صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

ليش هوَّ نفط الخلفوك؟!
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قرأت أمس تصريحاً للسيدة جميلة العبيدي(ها الأيام مسَّلطِن على جميلة)! وهي كما معروف نائبة عن تحالف القوى الوطنية، الذي يرأسه أسامة النجيفي، كشفت فيه عن اتفاق خطير تم في عمان بين رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، وملك الأردن عبد الله الثاني، ينص بتسليح عشائر السنة مقابل تزويد المملكة بـ 300 ألف برميل نفط يومياً. وقد أشارت العبيدي، الى أن الجبوري أتفق مع ملك الأردن بحضور النجيفي، والمطلگ، على زيادة ما يحصل عليه الأردن (الشقيق) من النفط مجاناً الى 300 الف برميل يومياً مقابل صفقة التسليح.
ولو حسبنا سعر برميل النفط بخمسين دولاراً فقط، فإن (الشقيق) الأردني سيحصل يومياً على خمسة عشر مليون دولار، وهذا يعني أن العراق الذي يشحذ فيه اليوم أكثر من مليون (طفل ومره وشايب ومعوق) في الشوارع، ويبحث فيه أكثر من مليوني جائع عراقي في حاويات الزبالة عن كسرة خبز يسدون بها رمقهم، سيعطي الأردنيين لوجه الله تعالى، ولأجل سواد عيون علي حاتم الكاولي، وطه اللهيبي، ورافع العيساوي، وبقية الغجر، ما يقارب نصف مليار دولار شهرياً مقابل تسليح (كلاب المنصات الإرهابية)!! فمن يقبل بهذا الظلم، ويرضى بهذه الجريمة السوداء؟. إذ كيف نعطي نفطنا مقابل أسلحة سيقتل بها (عبد الزهرة) وأخوته في كل مكان؟
هذا من جهة، ومن جهة ثانية، من الذي منح الحق لسليم الجبوري، كي يعطي، ويهب بما لا يملك، ومن الذي فوضه، وأوصاه، وأنابه على أموال، وموارد العراقيين، فيتصرف بها دون أن يأخذ رأيهم. ثم من هو الجبوري، حتى (يتبرمك) بموارد الأجيال العراقية بهذه المزاجية، وهذه الحرية المطلقة. ولا أعرف ما سيكون عليه رأي النواب، والفاعليات السياسية، والدينية، والعشائرية السنية لو كان (المالكي) مثلاً، قد اتفق بنفس الاتفاق مع أيران، مقابل تسليح شباب العشائر الشيعية في الدجيل، وآمرلي، وتلعفر، وغيرها، وهم الذين يواجهون الموت الحقيقي كل يوم من قبل مجرمي داعش، ولم يبع أحدٌ منهم مدينته، أو يتنازل عن شرفه الوطني، أو العقائدي-لا سمح الله- لصالح داعش أو غير داعش من وكلاء المال الخليجي.
لذا اسمحوا لي أن أصرخ وأقول بأعلى صوتي محذراً الجميع من الخطر: يا ناس، يا عالم، هذا حرام، وغير دستوري، وهذا ظلم فادح، فالقضية هي ليست قضية سنة وشيعة، ولا كرد وعرب، إنما هي قضية وطن يذبح من الوريد الى الوريد، وقضية حق يباع بالمزاد العلني والسري، قضية حق وطني لا يمكن السكوت عن ضياعه، أو طمس معالمه، ولا يمكن قطعاً أن يفرَّق دمه بين القبائل العربية، وأبناؤه موجودون في كل مكان.
لقد سمعت أمس مثلاً أن الأخوة في المكون التركماني طالبوا أمريكا بتسليحهم أيضاً، أسوة بالكرد والسنة. وأظن أن لهم كل الحق في ذلك – قياساً على طلبات الآخرين- أليس المواطنون التركمان يتعرضون للموت على يد مجرمي داعش، فلماذا يتسلح الآخرون، ولا يتسلحون هم أيضاً؟!
وفي هذه الحالة، فإني أتوقع أن تتقدم عشائر السواعد والبو دراج وبني لام والبو محمد والخزاعل وكعب والفريجات، وغيرها من عشائر الجنوب بطلب التسليح أيضاً ليتساوى بذلك الجميع في الحقوق الدفاعية التسليحية. (ومفيش حد أحسن من حد)!!
وهنا أقترح على أعضاء الحكومة العراقية، شراء عدد من عربات الدفع، والعمل ببيع الشلغم واللبلبي والباجله في الباب الشرقي، وساحة النهضة، وعلاوي الحلة لتحصيل رزقهم، ورزق عوائلهم، لأني أظن بأنهم سيكونون في هذه الحالة (الديمقراطية جداً) بلا شغل، ولا مشغلة.
وقبل أن يشتري السادة الوزراء عربات الشلغم، أطلعهم على تصريح النائبة جميلة العبيدي المنشور في ألف موقع، وأعتقد أن جميلة أصدق إنباءً من الكتب، ليس لأنها سيف، إنما لأنها من (أهل مكة) وأهل مكة أدرى بشعابها، كما يقولون:
(كشفت النائب عن اتحاد القوى جميلة العبيدي، الاحد، عن اتفاق رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع ملك الاردن عبد الله الثاني على تسليح ابناء العشائر السنية مقابل تزويد المملكة بـ300 الف برميل نفط يوميا.. وقالت العبيدي ان "الحراك الذي أجراه رئيس البرلمان سليم الجبوري خلال زيارته الى الاردن برفقة نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، تمخض عنه جملة اتفاقات إقليمية ستنعكس إيجابا على الاستقرار في المنطقة". واشارت العبيدي الى ان "رئيس البرلمان اتفق مع ملك الأردن على زيادة ما يحصل عليه الاردن من النفط مجانا الى 300 الف برميل يوميا مقابل تسليح متطوعي الموصل والانبار ودعم معركة المحافظتين بكل الإمكانات المتاحة".ويزود العراق الاردن بنحو ستة الاف برميل يوميا من النفط الخام وبسعر اقل بـ5 دولارات عن سعر برميل النفط العالمي..وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك قد وصلوا العاصمة الاردنية عمان الشهر الماضي في زيارة استمرت يومين التقوا خلالها الملك الاردني، لبحث دعم العراق لمواجهة تنظيم "داعش" وتحرير الانبار..).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/05



كتابة تعليق لموضوع : ليش هوَّ نفط الخلفوك؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net