صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

سبيل الرشاد
علي حسين الخباز

 ولد هذا السبيل عام 1997 م باعتناق الاستاذ عبد الله احمد العسيري لتشيعه لمذهب اهل البيت (عليهم السلام)- هو يماني ولد عام 1977م بمدينة (المحويت) من اسرة زيدية كان وهابيا يعمل في الطب- يقول
سرت على نهج الوهابية لاعجابي بهم وثابرت على دروسهم وتعمقت في فهم قدراتهم في تجسيم الله تعالى .
ذات يوم سمعت بأنتماء احد اقاربي إلى التشيع وذهبت اليه لأهديه- وحين اقنعني بحجة جمع الصلاتين بما ورد في البخاري وبعض الروايات التي لا أقدر على نكرانها قطعت الحديث وقلت تلك فروع فلنتناقش في الاصول .
فالوهابية تعتقد بالتوحيد وبان الله تعالى بذاته موجود على العرش وبعلمه يتواجد في كل مكان ولا علم لي بمصدر هذا التقسيم- لكني كنت اعلم بانني موظف بأتَباع مايمليه العلماء بينما قريبي كان لا يقول أشياء إلا عن علم ودراية وبدأ يسرد الايات التي تنزه الله عز وجل عن ذلك.
فتناقشنا في ظاهر المعنى القرآني ومعانيه وأستدل لدعم تنزيهه جل وعلا الروايات الواردة فدخلنا في موضوع الاحاديث ومصداقية متن الحديث فسجلت نقاط الخلاف بيننا وبين الشيعة وأردت الرجوع إلى احد الاساتذة الوهابيين لاحصل على اجابة الاشكالات فذهبت اليه في اليوم الثاني وأذا بي اسمع اراء ابن تيمية حول الشيعة بانهم مشركون وضالون ويجب أجتنابهم- قلت له- أريد جوابا لتفنيد أشكالات قريبي ؟ فقال الاستاذ- إن الله عز وجل لو أراد أن يهدي قريبك لهداه ولكن قلًًًََ من تشيع ثم هداه الله.
وعرفت أن  أجابته توحي بعدم قدرته على الرد- فطلبت منه كتابا حول الشيعة (الخطوط العريضة)فاخذته وطالعته وبعدما قرأته ذهبت إلى قريبي أكيل له ولمذهبه التهم التي اوردها مؤلف الكتاب محي الدين الخطيب...
وكان قريبي صبورا يسمع بهدوء وتأني وبدا يجيب على الشبهات من دون انفعال-  فقد كان الكتيب مليء بالتهم و التشنجات التي لاتستحق الوقوف عند اكثرها وحتى ان كاتبها جعلها عن أصول  الشيعة دون مصدر..
ولذلك أرتكزنا على مناقشة بعض الامور فقد حاول الخطيب في كتيبه هذا أن يعمق الهوة ويوسع الفجوة بين الشيعة ..
ويرى الخطيب أن الشيعة لايدخلون الفقه السني في دراستهم وينكر على الازهر دراسة الفقه الشيعي في اروقته كنمط خاص من دراسات الفقه الاسلامي- وهذا مجرد ادعاء فقد اطلعني قريبي على مدارس الشيعة وحوزاتهم التي تتناول تفسير وعقائد وتاريخ ابناء العامة بكل دقة وامانة –ونضعه على طاولة  البحث ثم نناقشه لتصل إلى النتائج التي يدعمها الدليل و البرهان من القران و السنة – وهذه مكتباتهم العامة و الخاصة تعج بالكتب السنية لمختلف المؤلفين- فالشيعة وجدتهم يتناقلون في ابحاثهم جميع الاراء بدقة وامعان و لقوة ثقتهم بما يذهبون اليه وعدم تعصبهم – لايخشون على عقائدهم من النقد كما تحاول بعض الطوائف أبعاد اتباعهم عن كتب الاخرين ...
