صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

داعش التجرؤ على بغداد
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هل تعجز داعش عن توفير عدد من المقاتلين العراقيين والعرب ليقوموا بمهمة جسيمة هدفها بغدادن ومحاولة الضغط اكثر على الحكومة المركزية بعد سيطرتها على مناطق واسعة من محافظات السنة في الشمال والغرب مع ماإستتبع ذلك من ويلات ومصائب لحقت بالمواطنين العاديين المهملين والمحرومين الذين تسبب الصراع الدائر في تشريدهم وحرمانهم من متطلبات العيش الضرورية، إضافة الى الإضطرار الى النزوح ومغادرة الديار بلارغبة ولمجرد إن مجموعات داعش تريد فرض شروط حياة لم يفرضها حتى الأنبياء، ولايطيقها إنسان على البسيطة مهما تماهى مع الفكر الذي يفرضه التنظيم المتشدد ويدعو إليه؟

لدى داعش مايريد من سلاح، ولديه الرجال عراقيين وعربا، وهو يمتلك الكثير من أدوات التأثير والتسبب بمزيد من المشاكل، لكنه لايفعل ذلك وينشغل في محافظات صلاح الدين والأنبار والموصل ، ويكتفي بقتل الناس وجمع الأموال، وهتك الأعراض، وسرقة الممتلكات، ومحاولة نشر بعض الأفكار المتطرفة التي تدفع الى المزيد من التشدد والعنف الذي أوغل فيه هولاء، ولم يعد لهم من سبيل الى التراجع بعد أن تلطخت وجوههم وعقولهم وضمائرهم بدماء الأبرياء والضحايا الذين رفضوهم، أو منعوهم من السيطرة الكاملة فإستحقوا العقاب الكامل بالموت.

التحرك نحو الأنبار ومحاولة إعادتها الى سيطرة الحكومة العراقية بواسطة القوات المنتخبة وعناصر الحشد الشعبي لايمثل هدفا إستراتيجيا بل هو تحصيل حاصل كما يقال في العادة والهدف الإستراتيجي هو حماية بغداد من العبث، أو محاولات تحرش قد يقوم بها داعش، وقد يكون هناك نوع من الرفض، أو التنسيق بين جهات إقليمية ومحلية عراقية وقيادات دينية سواء كانت معتدلة، أو مرتبطة بالتنظيم الإرهابي لتجنب التحرش ببغداد حيث ستكون لهذا التحرش، أو التجرؤ تبعات خطيرة على التكوين المجتمعي والسكاني، فردات الفعل التي يمكن أن تحدث ليست مرتبطة بمهاجمة داعش، أو قتاله المباشر لكن ذلك قد يقود الى صراع داخل المدينة وصدام طائفي عنيف بين المكونات الأساسية التي يبدو أن الكفة تميل في أي صراع بينها الى الطرف المتصل بالسلطة والمتوفر على كثافة بشرية عالية.

ليس من مصلحة داعش أن تخسر كل وجودها المادي والمعنوي في المحيط العربي والإقليمي الذي تجد فيها من يدعمها ويوفر لها الغطاء الشرعي والتمويل الكامل والمتزايد بسبب التعصب وغياب الأفق، حيث ستكون الخسارة جسيمة على التنظيم وواقع العاصمة بغداد ووجود المكونات فيها التي ستدفع الثمن كاملا، وقد ينهي وجودها الى الأبد في العاصمة العريقة والتاريخية وسيحرم الدول العربية المهتمة بالشأن العراقي من مواطئ أقدام كانت تحافظ عليها عن طريق السياسة والدعم المالي وتمويل بعض الجماعات المسلحة المشاكسة بغية إضعاف الحكومة العراقية، وضمان عدم نهوض الديمقراطية،  وأن تمضي العملية في الوجهة التي لايريدها العرب.

غباء داعش قد يدفعها الى التحرش ببغداد والتجرؤ عليها، لكن النظر بهدوء لمابعد التحرش سيجعل من المهمة نوع من الإنتحار الذي لايجدي معه الندم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/20



كتابة تعليق لموضوع : داعش التجرؤ على بغداد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net