صفحة الكاتب : معمر حبار

الإسراء والمعراج .. الوجه الآخر
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الدارس للسيرة النبوية، عبر رحلة الإسراء والمعراج، يقف على جملة من العبر والدروس، منها..
عملية الإسراء والمعراج ، تعني العلو والسمو، مايعني أن التطور يكون بالعلو ، والتحرير يكون بالسمو، ولا يكون هذا إلا بذاك.
سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان عاليا في أخلاقه، قبل العلو الذي منح إياه. وأخلاقه كلها سمو، قبل السمو نحو العلا.
وقريش لم تكذبه حين أخبرها بالإسراء والمعراج، لأنها تعلم أنه الصادق الأمن، لكن العناد والخوف من ذهاب السيادة من يديها هي التي دفعتها لتكذيبه.
ولم يعرف أن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إفتخر على قومه وصحبه، بكونه فاز بالإسراء والمعراج. فالعلو يفترض من صاحبه، التواضع أكثر والنزول أكثر.
بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، طيلة حياته بعد الإسراء والمعراج، كما كان من قبل لم يتغير ولم يتبدل، يلقي السلام على من يعرف ومن لايعرف، ويمسح الدموع، ويساعد ويرفع الغبن.
ورجع بعد الإسراء والمعراج، إلى بيته الصغير، وزوجه وأصحابه، أكل مع الناس ويمشي في الأسواق، ولم يتكبر، ولم يقل لهم أنتم أقل شأنا ، لأني كنت في السموات ومع الأنبياء.
إن صلاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء جعلته أكثر تواضعا من قبل، وأكثر لينا، لأن قيادة الكبار، تجعل من صاحبها يعرف قدر العلو الذي يعلم التواضع.
لم يقل لأمته، انتم خير الأمم لأن نبيكم أسري به وأعرج به. فالاسراء والمعراج، لايمنح الأمة الأفضلية، بل علو الإسراء والمعراج، هو الذي يمنح عبر صاحبه علو الأخلاق وسمو القيم.
إن وصف المسجد الأقصى، فرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين طلبت منه قريش الوصف، لأنه لم يكن يهتم بالوصف الخارجي، فمن نال علو السماء، استغنى عن وصف الأرض، ليستطيع المرء الاستفادة من علامات العلو والصفاء، ويستطيع في نفس الوقت تحريره من قيد الصهاينة.
الإسراء والمعراج، علو وسمو في الأخلاق والقيم، قبل أن يكون علو بالجسد والروح، والأمة التي منحت هذا الفضل، عليها أن تتشبث بكل عال لتبقى كذلك، وتحرص عليه.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/12



كتابة تعليق لموضوع : الإسراء والمعراج .. الوجه الآخر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net