وشن الخطيب حملة مسعورة ضد التقية- واذا بقريبي يعرفني بان التقية في الحقيقة هي أظهار الانسان ما يغاير باطنه المؤمن و المطمئن اليه ليدفع ما يحيق به من شرور- وهو من المفاهيم الاسلامية الاصيلة- التي اقرتها السنة النبوية المطهرة وعمل بها الصحابة التابعين كما انها موافقة لحكم العقل فالعقل يامر صاحبه ان يتجنب ما يحتمل فيه الضرر سواء كان ذلك في اصول العقائد الاسلامية ام في الاحكام الشرعية بل وحتى في الاداب و الاخلاق العامة- والتقية غير مختصة بمذهب معين .
قلت لقريبي اذا لماذا نسبت إلى الجعفرية قال إنما كان بسبب تميز الامامية بها للمعاناة الطويلة التي مروا بها من حكام الظلم و الجور-
سألت قريبي وهل ورد هذا الكلام عن اهل المذاهب الاربعة فعجبت حين قال صديقي نعم
ذكرالامام مالك عدم وقوع طلاق المكره على نحو التقية (المدونة الكبرى مالك ابن انس) وذكر ابن العربي أن من يكفر تقية وقلبه مطمئن بالايمان لاتجري عليه أحكام المرتد لغيره في الدنيا كما صرح بان الاكراه أذا وقع على فروع الشريعة لا يؤاخذ المكره بشيء لأحتكام القران لأبي العربي 3 \ .1177
وذكر أبن جزي المالكي جواز التلفظ بكلمة الكفر عند الاكراه عليها – ثم قال – قال مالك لا يلزم المكره بدين ولا طلاق ولاعتق ولا شيئا فيما بينه وبين الله ويلزمه ما كان من حقوق الناس و لا تجوز الاجابة اليه كالاكراه على قتل احد أو اخذ ماله (تفسير أبن جزي ص366) ثم اكمل قريبي كلامه
اما أبو حيان الاندلسي المالكي فيرى صحة التقية من كل غالب يكره بجور منه- كما تصح التقية عنده في حالة الخوف و التقية في الفقة الحنفي فواسعة جدا حيث قال السرخسي الحنفي- يجوز ترك الصلاة الواجبة عند الاكراه على تركها- وكذلك الافطار في شهر رمضان المبارك .
و المشكلة انه جوز كلمة الشرك على اللسان تقية عند الاكراه (المسبوط للسرخسي 34/55) 
أبن سخيم الحنفي نص على قاعده الموازنة بين المسندة الناتجة من الاقدام على الفعل المكره عليه او المضطر اليه.
وبين المفسدة الناتجة من حالة الترك ثم ينقل و التقية عند الشوافع .
قلت له مستغربا عند الشوافع أيضا ؟
قال عند الشافعي تقسم الامور التي يباح للمكره والتكلم بها أو فعلها كونها محرمة شرعا.
وقال الكيا هراسي الشافعي عمن يكفر بالله تعالى مكرها وقلبه مطمئن بالايمان إن حكم الرده لايلزمه .
إن المشرع غفر له لما يدفع به عن نفسه من الضرر وذكر أبن حجر العسقلاني الشافعي جواز التقية عن الاكراه.
قلت لقريبي- والحنابلة ؟
فقال هم ايضا يرون جواز العمل بالتقية حيث صرح أبن قدامة الحنبلي باباحة التقية في محللات الاكراه- وقال وأنما أبيح له فعل المكره عليه دفعا لما يتوعده من العقوبة فيما بعد وابن الجوزي الذي نص على جواز الكفر تقية كفر الاكراه عليه وبهاء الدين المقدسي أباح الاكل من الميتة للمضطر وكذلك سائر المحرمات التي لاتزيل العقل وكما قال أبن تيمية في رده على البكري لو قدر أن أبطن خلاف ما يظهر من الاقوال لم يكن زنديقا إلا إذا رضي الكفر..
