صفحة الكاتب : واثق الجابري

العراق بخير وليس مفلساً
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يجد العراقيون أثر للمصداقية والشعارات والوعود، وينظرون بحالة من الشك والريبة لكل مسؤول حكومي، حتى حاول كثيرون منهم اللإقتاد بالمثل العراقي( صخم وجهك وصير حداد)، وما كان من الساسة إلاّ أرتداد الملابس الفاخرة، وعدد من المصطلحات، بعيد عن معالجات واقعية وطنية. 
يتحدثون ليل نهار عن أنجازات لا وجود لها في الواقع، ويدعون محاربة الفساد، وقد أفسدوا الأرض وقالوا أنه ثقافة مجتمعية؟!
لم يجول بخاطر بعض الساسة في الأحلام، هذه الكراسي التي لها خراطيم وعروش تتحكم بمصائر المواطنين، ولم يفرح العراقيون بزيادة الموازنات، التي كان الفضل لزيادة اسعار النفط في السنوات المنصرمة.
تدفق أموال لا يعرفون قيمتها وحاجتها في الأيام السوداء، وشرعوا بزيادة الوزرات وتقاسم مغانمها، وإختراع الدرجات الوظيفية بمزاجيات ذات سند حزبي، للتكالب ونهب الثروات، وأخطبوط الفساد يطوق رقبة المواطن.
لا أحد يعرف أين تذهب الاموال، وتعاضد الفساد مع سوء الإدارة، الى معدل إنفاق سنوي40% من التخصيصات، التي يذهب جلها للمشاريع الوهمية، وما يُعاد لا أثرله، وعاد العراق الى العصور الوسطى في الصناعة والزراعة، وإختزلها بحب السفايف والبطريق؟!وما عاد في الأسواق إستكان شاي او خيار عراقي.
أن عمل الحكومة مسؤولية تضامنية، وتتفاوت حسب المركز الوظيفي، وتنازل من السلطة لا يعني أنه فضل طبقة عليه؛ إنما غرضها الخدمة، ويحاسب على الفشل أعلى الهرم، أما النجاح، فقد يكون منفرداً او جماعياً، وأنتج التضامن على فشل السنوات السابقة، خزينة خاوية، ولا مورد غير النفط. 
واجهت حكومة العبادي تحديات كبيرة، ويربكها تراكم أخطاء عقول الأنا، التي لا تعرف التخطيط الاستراتيجي، وإنخفاض اسعار النفط والحرب على الإرهاب، وعراقيل التي تضعها مؤسسات معظمها بالوكالة، وريعها حزبياً، ولم يتفكر للتخطيط وتنمية الناتج المحلي. 
يمكن تأجيل تبليط شارع أو سفرة كمالية، ولكن توقف النفط يومياً، يعني توقف مفصل من الدولة، التي تقف بحرج على حافة تذبذب الأسعار النفطية، وتهديدات التوقف المفروض من العمليات الإرهابية.
ماذا يفعل العراق، وقد توقف مصفى بيجي، وأستحوذ الإرهابين على حقول تكريت والموصل وأجزاء من ديالى وكركوك، وقطع طريق التصدير من كركوك وبيجي، وخسارة أنتاج 50% ؟ وهنا وزير النفط على المحك، وكان يتبنى تحويل الإقتصاد من ريعي الى أستثماري، ولكن حراجة الموقف تتطلب مضاعفة الإنتاج، والتحدي الى أنتاج لأول مرة في تاريخ العراق.
النجاح لا يحتاج الى شعارات ووعود؛ لم تستطيع إطعام جائع وإكساء عريان، والحكمة هي من منعت البلد من الإنهيار.
يكرر العبادي كلمته" العراق ليس مفلساً"، وبالحسابات المادية مفلساً، وذهبت موازناته مع ريح لفساد عصف، ولها جذور راسخة داخل المؤسسات، ولكن لم يفلس من العقول التي تتحدى المحنة، وأستطاعت وزارة النفط زيادة الإنتاج، في أزمة تنهار بها دول مستقرة، ومن الحق نقول أذا كانت الوزرات في عام واحد لا تصل الى 40%، أستطاعت النفط ان تصل الى 200% على سابقاتها، وأن العراق بخير وليس مفلساً.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/09



كتابة تعليق لموضوع : العراق بخير وليس مفلساً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net