شروط أنصار الله علي السعودية وحلفائها لوقف المعارك

 كما كانت أنصار الله صاحبة المبادرة في الساحات العسكرية خلال العدوان السعودي وكذلك الاشتباكات الداخلية، فهي صاحبة المبادرة في الساحة السياسية أيضاً، ذلك أن جميع المبادئ والمعايير القانونية والأخلاقية والسياسية تقف إلي جانب أنصار الله بشكل كامل. ولسان حالها يقول اليوم إننا لن نتوقف عن ملاحقة ومعاقبة الخونة الذين أيدوا العدوان السعودي الغاشم علي اليمن من الميليشيات التابعة لأمريكا والسعودية، والذين يعتبرون شركاء في هذا العدوان الذي أدي إلي استشهاد وجرح الآلاف من اليمنيين الأبرياء.

السعوديون وضعوا أهدافاً عالية في بداية عدوانهم لكنهم فشلوا حتي الآن في تحقيق أي منها، وانتقاماً لهذه الهزيمة التي منيوا بها جراء مقاومة أنصار الله بدأوا بالتركيز علي صعدة قصفاً وقتلاً للأبرياء وتدميراً للمنشآت والبني التحتية. وفي نهاية المطاف باتت شروط السعودية منخفضة جداً حيث أعلنوا أنهم سيوقفون الحرب علي اليمن شريطة عدم ملاحقة أنصار الله لحلفاء السعودية في اليمن. وفي المقابل ردت أنصار الله بأن هذا الأمر شأن داخلي ولا يحق للمعتدين التدخل فيه علي الإطلاق.

وتأتي هذه الهزيمة في حين أن أنصار الله لم تردّ علي العدوان مع قدرتها علي ذلك، واتخذت سياسة ذكية تمثلت في تطهير اليمن من الميليشيات التابعة. وكانت النتيجة أن السعودية لم تحصد شيئاً بعد عدة أسابيع من العدوان علي اليمن سوي قتل المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال. بينما تمكنت أنصار الله من التقدم تحت القصف السعودي الهمجي في مساحة بلغت أكثر من ثمانين ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل تقريباً مساحة الإمارات العربية المتحدة والبحرين. وبناء علي ذلك يمكن القول إن آل سعود إضافة إلي هزيمتهم أخلاقياً وسياسياً كونهم معتدين علي بلد جار، قد هزموا أيضاً من الناحية الاستراتيجية والعسكرية، لأنهم لم يحققوا أي إنجاز من خلال عدوانهم. هذا في حين أن الطرف المقابل أي حركة "أنصار الله" ومن معها من اللجان الشعبية وأفراد الجيش اليمني إلي جانب انتصارها في الميدان، انتصرت من الناحية الأخلاقية والسياسية أيضاً، كونها هزمت السعودية دون أن تلحق أي ضرر بالشعب السعودي المسلم.

وقد جاءت هذه الهزيمة في وقت أجري فيه الملك السعودي تغييرات داخلية عديدة ما أثار موجة استياء في أوساط البيت السعودي. وستدفع هذه الهزيمة المعارضين في الداخل السعودي نحو التعبير عن سخطهم بشكل أوضح وهذا يعني أن نهاية الحرب علي اليمن ستكون بداية حرب في الداخل السعودي.

اليوم باتت أنصار الله أكثر شرعية من ذي قبل داخل اليمن، نتيجة صمودها الأسطوري ومعها الشعب اليمني أمام العدوان السعودي الظالم، وتصديها البطولي للمجموعات المسلحة الداخلية ودحرها. وعليه فإن الحركة تطرح عدة استراتيجيات أساسية من أجل "حلحلة" الأزمة اليمنية، وهي:

الاستراتيجية الأولي: الإعلان بشكل رسمي من قبل الأمم المتحدة عن كون السعودية هي المعتدية وقد فرضت هذه الحرب علي الشعب اليمني، والتصريح بحق اليمنيين بالدفاع عن أنفسهم في هذه الحرب.

الاستراتيجية الثانية: علي السعودية كونها المعتدية في هذه الحرب، الأمر الذي لا لبس فيه، أن تدفع التعويضات اللازمة التي تصل إلي عشرات المليارات من الدولارات، علاوة علي تشكيل مؤتمر دولي للمساعدة في إعادة إعمار اليمن.

الاستراتيجية الثالثة: التخلي عن الحديث بأن منصور هادي مازال رئيس جمهورية اليمن ويجب أن يعود إلي السلطة في هذا البلد، رغم استقالته وهروبه ودعوته من آل سعود للعدوان علي اليمن، ذلك أن هذا الأمر تدخل واضح في شؤون اليمن الداخلية ويتنافي مع حقوق الشعوب والدول في ميثاق الأمم المتحدة.

الاستراتيجية الرابعة: ضرورة الاستمرار في تطهير اليمن من عناصر القاعدة وما تبقي من ميليشيات منصور هادي وحزب الإصلاح وأي مجموعة تهدد أمن اليمن، حتي القضاء عليهم بشكل كامل. وهذه قضية لا يمكن أن يتسامح فيها الشعب اليمني وأنصار الله علي الإطلاق.

في الأيام الأخيرة أكد قادة أنصار الله أن حوار اليمني-اليمني سيشمل المجموعات والأشخاص الذين عارضوا العدوان السعودي ووقفوا إلي جانب الشعب اليمني، وهذا الأمر منطقي ويتطابق مع الأسس الدولية والإسلامية.

نحن نعلم أن مجلس الأمن لن يعتبر السعودية الجهة المعتدية ولن يجبرها علي دفع التعويضات، ونعلم أيضاً أن السعودية تصر علي اعتبار منصور هادي الشرعية ورئيس الجمهورية، ولكن في ذلك انتصار آخر لأنصار الله أيضاً، وهو إنهاء السعودية لعدوانها علي اليمن مع عجزها عن أخذ ضمانات من أنصار الله لاعتبار ملف العدوان منتهياً. وإذا لم تستطع أنصار الله انتزاع حقوق الشعب اليمني عبر الطرق الأممية – مجلس الأمن و ...- فهي قادرة علي تحقيق ذلك عبر ضرب الأمن في الحدود السعودية اليمنية المشتركة وفرض تكاليف باهظة علي هذا النظام المعتدي. وما النصر الا من عندالله العزيز الحكيم

النهایة

المصدر: الوقت


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/22



كتابة تعليق لموضوع : شروط أنصار الله علي السعودية وحلفائها لوقف المعارك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net