صفحة الكاتب : مهدي المولى

العراقي لا يصلح للحروب
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لو قرأنا كل تاريخ العراق العراقيين بدقة لا تضح لنا بشكل واضح وجلي انهم لا يصلحون للحروب   ولا العدوان انهم اهل عقل وسلام   فانهم لا يبدعون في الحروب بل انهم عرفوا بين الناس  لا خبرة ولا معرفة لهم بالحروب لان الحروب من طبيعة الحيوان المتوحش وليس من طبيعة الانسان المتحضر لهذا فانهم يبدعون في السلام  فهنا تتحرر عقولهم ويبدعون فانهم مصدر ومنشأ  الافكار الجديدة والحركات الفكرية والسياسية  ومنهم انطلقت دعوات التجديد والتغيير والاصلاح    وشعل التنوير والتحرر لهذا اطلق عليهم عبارة اهل فتن وشغب اهل شقاق ونفاق   فكان الطاغية معاوية ومن معه لا يخشون الا العراقيين ولا يعيرون اهميه الا لهم فعندما فكر في تعيين وتنصيب ابنه المجرم يزيد خليفة من بعده فكان مترددا خوفا من غضب المسلمين فذهب اليه الانتهازي المعروف والملفق المشهور المغيرة بن شعبة وقال له  لا تخف الا من العراقيين انا اقمع واذبح اهل الكوفة وزياد يقمع ويذبح اهل البصرة وهكذا نشل اي حركة مضادة لهم وندفن اي صوت صادق  اما بقية الامصار لا رأي لها ولا موقف  وفعلا تجرأ الطاغية معاوية ونفذ امره   لهذا نرى القوى الغازية من خارج العراق من الاعراب سواء اعراب  الصحراء اعراب الجبل هدفهم اشعال نيران الحروب بكل انواعها  لا شغال العراقيين  في امور جانبية هامشية تحول بينهم وبين نموعقولهم ووعيهم 

وهذا هو سبب تكالب القوى الظلامية والوحشية على العراق  من اجل تدمير العقل العراقي واخماد اي نقطة ضوء تشع في العراق فانطلاقة العراق ونهوضه انطلاقة المنطقة ونهوضها  وانكسار العراق انكسار المنطقة وتخلفها

فالعراقي بشكل عام انساني النزعة  وهذه النزعة اعطته طبيعة الرحمة والحب للاخرين حتى لو كان  عدوه  واحترام العقل والتوجه الى العلم والعمل

لهذا فان العراق تعرض لهجمات ظلامية واسعة عديدة من قبل اعراب الجبل  واعراب الصحرا ء  في مراحل تاريخه المختلفة وحتى عصرنا كان هدفهم جميعا  هو اعادة العراقي الى مرحلة الحيوان ولكن العراقي بشكل عام لم يستسلم  لهذا الامر

فكلما حاول العراق النهوض والتطور والتوجه الى العلم والعمل الى البناء تبدأ عليه هجمة ظلامية متوحشة من جهات عديدة فتعيق حركته وتشلها وبالتالي تمنعه من اي حركة  فاي نظرة موضوعية للتاريخ لاتضح لك ذلك بصورة واضحة ولنأخذ حالتين حالة ثورة تموز عام 1958 وحالة يوم الحرية والتحرير 2003

فالشعب العراقي بعد ثورة 14 تموز عام 1958 بدا في لم شمله والتوجه لبناء نفسه ووطنه فهبت عليه عاصفة صفراء جمعت كل اعدائه من قومجين ووهابين وكل اهل الجاهلية العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود  وتمكنوا من وقف حركة الشعب العراقي واخماد شعلته في يوم اسود يوم 8 شباط 1963  واستطاعوا ان يدخلوا العراق  والعراقيين في فترة مظلمة متوحشة حتى 8- 4- 2003 في هذا اليوم تبدد الظلام  وقبر الظالمين واشرقت شمس الحرية على العراق والعراقيين وتحررت عقول العراقيين

فشعر اعداء العراق  بالخطر فلابد من القضاء على هذا الخطر  اي القضاء على العراق الجديد اي على العملية السياسية السلمية اي على الديمقراطية والتعددية التي اختارها فهذه امور ليست من عاداتنا وتقاليدنا انها من عادات الغرب الكافر لهذا فالعراقيون كافرون وما جزاء الكافر

طبعا ذبحه واسر زوجته واغتصابها وبيعها ونهب امواله فاصدروا الفتاوى التي تجيز ذلك وقالوا من يريد دخول الجنة واللقاء بالرسول معاوية والرب ابوسفيان يذهب الى العراق فباب الجنة في العراق ولا يفتح الا بذبح عشرة عراقيين واغتصاب عشر عراقيات وتفجير عشرة مساجد منازل اضرحة

  وهرولت الكلاب الوهابية  من كل شارع وساحة ومدينة  متوجهة الى العراق حيث استقبلوا من قبل الكلاب الصدامية بعد ان اعتنقوا الدين الوهابي قيل ان صدام امرهم  واوصاهم اذا قبر فربهم ال سعود حيث اسرعوا ونفذوا الوصية

ومنذ ذلك الوقت وهم يذبحون ويغتصبون ويفجرون ويدمرون

ومع ذلك فالعراقيون ردهم لا يزال عقلاني حضاري متمسكون بالقيم والمبادئ الانسانية

لا يبدءون في قتال لا يجهزون على جريح لا يتبعون هارب

رغم  الهجمة الظلامية الكبيرة والواسعة  على العراق والعراقيين التي جمعت كل الحاقدين والمجرمين وكل حقدهم وكل اجرامهم في كل التاريخ الا اني على يقين بنصر العراقيين وتبديد ظلام الظالمين وازالة حقد الحاقدين 

لاول مرة يتوحد العراقيون جميعا  حول قوة واحدة هي قوة الحشد الشعبي وتحت زعامة واحدة  هي المرجعية الدينية العليا  بزعامة الامام السيستاني وتوجهوا جميعا للدفاع عن القيم الانسانية السامية عن الحياة الحرة الكريمة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/24



كتابة تعليق لموضوع : العراقي لا يصلح للحروب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net