من بعد مشاهدة القط المحلي المنكود  الذي أصر أن لا يفارق وطنه .. في الدنيا عقول تحسب التوقعات بالمقلوب .
فعلّق آخر: ــ إن رداءة حاله .. ظاهرة محرجة لكرامتنا . إنه بصراحة ما كان يستوجب أن لا نسمح لمراسل من الفضائيات العالمية أن يبعث بمنظره هذا . إنه منظر منفر .  نفاية .. كنا نتوقع أن أبناء الوطن يطلون عبر الفضائيات بحشمة مشرّفة . شيء مؤسف . أين رحل ذلك الوطن الجميل؟ هل ابتلعه ديناصور ؟ أليس من الأفضل أن ترحل هذه المخلوقات المنفرة إلى جحيم ؟
*  *  *
بوغت المجتمعون بطرقات ( علي بابا ) رئيس جلسة مؤسسة ( التحقق وكشف الأحوال) لأيقاف ما اعتاد سماعه من عراك على ما يجنون و يحوشون من حصص و مغانم .
مشط الرئيس (علي بابا) لحيته و فراءه الذهبي  . واتكأ على كرسيه الأبنوسي . وكانت هناك مسحة ابتسامة على وجهه  ، هدّأَت خافق قط  القمامة  :
ــ  أيها القط ...
     نادى رئيس الجلسة بديقراطية في منتهى الشفافية .، و هو دائب على تصفح أوراقه و يتنحنح.، ثم يلتفت ليتداول الحديث الخافت مع مساعده ( أبو حزامين) : ــ  مالذي نبدأه معه ؟
قاطعه القط على وجه السرعة: ــ  نعم يا سيدي معالي السيد رئيس الجلسة. حفظك الله  ورعاك. 
قال علي بابا : ــ  قل أطال الله عمرك  ولا تقل حفظك الله و رعاك . فذلك زمن ولّى . و الآن .. أتعرف الاتهام الموجه إليك ؟
قال القط  في سرّه ، وهو بحيرة واضحة : يبدو أن الإمور سوداء مظلمة . ثم أعلن :
ــ أُقسم بشرفكم جميعا و بلحاكم الطاهرة ، أنني لا اعلم شيئاً عن أية تهمة .  فأنا ياسيدي كما تراني  : ما دمت لا أملك سوى جلدي المنفوش هذا ــ ودار دورة كاملة ــ أنرى يا سيدي ؟ . وأحمد الله لكونه لا يباع ولا يشترى، فالمثل يقول (حرامي لا تصير ، من السلطان لا تخاف ). لا ماكل ولا شارب . لا أنا و لا عائلتي . منذ ليلة ما قبل البارحة  . والله  شاهد على ما أقول يا سيدي و بطوننا ساحات شاغرة .                                                                                                                                                  قال علي بابا : ــ ها..............   إذن هنا الحكاية .  ماذاأكلــتـُ.............................م ؟!
: ــ  خراء . . وما حيلة المضطر إلاّ ركوبها .
قال رئيس الجلسة و هو يبدو هازئاً :
ــ  كلا .. ليست الحكاية  حكاية خراء . التهمة أنك أُُودِعَتْ في حوزتك  وديعة ، وبدلاً من الحفاظ عليها و إعادتها إلى أصحابها .... إزدردتها .
ثم بعد أن تأنى ( علي بابا ) قال :
ــ سيد قط...إن الخالق سبحانه و تعالى منَّ عليكم بالمساءلة ، إذا تجاوزتم على مال الغير . أي المال الذي يُسلب من بيت المال ، أو مِن الذي انتشلته بيدك أو الذي تودعه بموجب أرقام سرية . أو ثمناً لإنهاء عملية اختطاف. الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي . و أنت تعرف  إن الذين يكنزون الذهب و الفضة تنتف لحاهم . ثم.. ماذا  يحدث لهم بعدها يا سيد قطيط .............. ؟؟؟ رأساً إلى جهنم .هناك يحتجز مع ذوي المال الحرام و ... لا داعي لأقولها ... فالمسألة لا تحتاج إلى توضيح .
 واصل معالي علي بابا و هو يضحك طارقاً بمطرقته ، موجهاً كلامه للجميع : 
ــ أرجو الإنتباه لذلك : هو ابن هذه الأرض المباركة ، أرض الأنبياء و الأوصياء و حمورابي . .... ولكنه تخلى عن تقاليدهم كلها دفعة واحدة .