ذهبت لأهدي قريبي فهداني
( الأستاذ عبد الله أحمد العسيري يماني ولد عام 1977م - كان وهابيا وتشيع لمذهب أهل البيت(ع) )...
تناولنا في العدد الماضي ما دار بين الاستاذ عبد الله وبين قريبه المتشيع الذي اقنعه بحجة جمع الصلاتين بما ورد في صحيح البخاري وان مدارس الشيعة تتناول تفسير وعقائد وتاريخ ابناء العامة- على عكس ما جاء به صاحب كتاب ( الخطوط العريضة )  من شبهات ما أنزل الله بها من سلطان.                                                       
بعد اجتياز مفهوم التقية واستيعاب شرعيته في جميع المذاهب لا يصح تعميم رأي فردي على معتقد مذهب ما ولهذا من الخطأ أن يدعي الخطيب بأن الشيعة يقولون بتحريف القرآن وهذا افتراء فالقرآن روح الأمة الإسلامية التي لا غنى عنها وقد اجمعوا على أن القرآن هو الذي بين الدفتين لم يزاد فيه ولم يعتريه النقصان ، وهذا ما يؤمن به الشيعة ومحدثيهم حيث جمعوا الروايات الواصلة إليهم عن الائمة عليهم السلام صونا لها من الضياع وحفظاً لها من النسيان فالرواية أعم من الاعتقاد ولذا لا يجوز نسبته مطلقا إلى راوٍ معين فضلا عن طائفة ، فإذا صرح كاتب بمعتقد ما فلا يصح تعميم اعتقاده على الطائفة برمتها لأن معناها قد يكون مخالفا لمباني الأخرين من حيث يتعامل الكاتب الخطيب ، مع أراء الفقهاء من الشيعة مثل :
1-    الشيخ محمد بن علي بن بابويه (الصدوق)... يقول: القرآن الذي انزله الله تعالى على نبيه محمد (ص) هو ما بين الدفتين ومن نسب إلينا إنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب.
2-    الشيخ أبو جعفر محمد الطوسي.... يقول: الكلام في زيادة القرآن ونقصانه مما  لا يليق به .
3-    الشيخ أبو علي الطبرسي... يقول: الزيادة باطل والنقصان خلاف الواقع وأيده المرتضى في ذلك... ( المسائل الطرابلسيات )
4-    الشيخ جعفر كاشف الغطاء... يقول: لا زيادة فيه من سورة ولا آية من بسملة وغيرها لا كلمة ولا حرف ، محفوظ من النقصان.
5-    السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي... القرآن الحكيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه...هو ما في أيدي الناس لا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا ، ولا تبديل فيه  لكلمة بكلمة ولا لحرف بحرف
ولو أردنا استقصاء كلمات الأعاظم من علماء الشيعة في كل جيل لطال بنا الكلام ، فالمعروف والمشهور عند الأمامية هو القول بعدم التحريف.
بينما لنذهب الى علماء أبناء ألعامة ومن كتبهم ألصحاح التي يؤمن جمهورهم أنها مقطوعة بصدورها عن النبي (ص) ....
ما اشتهرعن عبد الله بن مسعود واتباعه من زيادة المعوّذتين ( مسند أحمد ج5- ص129... صحيح البخاري ج4- ص1889... صحيح الترمذي ج5-ص191 ).
وأما أحاديثهم بالنقصان فكثيرة... قال أبو موسى الأشعري : سورة براءة نسيت وأنا احفظ منها ( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلاََََ التراب ( صحيح مسلم ج2- ص726 )
وهناك أحاديث لديهم بنقصان سورة الأحزاب ( الدر المنثور ) للسيوطي ج5- ص179... كنز العمال ج2 ص567... الاتفاق في علوم القرآن للسيوطي ج2 ص76.
وكذلك النقصان الوارد في سورة التوبة ( الدر المنثور للسيوطي  ج3-ص208 ) .
