صفحة الكاتب : عمار يوسف المطلبي

سَلُوا تِكريت
عمار يوسف المطلبي

أَحشدٌ ذاكَ أمْ سُجِرَتْ بِحارُ

تَمُورُ بهِ المدائِنُ و القِفارُ

أتَوا يَسْعَونَ ناداهُمْ عِراقٌ

وفي أعقابِهِمْ يَسعى الفَخارُ

فَهُمْ في لَيلِهِمْ رُهبانُ لَيلٍ

وهُمْ في صُبحِهِمْ نُورٌ وَنارُ

سَلُوا تِكريتَ هَلْ نفَعَتْ قصُورٌ

بناها مَنْ سجيَّتُهُ الفِرارُ

وَكيفَ يَرُدُّ حِصنٌ بأسَ قومٍ

إذا مالاذَ بالشُّرُفاتِ فارُ !

ثيابَ نِسائِهِمْ لبِسُوا وَأخْفى

وجوهَ مُخَنَّثِي الحربِ الخِمارُ

وَ(حَفُّوها) الحَواجِبَ ما دهاكُمْ

ترَكْتُمْ كُلَّ غانيَةٍ تَغارُ !

مِنَ الأُذُنَينِ أقراطٌ تَدَلَّتْ

وَفَوقَ الصَّدْرِ(سِتْيانٌ) مُعارُ!

وَصارَ كَأرنَبٍ يَعدو و أنّى

لِأَرنَبَ مِنكَ يا صَقْرُ اسْتِتارُ

فأُحضِرَ ذاهِلاً يُغضِيْ حياءً

عَروسَاً قَدْ بَدا وَالبَعْلُ عارُ!

صَبَغْتَ الخَدَّ أَحمَرَ ليتَ شِعْرِيْ

أَيُخْفِيْ صُفْرَةَ الخَوفِ احمِرارُ؟!

وَفي الشَّفَتَيْنِ ياهذا نجيعٌ

دَمُ الآلافِ، لايُغنِيْ اعتِذارُ

أَيا جُرْحاً لهُ في الرُّوحِ مَثْوَىً

وَيا حُزناً لهُ في القَلبِ دارُ

أَتُنْبِتُ سومَرٌ وَرداً جَميلاً

لِيَقْطِفَهُ بِتكريتِ التَّتارُ؟!*

مِياهُكِ دجلَةٌ باتَتْ دِماهُمْ

وَجُرْفُكِ قدْ غَدا قَبراً يُزارُ

وَفيْ مِيسانَ أوْ ذي قارَ أُمٌّ

جَريحٌ لا يَقِرُّ لَها قَرارُ

وَيَخفِقُ قَلبُها شَوقاً إليهِ

فَيبكيْ صارِخاً فيها انتِظارُ!

تَشَبَّثُ بالمُنى وَالقَلبُ واهٍ

وَتَحضُنُهُ وَ لِلْدَمعِ انهِمارُ

وَتَسأَلُهُ وَكيفَ يُجيبُ طَيفٌ

وَتَعتُبُ ليسَ لِيْ عَنكَ اصْطِبارُ

نِساؤُكِ سُومَرٌ لِلْحُزنِ جاءَتْ

كأنَّ قُلُوبَهُنَّ لَهُ حِرارُ!**

تَجاوَبَ نَوْحُهُنَّ صَدىً بِرُوحٍ

أَضَرَّ بِها وَأَضْناها السِّفارُ

وأَقسى العَيشِ أنْ تحيا غَريباً

وَحيداً شَطَّ عنكَ بهِ المَزارُ!

وَما أنا بِالّذيْ ينأى اختِياراً

وَليسَ لِقلبِ مَنْ يَهوى الخِيارُ

فَصارَ كَساحةٍ لِلحَربِ عُمْرِيْ

تَصارَعَ فيهِ شَوْقٌ وَاضْطِرارُ!

كَأَنِّيَ كَوْكَبٌ قَدْ باتَ يَجرِيْ

يَدورُ بِهِ وَلا يُدْنِي المَدارُ!

تُمَنِّينِيْ بِلُقياكَ الّلياليْ

وَيَخْذُلُنِيْ إذا طَلَعَ النَّهارُ!

وَ يُبْكِينِي الزَّمانُ يَقُصُّ جُنْحِيْ

وَيَشدو اليومَ أحلامِيْ اجْتِرارُ!

ذوى أمَلٌ سِوى أمَلٍ بِحَشْدٍ

مِنَ الأبطالِ قادَهُمُ انتِصارُ

تَدافَعُ باندِفاعِهِمُ المَنايا

و يَدْحَمُ في الوغى بِهِمُ اقتِدارُ

يُحَدِّثُ داعِشَاً في الحَربِ رُعبٌ

بِأنَّ ثباتَهُمْ لَهُمُ انتِحارُ!

أتَوا أسرى يُجَلِّلُهُمْ صَغارٌ

وَعُقبى مَنْ يُعادِينا الصَّغارُ***

سَلِ (العَلَمَ) العَصائِبُ كيفَ هَبَّتْ

هُبوبَ الرِّيحِ يَسبِقُها الدَّمارُ

فما ترَكَتْهُمُ إلّا حُطاماً

كَعَصْفٍ قَدْ غَفا فيهِ البَوارُ!

وَسَلْ (حِمرينَ) إذْ ( بَدرٌ) أَطَلَّتْ

فَلَمْ يَعْصِمْهُمُ فِيها وِجارُ!

وَتِلكَ (الدَّورُ) تُنْبِئُ مَنْ رَآها

وَيُنْبِئُ مَنْ يُسائِلُهُ (المَطارُ)

بِأَنَّ الأَرضَ قَدْ ضاقَتْ عَلَيْهِمْ

فَسِيّانِ لَهُمْ وَقَفُوا وَسارُوا!

يُغِيثُهُمُ الرَّصاصُ إذا اسْتَغاثُوا

يُجيرُهُمُ الهَلاكُ إذا استَجارُوا!

تُطارِدُهُمْ وَقَدْ هَرَبُوا حُتُوفٌ

وُتَطْرُدُهُمْ، وَقَدْ لَجَؤُوا، الدِّيارُ!

أَتَوا أجسادُهُمْ تَختالُ تَيْهاً

بِها مِنْ كاذِبِ الوَهْمِ اغْتِرارُ

وَكانُوا قَبْلُ مِنْ لَحْمٍ وَعَظْمٍ

فآبُوا خائِبِينَ وَهُمْ غُبارُ

....................................

* إشارة إلى ما اقترفه إرهابيّو داعش في مجزرة سبايكر

** حِرار: ظَمأى

*** الصَّغار: الذُّل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار يوسف المطلبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/13



كتابة تعليق لموضوع : سَلُوا تِكريت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net