قال القط : ــ لا وحق الأنبياء و الأوصياء ياسيدي، لا أعرف حمورابي و لا يعرفني . هل هو من الرفاق الثعالب ؟ هل قدّم شكوى ضدي ؟ أين يسكن؟ أهو الذي استدعاني عن مصير الوديعة ؟ وماهي ؟
قال  رئيس الجلسة:
ــ أين تعثر عليه ؟؟  إنه هناك في الخارج . رحّلوه  مع من رحّلوه و أسكنوه في متحف العظماء هرباً من هذه الخِلق. ولا علاقة له بموضوعك . الوديعة هي من الحصص التموينية . .  فهمت؟
قال القط:
 ــ مرة أُخري؟!  مالى  و  للحصص التوينية ؟
قال رئيس الجلسة : أرايت ؟ تدخل في جحر فتقع في بئر. هرب رجل القوانين و تريد أن تلحق به إلى المتحف . مات ولم يخلص من هذه الوجوه الكالحة .
قال القط :
ــ  مالي وله ؟ هل أنا من لصوص الآثار ؟  من هجره للمتحف ؟ أنا  ؟... أم هو هاجر وترك وطنه في هذه الحالة المزريه  لكي تأتوا أنتم و تغيرونه من حال إلى حال . أو ربما راح هناك لكي يتناول وجبات سمك الكافيار   ويترك أبناء وطنه الذين يرثى لحالهم وديعة بأيدي نضيفة مثل أيديكم . و لكنه كما يبدو تحالف معكم لكي  يتقدم بشكواه ضدنا ، بدلاً من الوقوف بجانبنا .
قال رئيس الجلسة : ــ  ليس من أجل  الكافيار بل حملوه وتعاليمه إلى هناك لكون تعاليمه اللبنة الأولى لتعاليم العالم .
قال القط و أساه يتفجر :
ــ تركوا العراق في حيص بيص ، و النفط ينادون به ( ياجوعان  جاي) . في كل الأحوال ما هي مهمتكم معي يا سيدي ؟
: ــ مساءلتك عن مصير الشحمة المودعة لديك والتي ازدردتها.
فقال القط : ــ  أنا !!! 
قال علي  بابا : ــ ها... من ؟
 قال القط : ــ  أنتم تاكلون و نحن نضرس . ثم  تتركون عزيز قومكم أسير المتاحف العالمية و تسائلوني عن الشحمة ، التي ما عرفتها و لا شممتها ولا عرفها حتى أجدادي أيام أن كان مشرِّع قوانينكم حياً يرزق .
قال رئيس الجلسة مبتسماً : ــ  حمرابي ... كان الأجدى بك أن تعرف منه تاريخ بلدك اتعرف عدد قوانينه؟
قال القط : ــ  معرفتها تخصكم ، أما أنا فكلا .. فقط أعرف أنه انصف معكم أنتم المنعمين بكرم أكياس الدولار و الكافيار يا ذوي الفراء الثمينة وأودع قوانينه في رقابكم  و  تركني في نزاع مع الجوع .
ــ إسمع .. لا تشط عن موضوعنا . فمن أحكامه : الذي يشرب من ماء الأنهار المقدسة ، أيام عنفوانها و نقصانها ، كان يفترض به أن يكون أميناً على ودائع الناس . ثم عليه أن لا يهبط إلى مستوى نبش القمامة . فمثل هذا لا يليق بتعاليمه و لا بشرف و إنفة ابن هذا الوطن . وبما أن صاحب الشحمة التي  تقتضي اللياقة أن لا نكشف اسمه، قد يكون فقد معها ما لم يضع القانون يده عليها .  لذا.. ينبغي تحميلك مسؤولية إعادتها  إلى المجلس الموقر .
هزّ القط ذيله متفاجئاً و ضحك .
قال الرئيس: ــ ضحكت؟؟؟
قال القط : ــ من يسمعكم لا يتصوركم هذا الخليط بعضكم لا يشبه بعض . بل بشر من ذوي الإحساس و الشعور بالمسؤولية . ورغبات دنيوية وآخروية . ولاقتنع بأن مهمتكم أكبر بكثير من معضلة الشحمة الملعونة .
عقّب علي بابا : ــ  نحمد الله على ان قططنا تمتلك الوعي الوطني و لم  تغادره و تفقد أصالتها و تراثها  . تدرك أننا  رغم بنيتنا الفسلجية قد مسخت، من بشر إلى ما نحن عليه .  ولكننا نمتلك جميع سجايا البشر و هذا يدلل على وعينا بالمعضلات التي يواجهها الوطن . فالقط الذي لم يهاجر  بل يرتبط مثل ارتباط الجنين بحبل المشيمة . كذلك يرتبط بقمامة وطنه التي لم تشهد قنينة كحول واحدة  تسيء إلى سمعتها . ولكنك مع شديد الأسف كان عليك أن لا تفرط  و تضيعها بازدراد الشحمة .
