صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

أحزاب في غرفة الإنعاش
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد 2003 بدأت الأحزاب بمختلف طوائفها وانتماءاتها تسعى لتثبيت موطىء قدم في السلطة, وعلى هذا الأساس من المفترض أن ينتقل العراق من فكر وسياسية الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية, الا أن ذلك لم يحصل على أرض الواقع, ففكر الحزب الواحد بدأ يأخذ منحى آخر ويظهر بشكل مختلف.
الأحزاب الوافدة بطبيعة الحال وحتى الأحزاب التي أنبثقت حديثاً بعد عام 2003 متخمة بأعداد تفتقر للقدرة على الإنتاج, لأن مقياس الحزب في العراق لا يقدر بالإنجاز والعطاء بل على أساس القاعدة الجماهيرية والقدرة على الأستقطاب, لأن الأحزاب تنظر للفرد على أنه مجرد صوت أنتخابي لا أكثر من ذلك ولا أقل.
العملية السياسية في العراق يتصدرها مشهد واحد, أشبه ما يكون بصراع الأفيال حرب طاحنة ضروس بين الأحزاب, كل يسعى للحصول على أصوات في المعركة الانتخابية المقبلة.
بعض الأحزاب السياسية أصيبت بالترهل والعجز, ودخلت مرحلة الشيخوخة المبكرة لأن التفكير بالكم دون النوع  أضَر بمصالحها ومصداقيتها في الشارع العراقي, أذ بدأ الحزب المتخم يصدر للمناصب نماذج تفتقر للقدرة والكفاءة والعجز عن النهوض بالمسؤولية, ويصبح هم المتصدر للمنصب خدمة حزبه ونفسه قبل خدمة شعبه, فلا يعدو المسؤول كونه أكثر من مجرد دمية تحركها أيادي اللاعبين, وتجربة السنوات الثمانية المنصرمة قد أفرزت الفشل بشكل واضح.
النظر للمنصب على أنه مجرد وسيلة لخدمة الحزب والمصالح الشخصية, يمثل أول خطوات الفشل للحزب والمسؤول, فالحزب من جانبه يطلق العنان لنفسه لتسيير المنصب الذي يشغله مرشحه, والمسؤول من جانبه يطلق العنان لنفسه لخدمة مصالحه, فالخزانة تحت تصرفه والتعيينات متاحة لأسرته وعشيرته, وقد شاهدنا عشرات المسؤولين بمختلف مواقع المسؤولية يحرصون على تعيين عوائلهم الأبناء والبنات الاخوة والاخوات, ثم بعد ذلك ينتقل للعشيرة, حتى أن الدوائر والوزارات أصبحت أشبه بعشيرة متنقلة!
أذا عرف السبب بطل العجب, ومن يسأل عن سبب البطالة أصبح يعرف الآن أسباب التخمة في الوزارة العشائرية, والدائرة العائلية, والمواطن أيضاً بات يعرف جيداً أسباب الفشل السياسي والخدمي والأمني, أما الأحزاب التي تنتهج التخمة فقد أمتلأت كروش أصحابها وبدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة وهي الآن في غرفة الإنعاش, والمشهد العراقي يبدو أنه سيتغير أذ أن المواطن العراقي بدأ يبحث عن وجوه جديدة يمكن أن تنهض بواقع العراق بعيداً عن الأحزاب الكهلة المتهالكة.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/26



كتابة تعليق لموضوع : أحزاب في غرفة الإنعاش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net