صفحة الكاتب : امير الصالح

هل نحن شعوب تبني ام تدمر نفسها
امير الصالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

سلسله كتابات داعمه لمشروع " وحده الكلمه الانسانيه "

من جميل  حصاد السفر في اصقاع الارض التعرف على البشر في معاملاتهم و اخلاقهم و نشطاتهم بانواعها و قيمهم الدينيه و العادات و السلوك . من ضمن المدن العديده التي زرتها بحمد الله كانت مدينه مالبورن الاستراليه وهي بحق مدينه جميله بما فيها من تنوع في كل المجالات : تجاره ، بشر ، تضاريس ، مناخ و انشطه.
تمعنت  في السلوك و التعامل لان هو بيت القصيد الذي يخدم الغرض لهذه الكتابه ورأيت مفارقات عده بالذات من بعض المهاجرين العرب والغير العرب . صادفت المهاجر ابو زهراء العراقي المسلم الذي يعمل في مطعم  السيد حنا العراقي المسيحي. ومن الظريف ان المطعم مكتوب عليه بالخارج مطعم حلال . تناولت الحديث مع ابو زهراء فتبين لي انه هاجر العراق منذ ايام الانتفاضه الشعبانيه وقد تم ترحيله  الى استراليا من خلال المنظمات الانسانيه من مخيم الارطاويه الذي اقيم داخل السعوديه آنذاك .  كنت اتسأل لماذا يلفظ البلد الام الاثنان معا ، المسلم و المسيحي ، بينما هما متعايشين بسلام ويعملان سويا في بلاد المهجر !!!
دخلت مكتب سياحي بغرض الاستفسار عن قيمه تذاكر الطيران  من سيدني الى جولدن كوست  ذهاب واياب فاذا بي ارى ان المدير المالك للمكتب هندي سيخي المعالم حسب مايظهر من ملابسه حيث العمامه و اللكنه و الذي يعمل لخدمه الجمهور امراتان  شقراوتان كلتيهما بيضاوتان ذاتا لكنه انجليزيه . فوقفت  متسائلا  بيني وبين نفسي هل هذا التعايش بين الموظفتان ناتج عن حاجه المراتين للوظيفه وهن في موطنهما الاصلي ام لان النظام يحترم  ذاك المستثمرالهندي لكونه استثمر ماله وجهده وفتح فرص عمل لابناء البلد و اكراما من البلد المضيف اعطي حق الاقامه في تلك البلد الذي رحب به فنقل  معظم اعماله لها !!!! اذا لماذا مجتمعه الاصلى طارد له ؟ بينما مجتمع متعدد الثقافه و الفرص و التعامل بالتساوي استقطبه من الآف الكيلومترات !!
كنت في  مرفأ اليخوتات السياحيه بمدينه سيدني الاستراليه  في حاله استرخاء واتناول  وجبه الغداء بصحبه زوجتي . الطعام استجلبناه من مطعم ال صب وي وافترشنا مقاعد على ضفاف الممشى البحري الجميل  وكان اشبه بالميدان العام  مملوء بالبشر من كل انحاء الدنيا وكل فئات العمر . استرعى انتباهي مجموعه كبيره من الاطفال في عمر ال ٤-٥ سنوات من سنحات وجذور مختلفه  وكانت  بصحبتهم مشرفاين ؛ احد المشرفات سوداء اللون افريقيه المعالم  و المشرف المرافق ابيض البشره  صيني المعالم ؛ ايضا استرعاني الموقف بان  اثار تسأل لدي : هكذا تعايش  هل هو ناتج من الحاجه للوظيفه ام قناعات هولاء المختلفين في البشره و الفكر و المعتقد منصهره ليكون الحق للجميع بالعيش الآمن والكريم  اكبر من الاختلاف !!!
استمرت تاملاتي كثيرا ولكن انتقل تفكيري وشجوني ب الوطن العربي . الوطن الام لنا نحن و لابناءنا و مستقبل اجيالنا .فتسائلت :
اذا ماهى مشاريعنا نحن ك كيانات شعبيه لاحتواء  الطيف الاجتماعي بكامل الوانه؟ . مع الاسف ، على مدى عقود ناهزت الثلاثه،   معظم المنابر الاعلاميه و الدينيه كرست روح التنابز بالالقاب وهو محظور من  الله  بنص الخطاب القراني الكريم ؛  ماذا جنى المجتمع من خطابات الاقصى و التشرذم سوى خسائر في الارواح و الموارد و الادمغه ،  لا بل اكثر من ذلك !!! 
اجبت نفسي : اذا كان المجتمع يود ان يرتقي اذا عليه ان يتخطى حواجز عده ومن ضمنها ترسيه مشاريع تربويه - اصلاحيه- فكريه - سلوكيه  تخدم وحده الكلمه لكامل المجتمع  ووحده الصف.
ثم عاودت السؤال : مسؤوليه من هذه المشاريع ؟
جاوبت نفسي: انه نحن ، افراد المجتمع ؟
ثم عاودت السؤال لنفسي : ولكن رجال الدين و رجال ... و .... ؟
جاوبت نفسي : لا يمكن ان يكون رجل .... و رجل الدين حجر عثره لنهوض بمجتمعه في مجالات التربيه و الاصلاح و الفكر و السلوك الا اذا هو متلبسا بلباس الوطنيه او بجلباب الدين و في الحقيقه يهدم المجتمع فحين ذاك على المجتمع ان يعرف من هو عدوه ومن هو صديقه .
عاودت السؤال : ولكن هذا البرنامج كبير
فاجبت: بدايه الرحله خطوه
فتسألت : ولكن الناس لايسمعون الا من كبراء القوم و رجال الدين و القاده الاجتماعيين .
فاجبت : لديك قلم او فكره او عمل تطوعي او قدره رياضيه او علميه ، فساهم بها .
فتسألت : هل تعتقد انك تنجح
فاجبت : النجاح في المشروع ليس الهدف بقدر ان تكون الحركه و الحراك و السعي الدؤوب ثم نترك النتائج لاحقا .
فقلت : تبا لنفس الموسوسه هلا كتبت ونقلت تجربتي للاخرين علنا و الاخرين نضيف الجميل للمجتمع ولو بالكلمه لتوحيد الصف .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امير الصالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/07



كتابة تعليق لموضوع : هل نحن شعوب تبني ام تدمر نفسها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net