صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تأملات في القران الكريم ح273 سورة الشعراء الشريفة
حيدر الحد راوي
 بسم الله الرحمن الرحيم
 
كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ{176} 
تروي الآية الكريمة ان اصحاب الايكة كذبوا المرسلين ايضا , والايكة هي غيضة الشجر وتقع قرب مدين . 
 
إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلَا تَتَّقُونَ{177} إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ{178} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ{179} وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ{180} 
كررت الآيات الكريمة لنفس المضمون .
 
أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ{181} 
يستمر خطاب شعيب "ع" للقوم امرا (  أَوْفُوا الْكَيْلَ ) , اتموا الموازين , ثم ناهيا (  وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ) , ولا تطففوا فيه , وهذا مما كانوا يعرفون به .
 
وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ{182} 
يستمر خطاب شعيب "ع" للقوم امرا (  وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) , الميزان السوي , الذي لا بخس معه ولا تطفيف .   
 
وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ{183}
يستمر خطاب شعيب "ع" للقوم : 
1- (  وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ ) : ناهيا , لا تنقصوا من حقوق الناس , ولو الشيء القليل . 
2- (  وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ) : الافساد في الارض هنا يعني القتل والغارة وقطع الطريق ... الخ .  
 
وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ{184} 
يستمر خطاب شعيب "ع" للقوم (  وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ ) , احذروا واخشوا خالقكم , (  وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ) , ما تقدم من الخلق .   
 
قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ{185} 
تروي الآية الكريمة جواب القوم له "ع" متهمين اياه (  قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ) , ساحر او نزل به شيئا من السحر فخالط عقله .  
 
وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{186} 
يستمر جواب القوم عليه "ع" في الآية الكريمة (  وَمَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا ) , لا فرق بيننا وبينك , (  وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ) , اتهموا "ع" بتهمة اخرى بأنه كاذب في ما يدعوهم اليه .   
 
فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ{187} 
يستمر جواب القوم عليه "ع" في الآية الكريمة مقترحين (  فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ ) , يقترحون عليه ان يسقط عليهم قطعة من السماء , (  إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) , لتكون علامة على صدقك , والواقع لو انه "ع" فعل ما طلبوه لقالوا عنه ساحر , ولن يؤمنوا ايضا .  
 
قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ{188} 
تروي الآية الكريمة رده "ع" عليهم (  قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ  ) , فيجازيكم به , ويؤاخذكم عليه . 
 
فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ{189} 
تروي الآية الكريمة (  فَكَذَّبُوهُ ) , انهم كذبوه , بعد ان عجزوا عن محاججته واستنفدوا كل حيلهم في مقارعته والدفاع عن الهتهم , فيلجأ الخصم المغلوب الى الاتهام والاستعلاء والعزة بالاثم , (  فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ) , بعد ان استنفد كل ما لديه "ع" في دعوته لهم , أخذهم عذاب الظلة , " يوم حر وسمايم قال فبلغنا والله اعلم انه اصابهم حر وهم في بيوتهم فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التي بعث الله عز وجل فيها العذاب فلما غشيتهم اخذتهم الصيحة فاصبحوا في دارهم جاثمين وقيل سلط الله عليهم الحر سبعة ايام حتى غلت انهارهم فأظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا " –تفسير القمي- , (  إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) , يصف الباري جل وعلا ذلك العذاب  (  عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) , عظم اليوم من عظم العذاب النازل فيه .     
 
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ{190} وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{191}
تكرر وتقدم مضمونها . 
 
وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ{192} 
تنعطف الآية الكريمة لتنقل الصورة الى النبي الكريم محمد "ص واله" وتبين (  وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) , القرآن الكريم .  
 
نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ{193} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) , جبريل "ع" , فهو امين الله تعالى على الوحي , وافرد ذكره في اية كاملة بيانا لعظم منزلته .   
 
عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ{194} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  عَلَى قَلْبِكَ ) , لتعييه حفظا وفهما وادراكا لكل خفاياه واسراره , (  لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) , لتؤدي احد ادوار او وظائف الرسل والانبياء "ع" وهو الانذار , فتكون منذرا مخوفا من عذابه جل وعلا للكفار وراكبي المعاصي .    
 
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ{195} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) , عربي واضح .  
(في الكافي عن احدهما عليهما السلام انه سئل عنه فقال يبين الالسن ولا تبينه الألسن.
وفي العلل عن الصادق عن ابيه عليهما السلام قال ما انزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياء بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه وآله بالعربية فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان احد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من الله له صلى الله عليه وآله وسلم ) ."تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
 
وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ{196}
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها (  وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) , يختلف المفسرون في الآية الكريمة فمنهم من يرى :   
1- ان ذكر النبي الكريم محمد "ص واله" سطّر في كتب السابقين , كالتوراة والانجيل . 
2- ان ذكر القرآن الكريم جاء في كتب الاولين , كالتوراة والانجيل . 
3- الجمع بين كلا الرأيين . 
 
أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ{197} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها مبينة (  أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً ) , علامة على صحة القرآن الكريم وصدق نبوته "ص واله" , (  أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ ) , ان يعرفوه "ص واله" بنعته المذكور في كتبهم .     
 
وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ{198} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها مبينة (  وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ) , ولو نزل القرآن على غير العرب .    
 
فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ{199} 
تستكمل الآية الكريمة موضوع سابقتها مضيفة (  فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم ) , العجم على العرب , (  مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ) , ما كان العرب ليتبعوا العجم به , أنفة وعنادا واستنكافا من اتباعهم .    
( عن الصادق عليه السلام لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه من فضيلة العجم ) . "تفسير القمي , تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .
 
كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ{200}
تبين الآية الكريمة (  كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ) , مثل ادخالنا التكذيب به لو كان من العجم , ادخلنا التكذيب به في قلوب كفار مكة .   
 
لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ{201} 
تبين الآية الكريمة (  لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ) , ان كفار مكة لا يؤمنون بالقرآن الكريم , (  حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ) , حتى يعاينوا العذاب المؤلم , فيلجئهم الى الايمان .     
 
فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ{202} 
تستمر الآية الكريمة موضوع سابقتها مبينة (  فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً ) , العذاب بشكل مفاجئ , (  وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) , به , ولا يعلمون وقته .       
 
فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ{203} 
تروي الآية الكريمة مقال الكفار حينئذ حسرة وندما (  فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ ) , هل نمهل او يؤخر عنا العذاب حتى نؤمن ونتبع الرسول ! .    
 
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ{204}
الآية الكريمة اضمرت حالين للكفار , حالهم الاول وقت الرخاء حين قالوا { وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }الأنفال32 , وحالهم الثاني عندما عاينوا العذاب فقالوا (  فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ{203} ) . 
غرهم امهاله جل وعلا لهم , واغتروا بأنفسهم وما لديهم من العدة والعدد , وظنوا انهم قادرين على دفع والتصدي لأي نوع من انواع العذاب التي قد يتعرضون لها , فاستعجلوا العذاب جهلا وغرورا .   

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/03



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في القران الكريم ح273 سورة الشعراء الشريفة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net