صفحة الكاتب : امير الصالح

المهمشين في العمل الجزء الثاني (٢/٢)
امير الصالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد نشر الجزء الاول للمقال ، حدث بالامس سجال لغوي  بين بعض الاصدقاء على ان  العنوان يّكتب المهمشون بفتح الميم الثانية او المهمشين ؛ ولكون التشكيلات من كسره او ضمه او فتحه لم توضع فقد تقرا خطاءا . ونتج عن ذلك  النقاش اعاده صياغه العنوان ب المهمشين  نصب المجمع المذكر السالم او تقدير على المفعول به  والعلامه الياء ، اي من وقع الظّلم و الاضطهاد عليهم . نشكر الاخ عدنان على جميل لفتته اللغويه  .
في الجزء الثاني من تناول الموضوع ، نسأل الله التوفيق ، سنعالج بعض التعاريف و المفاهيم ومن ثم ساطرح حزمه حلول لواقع المهمشين في العمل او حيثما كانوا . كمقدمه نستذكر معا ماسجل في المقال الاول  على شكل نقاط ك التالي:
- اصبح مألوفا سماع جمله مثل :"  مسكين فلان غضب عليه رئيسه وسفطه على جنب ".
-  مايهمنا هنا هو معالجه التهميش على مستوى دوائر الشركات  
- اهدر الكثير من المهمشين في العمل  الكثير من الوقت و الجهد لتحديد الاتجاه الاصح لتغلب على هكذا معظله. 
- إلا ان العمل لايجاد الحل كان ومازال عمل فردي  او شبه فردي 
- من الجيد ان يتدارس الناس احوال بعض افراد مجتمعهم سواء بقصص نجاحات او انتكاسات و لكن من الحكمه بمكان ان تُنتزع العبره و العظات ل استنساخ  تجارب النجاح  وتكريسها و تفادي الاثباطات ونتائجها .
 
في هذا المقال الثاني سنقف في عده محطات . لنُعرف التهميش كمدخل لخلق التوافق في الصوره الذهنيه المجرده لدى القراء الكرام  ثم  نُعرج على التشخيص لبعض الاقتراحات الهادفه لتضميد جراحات المهمش صاحب الطاقه و المعرفه وبث روح التغيير الايجابي لايجاد البيئه الانسب  .
التهميش في العمل باختصار يُعرف على انه   إختفاء ممارسه العداله في موقع العمل نحو موظف اوً مجموعه من الموظفين بذاته / بذاتهم  بسبب  واحد او مجموعه اسباب عرقيه او قبليه او دينيه او مذهبيه او مناطقيه او جنسيه  او نفسيه كالحقد على صعيد واحد او عده اصعدة ك الترقيه او الزيادة السنوية  او التعيين الوظيفي  او تكافوء الفرص او تكافوء المعامله و التطوير . هناك تعريفات كثيره ومتفرعه  للتهميش  في مكان العمل ولكن  نكتفي بهذا التعريف لكونه يخدم هدف المقاله . 
وساعرض في مقالي هذا الى حزمه حلول مقترحه لمن  يتعرضون ل التهميش  الوظيفي في بدايه الطريق المهني او منتصفه او قاربوا خط النهايه . وان شاء الله هذه الحزمه من المقترحات يتفاعل معها بعض افراد  المجتمع الواعي لتعالج وتطرح حلول اكثر نجاعه ويُبلغ بها النخبه من المجتمع  ل عامه الناس ممن يقصدونهم استشارة او مناشده  لحلول مع مزواجه افكار اخرى . 
افترض ان الشخص بذاته  ذهب وطالب  ب كامل حقوقه و عرض مطالبه المحقه على كل الهرم  الادراي بالشركه بداءا من المدير المباشر ومرورا بالمدير العام و انتهاءا برئيس الشركه او نائبه  والتاكد من ان التهميش بالفعل يُمارس ضد الشخص باستقراء المواقف و ردود الفعل و الكيل بمكيالين  . لاننسى انه  من المهم التمحيص الكامل للحاله  لان من يعيش وهم التهميش نتيجة عوامل نفسيه او اسقاطات  لممارسات تاريخية كأن يتوقع  الشخص حدوث شيء  سلبي ما في حقه ويتسبب هو في حدوثه بشكل مباشر او غير مباشر وذلك عبر التصرفات المبنية على القناعة الُمسبقة فهذا حتما نصنفه ان محطم من الداخل ومعين  الاخرين على نفسه . 
 التهميش  الوظيفي في موقع العمل قد يُطال الموظف في اي مرحله من عمره المهني ولذا بوبت المعالجات المقترحة حسب مشوار المرحله  : 
 
