صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

إعلان الحرب النفسية قبل الطوفان
اسعد عبدالله عبدعلي

تشن داعش اليوم حربا نفسية, وتزداد عند بدا العمليات العسكرية,التي تشنها القوات الأمنية والحشد الشعبي, حيث خسر التنظيم الإرهابي أخيرا مواقع كثيرة, وحصل انكسار فضيع لإتباعه, لذا سعى التنظيم إلى رفع معنوياته, عبر التوسل بأساليب الحرب النفسية, معتمداً على التضليل, والتي نجح بها أيام دخوله للموصل, وهي تحت أشراف كوادر خارجية خبيرة, التي تصنع الصور بشكل يتقبله المتلقي, وتصبح عنده حقيقة, وعلى أساسها تحدث ردة الفعل.

الضجة الإعلامية التي حصلت, بفعل قصة ناظم الثرثار, والمجزرة المزعومة, بصور وفيديوات, تم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, والتي أخذت كحقيقة من قبل فئة كبيرة, لتحقق غرضها في حصول انكسار داخلي, في وقت كان يجب التعامل معها بوعي, لكن انعدام الثقة بين المواطن والحكومة في المرحلة السابقة, بفعل التجارب الفاشلة, لذا خلق هذا الأمر جو من التشكيك, في كل معلومة تأتي من المصادر الرسمية, فتم تكذيب وزير الدفاع, واتهامه بالتخريف, فقط لأنه سعى لتوضيح الأمر.

الخطر الأكبر من صناعة الأكاذيب (داعشية), أنهم ينتظرون ردود أفعالنا, كي يقوموا بالخطوة التالية, في مسار الحرب النفسية, بحيث تكون على وقع نتائج الإشاعة, ولا ننسى وجود كوادر أجنبية متخصصة بالحرب النفسية, والتخطيط الاستراتيجي, فهي من يقود التنظيم الإرهابي, وهذه الشخوص لها ارتباط مباشر مع المخابرات العالمية, والحقيقة انهم نجحوا في مسرحية الثرثار, وهو نجاح بعد نجاح حربهم النفسية, التي جعلت مائة إلف يهربون من مدينة الرمادي, من دون طلقة واحدة, مما يدلل على ثغرة نفسية كبيرة أحدثها التنظيم في الانبار.

والأسباب كثيرة, تندرج فيها تأرجح موقف بعض العشائر, واندماج عشائر أخرى مع التنظيم, مع تأييد حزب البعث للتمرد على الدولة, والدعوة للالتحاق بالدواعش, ومن جانب أخر فتأوي عبد الملك السعدي, التي تسمي الدواعش بالثوار, واعترافه بان دواعش الموصل خير سند لهم, هذه الأسباب جعلت من داعش في الانبار حقيقة يمكن إن تتوسع, وتسقط بيدهم كل المحافظة, إن لم يتم معالجة الأمر سريعا.

نتسائل ترى ما هي أهداف الحرب النفسية, فما نشهده من فوضى تضيع علينا كثير من معالم الصورة.

يمكن حصرها في خمس أهداف, وهي: الهدف الأول: تحطيم الروح المعنوية لدى العسكريين والمدنيين, ثانيا تحقيق حالة من الشك والإحباط واليأس في إمكانية التحدي والصمود, ثالثا: زعزعة عامل الثقة بين المواطنين وقادتهم, من سياسيين وعسكريين, رابعاً: تحطيم إرادة القتال لدى إفراد وضباط الجيش, خامساً: الوصول بالعسكريين والمدنيين إلى حالة من الذعر والخوف والهلع ودفعهم باتجاه الاستسلام أو الفرار.

مازلت أتذكر كيف فعلت إيقونة أبو عزرائيل, من رعب في صفوف الدواعش, فكانت حلقة مهمة في الحرب النفسية, نحتاج لهكذا أفكار, لنرد للدواعش الصاع صاعين, فعملية إزالة اثأر الحرب النفسية, واستعادة الروح المعنوية العالية, تحتاج لغرفة عمليات, من خبراء وأساتذة في الإعلام وعلم النفس والاجتماع, لتصنيع أفكار مضادة, وبالسرعة القصوى.

أنها سطور رسالتي للسادة المسئولين, لتصحيح الوضع قبل الطوفان.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/28



كتابة تعليق لموضوع : إعلان الحرب النفسية قبل الطوفان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net