صفحة الكاتب : زيدون النبهاني

البعد الوطني لشيعة العراق
زيدون النبهاني

الحقيقة دائماً لها وجهٌ واحد فقط، وكل ما يتعدى ذلك يكون أقرب للأفتراء والتضليل، يراد به تشويه الوقائع وتزوير المواقف، كوسيلة تخدم مصالح الجهة صاحبة الغاية، خصوصاً أن كانت متمكنة.. لدرجة أنها الممسكة بكرسي الحكم.
لم ينصف التأريخ السياسي، الشيعة بالعموم وشيعة العراق على وجه الخصوص، على مر الزمان أكيلت الأتهامات وزيفت الحقائق، فكانت النتائج أستباحة دماءهم قبل حقوقهم، فيما ينعم الآخرين بوهج السلطة ورغيدها.
مع أختلاف الروايات حول أصل تسمية الشيعة، إلا أنها لم ترتقِ للخلاف الدائر حول جذورهم، فالشيعة هم أشياعُ علي (عليه السلام) وأتباعه وأنصاره، وهم منبع الإسلام الحقيقي.
الخلاف حول إطلاق التسمية ووقتها، بين المذاهب الإسلامية، لا زال قائماً، ليس لتوقع نتائج محمودة، وإنما لنخر عظم الإسلام وكسره، فتفسير النبي الأكرم (صلواته تعالى عليه وأله) للآية الكريمة، \"إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك خير البرية\" [البينة:7]، تفسيره (صلواته تعالى عليه وأله) كان وافياً وكافياً، إذ قال (أنت يا علي وشيعتك) [تفسير الطبري].
مما جاء في أعلاه تجد إن، مفردة الشيعة موجودة في عهد النبي (صلواته تعالى عليه وأله)، وهو الأمر الذي يقطع الطريق أمام أنبياء البدعة والتلفيق، فلا يشك عاقل متبحر بعلم الأصول، بمعتقدات الشيعة وأصولهم وفقههم.
لم يستطع الحكام الذين توالوا على الأمة الإسلامية، إغفال هذه الحقائق، خصوصاً وإن التقية لم تمنع أعلام التشيع من أثبات صحة عقيدتهم، فلجأوا إلى تشويه العقيدة السياسية للشيعة، وأتهموهم بأصول جذورهم، فمنهم من قال هم من صنع عبد الله بن سبأ اليهودي الماكر، وآخرون نسبونا إلى بلاد فارس.
بين هذا وذاك، رمى (المنحرفون عن الإسلام) الشيعة بأبشع التهم، بلغت المغالاة بالتفريق بين المذاهب، لدرجة محاولته سلخ الشيعة من وطنيتهم، نذكر الأمويين و بني العباس وأخرها حكام الفيزا الوهابية.
في العراق، يستوطن الشيعة (أغلبية سكان العراق) محافظات الوسط والجنوب، ورغم أنهم يشكلون العمود الفقري للوطن سواء بعددهم أو بنوعيتهم، إلا أن البعث والوهابية لم يأخذوا العبرة من أسلافهم، ضيقوا الخناق على أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وجاهدوا للتخلص منهم سيما وأن التهمة موروثة، بين اليهودية وتبعية إيران.
أستمر الحال هكذا، حتى أصبوحة سقوط الصنم العفلقي، فرض الشيعة أنفسهم هذه المرة، ولغة الأرقام بدت تتحدث بواقعية، أمست المعادلة (الشيعة في الحكم والروايات الموبوءة في تزايد مستمر).
ضريبة الحكم لم تكن صغيرة يمكن أهمالها، بل أن الدماء التي سالت من أنصار الإمام علي (عليه السلام)، بلغت من الكبر ما يمكنها مليء بحور الوفاء والوطنية وحب الوطن، حيث طاف الدم الأسمر شوارع العراق من شماله حتى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه.
اليوم، ونحن نعيش ملحمة الفتوى، نجد كثيرٌ من أبناء الوسط والجنوب، يشكلون سفارة الوطنية بكل أبعادها، كيف لا.. وهم يدافعون عن (أنفسنا)، يسترخصون دماءهم في سبيل الخارطة الكبيرة، التي نشكل نحن وهم وأولئك حدود بقاءها.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زيدون النبهاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/20



كتابة تعليق لموضوع : البعد الوطني لشيعة العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net