صفحة الكاتب : مفيد السعيدي

قادمون يا بغداد بحصان طروادة!
مفيد السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تستخدم الخدع في الحروب، عندما يكون الخصم قوي، للإطاحة به، كما يستخدم في الحرب الشائعات أيضا، ويستخدم الاثنين معا كسلاح، ربما صداها أقوى من صوت الرصاص، وتطلق  متى ما توفرت الفرصة، والظروف الملائمة لتنفيذها، وهذا ما فعل، في أسطورة حصان طروادة، وقصتها الشهيرة.
قبل أكثر عام، رفعت شعارات في ساحات الذل والإرهاب "قادمون يا بغداد"، واستمرت تلك الهتافات، حتى تبلورت وأصبحت، رائحة الطائفية النتنة، تزكم أنوف الشرفاء من أبناء البلد.
"تروي الأسطورة أن حصار الإغريق لطروادة دام عشر سنوات، فابتدع الإغريق حيلة جديدة، حصاناً خشبياً ضخماً أجوفا بناه إبيوس وملئ بالمحاربين الإغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام. وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان فأمر الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.
احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد".
بعد أكثر من سنة، تحققت شعارات قادمون يا بغداد، لكن بطريقة تداعب المشاعر الإنسانية، كنازحين تاركين أموالهم وبيوتهم، ليلجئوا الى بغداد السلام، بغداد الكاظمين عليهما السلام.
هذه الأيام، يدخل بغداد آلاف النازحين، بعد مضي أشهر عديدة من استيلاء عصابات "داعش" على ثلث الأراضي العراقية، في منتصف العام الماضي، حيث نزح جراء ذلك اغلب العوائل من الموصل وصلاح الدين، وبعض المدن، لكن أولائك النازحين من الوان قد  استهدفت مسبقا وبعض الأقليات، وأبقيت العوائل الموالية لهم دون المساس بهم.
دخول النازحين لبغداد، تحت مظلة النزوح، هنا غموض بالأمر وأسئلة تدور بالخاطر، أين كانوا وقت دخول "داعش" في حزيران؟ كما نزحت العوائل في المحافظات الأخرى لمناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، لماذا بهذا الوقت والتوقيت، وبهذه الكثافة؟ جاء توقيتهم في شهر رجب، الذي فيه من اكبر المناسبات الدينية لدى الشيعة، فهل هذه المناسبة ستكون ساعة الصفر؟، فهناك مخاوف أن العوائل النازحة هم حصان طروادة!
على الحكومة أن تأخذ، أقصى درجات الحيطة والحذر، من تفاعل الخلايا النائمة، من البعثيين، ومنافقين خلق الذي هم في قلب بغداد، بالتعاون مع دواعش السياسة، و حصان طروادة لتنفيذ شعاراتهم السابقة "قادمون يا بغداد". 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مفيد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/23



كتابة تعليق لموضوع : قادمون يا بغداد بحصان طروادة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net