 
 التهميش  الوظيفي في مرحله بدايه المشوار المهني يُعالج ب  :
 
 
-  تكريس الجهود الذاتيه لتوطين المعرفه  العلميه في التخصص الذي يعمل فيه الفرد
- الابتعاد عن الاجواء المثبطه واعتبار التجارب الفاشله للاخرين بانها سيناريو سئ  او جرعه مضاد حيوي لما قد يحدث وعليه يجب تفادي تكرار الحدث 
- البحث عن التجارب الناجحه  وتكريسها و العمل على ايجاد مناخاتها
- تكريس مفهوم القراءه المعرفيه الاستثماريه 
-  تكريس مفهوم التطوير الذاتي 
- تكريس مفهوم فكره الرديف الاقتصادي المتنوع وخلق النزعه ل تنوع المداخيل الماليه  
- الابتعاد عن التحزبات التكتليه في موقع العمل
- استحصال شهادات علميه من معاهد عالميه ك  / ACCE/ PMI  او غيرهم    
- استثمار هامش الوقت فيما يعود بالنفع على الشخص علميا و عمليا  واجتماعيا ومنها تطوير المهارات اللغويه او الكتابيه او الخطابه  و الاجتماعيه و الاقتصاديه 
- الانضمام للمجموعات المهنيه العلميه و تفعيل المشاركات بتقديم اوراق بحث و مقالات 
 
 
 التهميش الوظيفي في مرحله متوسط العمر المهني :
 
 
- الى جانب  تفعيل ماذكر بعاليه من اقتراحات المشوار المهني ، نضيف التالي :
- البحث الجاد عن بديل عن الشركه الحاليه 
- التسوق الوظيفي لاستحصال افضل عرض مقابل عائد مالي ومنفعي و اجواء عمل مشجعه واكثر صحيه
- توسيع رقعه الاتصالات بالافراد و الشركات ذات التخصص المهني بالتوظيف الاكفاء    لبرامج linkedin و فيس بوك وما يجري من مجراهم  خدمةً لاغراض عده واهمها قنص فرص نقل الخدمات  للافضل من الشركات 
- محارله حضور مؤتمرات  عالميه او اقليمية متخصصه لنفس  طبيعه العمل و المهنه لمعرفه توجهات السوق و امكانيه اقتناص الفرص  التجاريه و المهنيه وزياده الروابط مع المنتجين و المستهلكين للعلوم التطبيقيه في هذا او ذاك التخصص ولو على حساب الفرد شخصيا.
 
التهميش مرحله ماقبل نهايه العمر المهني:
 
كل ما ذكر في معالجات مرحله متوسط العمر المهني تنطبق هنا الى جانب الاعمال التاليه وذاك حسب  طبيعه الحاجه للعمل بتلك الشركه او المؤسسه :
١- حاجه ماديه 
٢- حاجه نفسيه 
قد يعتصر قلب الُمهمش  قبيل تقاعده لقوه الصدمه اثر التهميش ولكن عليه ان يمضي باقي الرحله قدما مع جراحاته  .
 بالنظر لما ادرج من اقتراحات بعاليه للمراحل الاخرى نلاحظ ان هامش التغيير ينكمش مع تقدم العمر المهني بالمرء وهذا يعمل ضد ذاك الفرد المعني . اذا ماهي الحلول المقترحه . فعليا كل المقترحات المطروحة  ستكون  موجهه لانشطة خارج سور شركته الحاليه . فاذا كانت الحاجه الماليه لشخص المهمش اي المضطهد  ملحه بسبب التزامات ماليه قائمه فيجب تفعيل احد الخيارات التاليه من ضمن خيارات عده من ضمنها 
 
