صفحة الكاتب : عباس طريم

من يتهاون بذرة تراب , يتهاون بالوطن كله
عباس طريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تمر الامة العربية بمرحلة حرجة، تتناسب وظروف العجز والتشرذم وعدم الاستقرار التي مرت بها، وجعلتها "كعصف ماكول" فهي في حروب مستمرة ودامية، ومؤامرات تحاك بليل. ونوايا غير صادقة لا تتفق والوحدة التي تسعى اليها في العلن. واليوم تسعى الولايات المتحدة الامريكية الى تقسيم العراق الى ثلاثة مناطق، سنية وشيعية وكردية . تسعى الى تزويدها بالاسلحة من دون الرجوع الى المركز [الدولة] ليظل التناحر الى مالانهاية وتتقطع اوصال الدولة العراقية التي ظلت صامدة كل تلك السنين، وكذالك الى تقسيم سوريا واليمن، وربما دول اخرى غير معلنه، او تنتظر دورها .
ومن الغريب ان جميع الدول تسعى الى التقدم والامساك بحبل التطور والرقي، الا العرب . انشغلوا بخلافاتهم الداخلية والحروب الجانبية، التي انستهم انهم امة واحدة استطاعة ان تروض الدنيا، وتضع بصمتها في ابعد نقطة من العالم، امة كانت تمثل مهد الحضارة، وملتقى العلم والادب . وانها اثرت البشرية بعلومها التي لا تزال تدرس في ارقى الكليات والجامعات الاوربية .
ان الانشغال بهموم الوطن، من المفترض ان يكون من اول اهتماماتنا، وان نسعى الى كل ما من شانه ان يوحد امتنا ويجعلها اكثر مناعة وقوة، وان نتسابق الى توحيد الكلمة وان نضع يدا بيد، وان نوجه سلاحنا .. الى العدو الذي يتربص بنا ويحاول ان يشتت شملنا وينفرد بنا، ليسهل عليه تقطيع اوصالنا وسلب خيراتنا . وعلينا اذا ما اردنا ان نكون ندا قويا لكل من يروم الحاق الاذى بشعوبنا، ان لا نعتمد على الدول في تجهيزنا بالاسلحة التي تصنعها، فتبيعنا ما عفى عليه الزمن، وتترك لنفسها السلاح الفتاك الذي تسيطر به على الدول الضعيفة، التي لا تعرف كيفية تجهز جيوشها، وتنشغل بامور هي ابعد ما يكون الى الاستعداد للمفاجات . ان القوة اليوم هي التي يحسب لها الحساب في مقاييس التقييم، وان من يبقى مستوردا ليس له الخيار في النوعية، فهناك من يضع اشتراطات لبيع الاسلحة ويقيد الطرف الاخر . ولا شك ان المصنع للاسلحة، هو الذي سيبقى المسيطر على طول الخط، ويفرض مبيعاته بالشكل الذي يضمن له عدم استخدامها، الا في ظروف يحددها للمشتري الذي عليه ان يتقيد بها وان لا يخرج من خانة الالتزامات التي يوقع عليها .
وللاسف، ان امتنا امة مستهلكة لكل شيء، وخاصة الاسلحة المتطورة التي من خلالها تقيم قوة الدول ويحسب لها الف حساب، وتكون خارج منظومة الدول المستهدفة، نتيجة المحاذير التي يتوخى تجنبها كل من يضع في حساباته الاقتراب من ترابها، وتهديد امنها الوطني والتخطيط للاطاحة بها، او محاولة تقطيع اوصالها الى قطع صغيرة، ليسهل عليه وعلى غيره .. التهامها وخلق مسببات تجعل مستقبلها محفوف بالمخاطر، وبالحروب المتوقعة في اية لحظة وتبقى ساحة حرب مفتوحة على جميع الاحتمالات لا تعرف اجيالها الراحة، تدمر وتسلب ثرواتها، ويقتل رجالها ويشتت شمهلها في بقاع الارض .
هكذا تريد الدول القوية، ان ترى الدول الضعيفة .. كي تقود زمامها وترمي بها في اتون الحروب التي لا تنتهي، ولا تستطيع ان تخرج منها دون الاستعانة بصاحب القوة والبطش، ليحسب له الفوز بانقاذها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/12



كتابة تعليق لموضوع : من يتهاون بذرة تراب , يتهاون بالوطن كله
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net