       لذا راودت القط الرغبة أن يعبث بقصد الممازحة  الساخرة مع السيد علي بابا
فقال: ــ   إذن  يا معالي الثعلب الكبير.... لماذا ارتضيتم أن تنمسخوا بهذه الحال المقززة؟؟؟؟
ـ لم ننمسخ بل رؤياكم هي التي مسخت.
ـ لكي أكون صادقاً معك يا صاحب المعالي أتسمح لي بممارسة الديمقراطية ؟
قال : ــ نعم......... لك ذلك . لماذا لا ؟...
قال القط : ــ  إذن أطلب منك أن تقسم بشرفك وبشرف الديقراطية، التي هي صاحبة اليد الطولى أن تقيّد أية محاولة لمقاطعتي .
هزّ رئيس الجلسة رأسه موافقاً : ــ بالطبع .. بالطبع  : أُقسم لك بشرفي .. وأُقسم لك أيضاً بشرف الديمقراطية ، بل وبمحتوى الديمقراطية و نزاهتها .
 لماذا استدعيناك إذن؟ الاستدعاء من صفات الديقراطية بدون قيود ولا (كلبجة) . فنحن نؤمن بديقراطية الأكثرية كما نؤمن بديقراطية  الأقلية ..بل ديمقراطية الكل حسب احتياجهم منها..إنظر إلى إخوانك القطط السمان إنظر لهؤلاء .. كم هم مشحومون متوردون، منفوخون من الديقراطية . أي باستطاعتك أن  تتكلم دون  خوف . من  حق ابن هذا الوطن  أن  يأكل كما من حقه أن  لا يأكل .
قال القط : ــ آ............... هنا تسكب العبرات . كم هو جميل أن تضمن لنا أحقية الأكل أو الموت جوعاً. ألآن باتت أرداف الديقراطية واضحة لكل عـين  ...  أنت تعرف يا سيدي و السادة الأجلاء السائرون على هدى مبادئ حمورابي .أيها المجموعات التي تمثل أقصى ما نطمح إليه من الشمال إلى اليمين . من مبادئ الاختلاف ، من الملتحين إلى الذين حُلقت شواربهم. أيها المتحاصون من ثعلبكم إلى قردكم . تدركون أنه لا توجد شحمة في القمامة لسبب بسيط جداً: هو لكثرة روادها الباحثين عن شيء يحشرونه في أمعائهم .  لا شحمة ولا عظم  ولا هم يحزنون . بل خرق وحُفّاظات  فضلات الصغار و الجائع يأكل أي شيء لكي لا ينفق .
قال رئيس الجلسة بجزع : ــ كفاك من إعادة للكلام عن القذارات يا أخي .أنت من أبناء الأجداد العظام ويجب عليك أن لا تهبط بمثلك إلى هذا الدرك . أنت يا أخي تعرض مشاعرنا للانتكاس .
هزّ القط ذيله بهزء و قال : ــ  يقولون له نريد خبزاً .. يقول لماذا لا تأكلون  الكيك؟ أنا أقول  : لك لم يعد لإبن الوطن من أي صنف هنا أكثر من نعمة الجوع . القمامة هي أُمنا و أبونا و مصدر حياتنا و أكثر من غيرها كرماً و أحساساً بمعاناتنا . و إحساساً بواقعنا المزري وكفى .
    بذرة  تؤكل  لم  تتركوها  لا للزرزور  و لا  لأبي الزّعر و لا لزيط اللّيط (1) فهاجر الجميع  أو نفق . هل أصحاب الوطن بلا معدة ولا روح ولا حق ؟ توزيعكم للحصص: واحد بحمار وأربعين ببغل .
أنا فقط أُريد أن أقول لك : نحن القطط و الكلاب في هذا البلد ــ وإن كنا متخاصمين ــ أغنياء  و متخمين جداً بنعمة داء الأكياس المائية . و ديدان الكبد .. وداء القطط  الذي استوردتموه معكم ، هدية لنا  مشكورين . فلا نحن من أصحاب الملياديرات و أمراضها ولا المليونيرات.ولا الماربجوانا ولا آكلي أسماك الكافيار ، بحثاً عن محفزات جنسية .  ولم نصنع من أوراق البنكنوت أكياساً للكرزات. كنا نتطلّع سابقاً لما تبشر به  وعودكم  . و ما يصدر من أمال عراض يطلقها بيان من بياناتكم، التي تدَجنتْ الآن ،  يعلن عن الخير الوافر .   و كانت وعودكم أبرز المنشطات  لغدد اللعاب في رأس القائمة ،  إلى أن ترسو الوعود عند سمك ( دودة الزعيم) . و دودة الزعيم ايضا نفقت .  هل حلّ محله القرش؟ا هل القرش أو الديناصور على الأبواب ؟   الله هو وحده الذي يجيب .