- الاستثمار  المالي المشترك في اعمال تناسب و طبيعه الانسان ماديا و سنا و جهدا . 
- الانطلاق لاعارة الخدمه ك مستشار او موظف مقاول في شركات اخرى  
- تكوين تكتل مع مجموعه ذات نفس التوجه لايجاد فرصه استثماريه  سواء عقاريه مضمونه او صناعيه  
- اعاده تدوير خدمات  لذات الفرد  في سوق العمل بناء على العرض و الطلب من خلال سوق العمل العالمي .
- ممارسه اعمال تجاريه بسيطه 
اما اذا كان المُهمش في مرحله ماقبل التقاعد مكتفي او قنوع ماديا ولكنه مُلتصق بموقع العمل نفسيا  فلديه ساحات رحبه باعاده توجيه طاقاته العاطفيه  لخدمه المجتمع او الامه او القرآن او الطلاب  بالداخل اوالخارج او كبار السن او الحجاج او المعتمرين او المعاقين او  ... وكذلك تخصيص وقت اكبر ل هواياته ك القراءه ، الكتابه ، الصيد ، السفر ......الخ.
كل ماعلينا كثمره طيبه من ابناء المجتمع الطيب هو التفتيش عن حلول مبتكره و اخذ المبادره لتطبيق تلكم الحلول و تفعيلها .
هذا المقال  فعليا هو رساله لتفعيل نقاشات  جاده على شكل ورش عمل او ندوات فكريه بهدف توظيف الطاقات المحليه لايجاد حلول لمشاكل أفراد مجتمعاتنا  .  شخصيا اؤمن بان على كل فرد من ابناء المجتمع  بدل ندب الحظ او انتظار معجزه لتغيير وضعه ، عليه ان يعمل جاهدا لمواجه المشاكل بكل صراحة وطرحها للنقاش البناء للخروج بالحلول الممكنه وبث الروح الايجابية بين افراد المجتمع   .
لنتذكر قول الله العلي القدير في محكم كتابه   (ِ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً  )  العتاب موجه على من وقع عليه التهميش بعدم ايجاد حلول ، اليس كذلك ؟  
كما ان على المجتمع الصغير اي الاسرة او المجتمع الكبير مسؤليه كبيره لمواجهه هذه المشكله المأزومه في ظل الشحن القبلي و العرقي و الطائفي وذلك بان :
-  يؤهل ابناؤه من بدايه انطلاقهم ، لنقل من مستوى  التعليم الثانوي،  على تحديد رؤيه  اهدافهم ليسهل عليهم رسم خارطه الطريق و الاستعانه بكل الموارد النخبويه و العلمية المتوفره  لصقل الحلول وتوجيه الطاقات .
- تكريس مفهوم العمل الحر و العمل الدؤوب للاستقلال في النشاط الاقتصادي 
- اعتبار فترة العمل لدى اي شركه او مؤسسه كفتره تدريب لما قبل الانطلاق بالعمل الحر او العمل لصالح الذات 
- احتضان ورش العمل و الندوات التي تعالج الامور الواقعيه التى تمس الحياه اليوميه لافراد المجتمع كما اقترحه بعض الاصدقاء ؛ وشخصيا اعتقد ان هذا الموضوع يستحق الكثير الكثير من ورش العمل والندوات وعلى مستوى الوطن .
 
نسأل الله  العلي القدير لنا ولكم الرحمة و الحفظ من كل تهميش  ومن شر الاشرار وكيد الفجار 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امير الصالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/22



كتابة تعليق لموضوع : المهمشين في العمل الجزء الثاني (٢/٢)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net