وهناك سورة يشبهونها بأحدى المسبحات ( صحيح مسلم ج2- ص 726 ) وسورتي الخلع والحقد ( الاتقان في علوم القرآن للسيوطي ج2- ص68 )
ما ورد حول آيات القرآن من ضروريات أبناء العامة ( آية الرجم )
اخرج البخاري عن عمربن الخطاب- أن الله بعث محمداً (ص) بالحق وأنزل عليه الكتاب ، وكان مما أنزل الله آية الرجم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده فأخشى أن طال الزمان بالناس أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، ثم إنا كنا نقرأ من كتاب الله ( أن لا ترغبوا عن أبائكم فأنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) أو ( كفراً بكم أن ترغبوا عن أبائكم ) صحيح البخاري ج8- ص2804... صحيح مسلم ج3- ص 1317... ومسند أحمد ج1- ص55... موطأ مالك ج2- ص268.. سنن ابن ماجه ج1- ص 609.                
  
من افتراءات صاحب كتاب الخطوط العريضة قوله ثاني عشرهم فانه شخصية موهومة.. نسبت كذبا للحسن العسكري الذي مات عن غير ولد-
بينما كتب الفريقين اتفقت عليه وتواترت فيه الأخبار عن النبي (ص) – انه لابد من امام يخرج في آخر الزمان من نسل علي وفاطمة (عليهما السلام ) يسمى باسم الرسول (ص) ويلقب بالمهدي ، يملأ الأرض قسطاً وعدلا بعدما ما ملئت ظلما وجورا...
فقد اخرج جمع من اعلام ابناء العامة روايات كثيرة – في أن المهدي من عترة  رسول الله (ص) ومن ولد فاطمة (ع) ومن ولد الحسين (ع) وانه الخليفة الثاني عشر من الخلفاء ومنهم ( الحافظ أبو نعيم الاصفهاني ) في الاربعين و( المتقي الهندي ) في الرهان قي علامات المهدي آخر الزمان – والسيوف في العرف الوردي في أخبار المهدي – وابن حجر ( القول المختصر في علامات المهدي المنتظر – والشوكاني في (التوضيح) – فلا خلاف بين المسلمين في ظهور المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا – وإنما الخلاف وقع بينهم في أنه ولد أم سيولد والشيعة الأمامية تقول وبولادته وبوجوده وحياته وغيبته وانه سيظهر بأذن الله تعالى – وقد وافق الشيعة جمع كثير من أعلام العامة في أن المهدي عجل الله فرجه الشريف هو ابن الامام الحسن العسكري (ع) وانه غائب ومنهم أبو سالم كمال الدين الشافعي في كتابه (مطالب المسؤول) وأبو عبد الله محمد الكنجي الشافعي (البيان في اخبار صاحب الزمان ) ونور الدين الصباغ المالكي ( الفصول المهمة ) ومحي الدين بن عربي ( الفتوحات المكية ) وعبد الوهاب بن أحمد الشعراني ( اليواقيت والجواهر ) والقائمة تطول لتضيف ابن خلكان  وابن مؤلون وبن الاثير والشبراوي والشافعي
ومع كل هذا يدين الخطيب أن الشيعة يتفردون بهذه المقالة !!! ولا يدل هذا الانكار الا على التحامل والعصبية القائمة...
وبعد الأخذ والرد بيني وبين قريبي تبين لي أن الشيعة براء مما وجه إليهم وبعد مناقشة مواضيع آخرى كالسقيفة والأمامة وغيرها أهداني قريبي كتاب المراجعات فكان هذا الكتاب بمثابة الضربة القاضية لكل معتقداتي الوهابية السابقة- وهكذا لم يبق لي مندوحة في السلوك غير انتهاج طريق أهل البيت (عليهم السلام ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/12



كتابة تعليق لموضوع : سبيل الرشاد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net