صفحة الكاتب : علاء كرم الله

الظالم سالم و عتبة الكافر من ذهب!!؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لكل شعب من شعوب العالم موروث أجتماعي وشعبي من حكايات وأساطير وأمثال وتقاليد وعادات، والشعب العراقي لا يختلف عن هذه الشعوب فله موروثه الشعبي الكبير والكثيرمن حكايات وأساطير وتقاليد وأشعار شعبية، وتعتبر الأمثلة الشعبية أحد أبرز ذلك الموروث الشعبي والتي طالما يتداولها الناس في تعاملاتهم اليومية حيث يأتي بالمثل ويضرب به  ليعبر عن صورة المشهد الذي يحدث أن كان عن حالة سياسية، أو أقتصادية أو أجتماعية أو تجارية في البيع والشراء أو أية صورة ومشهد يومي يعيشه الناس.صحيح أن الأمثلة تضرب ولا تقاس، ولكن هناك الكثير من الأمثلة تضرب ويمكن القياس عليها!! ويتداولها الناس لكونها تعبر بأختصار وبكلمات بسيطة عن الحالة والمشهد والصورة المراد التعليق والحديث عنها!!، لاسيما وأن العراقيين يعيشون حالة أستثنائية من الخوف والترقب و الضيم والقهر والظلم والفقر والجوع والحاجة بدأت منذ 30 عاما وأزدادت وكبرت حتى وصلنا الى ما نحن عليه من حال لا نحسد عليه!!. العراقيين هذه الأيام يكثرون من تداول مثل(الظالم سالم) و(عتبة الكافر من ذهب) والمقصود هنا (بالعتبة) هي مدخل باب الدار و(الكافر) هو ليس الشخص الذي لا يؤمن بالله حسب، الكافر هو من لا يخاف الله والذي لايمتلك أية ضميرولا أية قيم ومباديء أنسانية وأخلاقية, وما أكثر الظالمين والكفار في مشهدنا العراقي الذي نعيشه منذ أكثر من 30 عاما وخاصة سنوات من بعد الأحتلال الأمريكي عام 2003 ولحد الآن!!. والعراقيين يضربون هذه الأمثال بسبب يأسهم الى ما آلت أليه أحوالهم وأحوال الوطن التي صارت عنوانا للفقر والجهل والمرض والخوف والفساد والسرقة وكثرة الظلم من أولي الأمر من قادة الأحزاب السياسية الذين يديرون دفة البلاد، وغياب أية سلطة حقيقية للدولة وضعف القضاء وغياب الحقيقة حتى صار من الصعب أصلاح أي شيء لاسيما وهم لا يرون هناك أية نية أو بادرة من الحكومة لذلك!!. والسؤال هو (كيف يمكن أن يكون الظالم سالم وعتبة الكافر من ذهب) في عرف العراقيين وأمثالهم؟! والمنطق والعقل لايتقبل ذلك وقبلهما الله عز وعلا قد توعد الظالمين والكفاربالدرك الأسفل من النار!!، وخاصة أذا كان ذلك الكافر والظالم مسؤولا ورئيسا وقائدا للدولة أو لوزارة أوللجيش أوحتى لأصغر دائرة سواء أكانت في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص.ولكن واقع حياة العراقيين ومسيرة حياتهم اليومية بكل مفاصلها لاتتفق تماما على ما ذكرناه أنفا!! حيث يرى العراقيين السراق والقتلة والمجرمين وكل الأنتهازيين والمنافقين وآكلي السحت الحرام وكل الذين لا يخافون الله من أصحاب الضمائر الميته من سياسيين وغيرهم  يصولون ويجولون ويتلاعبون بمقدرات البلاد طولا وعرضا بلا أية رادع حكومي ولا عقاب رباني!!!. نعم أن حلم الله بألف عام على الظالمين والكفار والمنافقين وآكلي السحت الحرام، وهو يمدهم بطغيانهم ويصبر عليهم لعلهم يعمهون!، فهذا هو الله عز وعلا وهو الصبور والحليم والرحيم، ولكن أيضا أن الله عز وعلا خلق الأنسان عجولا !، وهذا الأنسان لم يرتق الى مصاف الأنبياء والأئمة والصحابة وكل الرجال الصالحين بصبرهم وأيمانهم وحلمهم مهما وصل الى مرحلة من الأيمان! فقد ينفذ صبره على تحمل الظلم وكثرة مشاهده ويتمنى أن يكون العقاب سريعا وقاضيا ليكونوا هؤلاء الظلمة والسراق والفاسدين عبرة وعضة لغيرهم ولكن وعلى الرغم  من كثرة دعاء الناس المظلومين وتوسلهم الى الله عز وعلا أن ينتقم من كل ظالم ومنافق وكافرومجرم وسارق ومغتصب ، نرى أزدياد  الظلم وكثرة الظالمين والأنتهازيين والمنافقين وحصولهم على كل متع الدنيا ومنافعها من عيش وسكن ورفاه وصحة وعافية!!، في مقابل كثرة المعوزين والمحتاجين والمظلومين وأزدياد فقرهم وضيمهم وأمراضهم، وهذا قد يدفع البعض ولربما الكثيرين الى أهتزاز أيمانهم!!!!!.وبودي أن يدلني أحد عن  مظلوم أخذ حقه وعن  حق أزهق الباطل!!! فأن وجد فهو لا يعد على أصابع اليد ويكون بحدود ضيقة! فأنتصار الحق على الباطل  يكون في الأفلام والمسلسلات العربية والهندية!!!! و لا جود له على أرض الواقع وما نعيشه ونراه!!. وأخيرا السؤال: أين الله من كل ما جرى ويجري بالعراق منذ عقود ؟ وكم من مظلوم بات وهو يجتر آلامه وأحزانه ومات كمدا وقهرا من جور الظالمين،  والى متى تستمر جولة الباطل والظالم ؟ وكم سننتظر لنرى جولات وصولات الحق؟ وكم بقى من العمر؟. اللهم لا تأخذنا أن نسينا أو أخطئنا, فقد أحاط بنا الظلم والخوف من كل جانب، وساستنا وأولي أمرنا من سياسيين وقادة أحزاب سياسية  في قصورهم ينعمون ويتفرجون ويضحكون علينا!!.
                                            


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/12



كتابة تعليق لموضوع : الظالم سالم و عتبة الكافر من ذهب!!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net