صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

((عين الزمان)) شـيـوخ داعــــش
عبد الزهره الطالقاني
رغم اننا نميل الى التفاؤل بان العراق سيتعافى ، وأن هذه الغُمة ستزول عنه عاجلا أم اجلا ، وأن أهل العراق يجمعهم حبه والحرص على كيانه ووحدته ، بعد أن عصفت به رياح الفرقة ، ونال منه الأعداء مقتلا ، نتيجة تعدد الاجندات الموجهة لتقسيم هذا البلد ، والتي تحظى بتاييد ومباركة الجيران العرب ، فقد اختلطت الأوراق ، وضاعت علينا الرؤى المستقبلية ، وكيف يعمل هذا الذي يدّعي انه صديق للعراق ، وذاك الذي يدّعي انه شقيق ، غير أن الواقع المرير يشير الى غير ذلك ، فقبل دخول داعش الى العراق ، عمل شيوخ الفتنة وبكل ما اوتوا من قوة ، الى الوقوف ضد استقرار العراق وبنائه وتقدمه ، وتحالفوا مع البعث والشيطان والقاعدة ، ليفشلوا أية عملية لاستقرار البلد وازدهاره وتقدمه ، فجهزوا المفخخات والمطايا المفخخين ،  وزرعوا العبوات ، وجهزوا المرتزقة بالكواتم ، وأمدوهم بالعدة والعدد ، فقتلوا وفجروا ودمروا ، ودعوا من على المنابر ومنصات الساحات الى قتال العراقيين مع بعضهم ، واشاعوا الفوضى وبثوا الكراهية ، وافتوا بما يغضب الله ورسوله ، وارتكبوا المعاصي ، وانتهكوا الحرمات ، حتى تقطعت أشلاء العراقيين في المساجد والأسواق والشوارع والساحات ، والأماكن العامة وملاعب الرياضة ومراكز التطوع ، ومدارس الأطفال وملاعبهم ، وقد سالت دماء غزيرة للعراقيين بسبب شيوخ انحدروا من محافظات وفيت للمجرم صدام ، حتى سماها محافظات الوفاء ، لقد أغدق عليها العطاء فاشترى منهم ضمائرهم ، فاصبحوا يلبسون العقال على الرأس وينزعون الضمائر والشرف ، وغدوا على رؤوس عصابات القتل والدمار. هؤلاء الشيوخ الذين لعبوا دورا تخريبيا بتحريض الناس على قتل بعضهم البعض ، وعلى إشاعة التمييز العنصري والقومي والطائفي ، شربوا من كأس البعث القذر ، ولعقوا دماء الضحايا ، حتى نزع احدهم ثوب الإنسانية ، فلم يعد انسانا ، انهم بلا قيم ولا دين ولا مبادئ ، لكنهم فاعلون ومؤثرون ، يدعمهم سياسيون تسلقوا الى السلطة والبرلمان ومراكز القرار ، فكانوا حماة لهم ، مدافعين عن افعالهم القذرة ، مبررين مايحصل بأنه نتيجة التهميش ، واليوم بعد ان دخلت عصابات داعش العراق نراهم يهرولون لمبايعة خليفتها المأبون ، ويقبلون اياديه واحذيته ، مقابل دريهمات يرمي بها اليهم ليركعوا امامه طائعين ، مؤيدين لدولته وجرائمه ، وسبق لهؤلاء ان التقطوا الدريهمات التي رماها اليهم الامريكيون ،  فتقاتلوا عليها ، وكانوا  يدّعون المقاومة ، فاذا هم عملاء ، لاتخدعنا اثوابهم وازياؤهم ، فتحت هذه الاثواب قاذورات وعفن ، ظهرت وجوههم الكالحة في فديوات انتشرت بشكل واسع ، وهم في تجمعات يعلنون فيها الوفاء والبيعة والتأييد لداعش وخليفتها ، حدث هذا  من قبل شيوخ الموصل ، وشيوخ صلاح الدين ، واليوم يحدث مع شيوخ الانبار ، عندما اجتمعوا على الرذيلة ، بتأريخ 20/4/2015واصدروا بيانهم ، الذي اعلنوا فيه بيعتهم لداعش ، ووصفوا الدواعش بأنهم اخوان لهم ، وسندهم في محاربة الجيش العراقي والحشد الشعبي ، متى ينظف البلد من هذه الحثالة التي لا تمتلك الشرف ..؟ بعد ان فقدت كل شيء . فمن ينتمي الى داعش لا شرف له ،  ومن يبايع داعش لادين له ، ومن يصطف مع داعش لا قيم له .. فهم متآمرون على العراق والعراقيين ، ويعملون على استمرار تدفق شلال الدم ، فماذا ننتظر من جيشنا العراقي الباسل غير قطع هذه الرؤوس الخاوية ، ودك اوكارهم ،  وسحق جموعهم ، فلا صلح ولا مهادنة ولا حوار مع شيوخ باعوا انفسهم لقتلة العراقيين ، ولا سلام لمن عملوا منذ عام 2003 على هدم أركان الإسلام ، وكانوا قبل ذلك فدائيين لصدام .
القاهرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/05



كتابة تعليق لموضوع : ((عين الزمان)) شـيـوخ داعــــش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net