فهتف الجميع : ــ إعدموه .. إعدموه ؟
 قاطعهم القط  : ــ ذات يوم ابتاع ثلاثة أصحاب بلحاً . و كان أحدهم أعمى . ظل الأعمى يأكل واحدة واحدة و الجميع صامتون . ظن الأعمى أنهما يأكلان اثنين اثنين ففعل ذلك والإثنان صامتان. ظل يأكل تلاث ، ثلاث ، و الإثنان صامتان. ظل يأكل اربع أربع و الإثنان صامتان . وعندما لم يقل له أحد ماذا تفعل ؟ ظنهم ينهبون ما تبقى ، جمع التمر من أمامهم وقال: ــ قولوا فرهود؟
صاح الجميع : ــ إعدموه  القصد واضح.. لماذا لا تعدموه؟
قال القط  للرئيس علي بابا ، بعد أن تريث ليسمع  زبدة هذا الضجيج. ،على أنهم يصنعون شيئاً للآخرين و ليس لزيادة أسهمهم . و أن هناك شيئأً ذي بال يؤدّى للآخرين: ــ  دعهم يتشفون ويشبعون رغبتهم السلطوية للانتقام كمن سبقوهم . ولكن ليسمعوا:ــ هل عتقت الحكاية؟ عندما كانوا هناك عبر البحار يبحثون عنكم من أجل نزع فرائكم وبيعها ؟
 كل الحياة التي عشتها وعاشها آبائي و أهلي  نكدة . فيها غُلْبة . حياة دائماً.. إذا أراد أمثال هذه المجاميع الذين هم أنتم بما فيكم (عليِّكم ) و( أبو حزامينكم ) و(ناازانمكم ) ، سواء رضيتم أم لا،  فإنها تبدو شرسة و ليست رؤوفة و لا رحيمة . عليها أن تعجل بقرار الإعدام ، لأن من سبقها  هو هكذا . وما دام الحكم هو كما كان يجري .. فلماذا لا يسلكوه؟ . و لكني أفيدكم بحقيقة : إن عائلتي لا تمتلك لكم ثمن أتعابكم في طريقة قتلي . وما دام الحكم هو كما كان يجري .. فلماذا لا تسلكوه؟  ، وأن يبدأ الأمر كذلك عبر سحقي حتى العظم ؟  لم يأت واحد و يعطي مغلوبا حقه. أغلب الذين أتوا هم بالمطلق ليس أهلاً لها و يتراجعون عن وعودهم عشرات الخطوات. ولذلك   من الحيف أن أحيا حياة كل وظيفتها يافطة للشعارات و من ثم أكون سنداناً للمطرقة .
الكل يثري . والكل يبحث عن صنفه ليشاركه في النهب . الكل يطرق على رؤوسنا . من الذي يطرق بهدوء؟  لا تكاد أن تجده . الكل  يريد أن  يقضي حاجته  بمطرقته  الثقيلة شديدة الوطأة على رأسك . وهذه هي المحصلة النهائية حتى اليوم .
أما بعد اليوم .. لا أدري إذا كان الوضع يتحسن .  لكن حتى الآن فقط نسمع و عود ثعالب و ذئاب . وأصحاب مطارق .  ولكن مهما كان حقيقيا فإنه بعيد للغاية ، حتى ترسو أمورنا إلى برّ الاستقرار . و قد لا يحدث هذا  اطلاقاً ، و نفاجأ بإعصار يقلع حتى هذا البناء المنيف .
إنها للأسف نظرة قد تكون تشـــاؤمية، ولكني لا أحتمل وقتاً من المعاناة أكثر من هذا. ولذا .. لا يفوتني أن أقول  : إن سارقي كل الشحم ، بما فيها الشحمة التي اتهمتموني بابتلاعها هي في كروش هؤلاء  و ليس ببطني السقيمة . 
ردّ عليه رئيس الجلسة بغيظ   : ــ هذه دعاية رخيصة .
قال القط : ــ   سمّها  ما  شئت  لكننا نُسمي  الأشياء بأسمائها . إن التحصيل الحاصل .. هي مسالة فرهود .
قال رئيس الجلسة و هو يرفع ذراعيه وكفّيه مفتوحتين :                            ــ  آ.................  إلى هنا وكفى . .  إلى هنا وكفى... فلقد تحولت أنت الى حاكم يوجه التُهًمْ ونحن المتهمون . لذا .. يجري التحفظ عليك و ترفع الجلسة الى حين اتخاذ ألقرار المناسب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 (1)      زيط الليط                  طيرصغير كثير الحركة سريعها


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


موسى غافل الشطري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/26



كتابة تعليق لموضوع : القــط و تهمة الشحمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net